السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«دبي كانفس».. خليط فانتازي لقراءة السعادة بعيون عالمية

«دبي كانفس».. خليط فانتازي لقراءة السعادة بعيون عالمية
2 مارس 2017 01:05
أحمد النجار (دبي) وسط أجواء من الدهشة والسعادة انطلق أمس مهرجان «دبي كانْفَس»، للرسم ثلاثي الأبعاد، الذي ينظمه «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع «مِراس»، والذي يستمر حتى السابع من الشهر الجاري، في منطقة «سيتي ووك» بمشاركة فنانين عالميين و4 فنانات مواطنات، في دورته الثالثة، التي ستتضمن هذا العام وللمرة الأولى جائزة «دبي كانفس»، التي تعد المنصة الوحيدة في العالم لتكريم مبدعي هذا الصنف الفني. جداريات حية جداريات ملونة تزين واجهات «سيتي ووك» في إمارة دبي، التي استقطبت 25 رساماً في مجال الفن ثلاثي الأبعاد، غالبيتهم من رواد صناعة الجمال البصري، وينتمون إلى جنسيات وثقافات مختلفة، ما أسهم في إنتاج توليفة فنية حولت ساحات «سيتي ووك» إلى ورشة لإنتاج السعادة في أسبوع واحد، ونجح المشاركون في مسابقة» دبي كانفس» في صياغة فلسفته ورؤيته الخاصة للسعادة. واللافت أنهم يحملون أرصدة وجوائز عديدة فقد جابوا بإبداعاتهم مدناً وأذهلوا بها شعوباً ونقشوا جداريات بأحاسيسهم وتركوها وراءهم لتصبح أثراً جميلا لهم في وجدان الإنسانية، ذلك أن فنهم يعتمد على تقنية الإدهاش عبر جداريات نابضة تستنطق الجمال وتصدر إشعاع التفاؤل، وتقدم في محتواها أفكارا وأسئلة يقرأها المتلقي بعيون ثقافته ويتذوقها بطريقته الخاصة. وقد حولت أعمال نفيسة دبي إلى مصنع كبير للسعادة، كل جدارية تروي قصة ذات مغزى إنساني تنطق بلغة بلد فنانها حاملة عبق تراثه وقبس ثقافته وقيماً مستوحاة من يومياته. تلك هي قناعة عائشة بن كلي، مديرة مشروع «دبي كانفس»، والتي وصفت هذه الإبداعات بأنها مرت بمخاضات عسيرة لتؤلف بالنهاية معرضاً مفتوحاً يقدم خليطاً فانتازياً لقراءة السعادة بعيون عالمية. وأضافت «نجحنا في استقطاب أشهر فناني العالم لتجسيد السعادة في أعمال فنية وجدارية ثلاثية الأبعاد تضفي على دبي جمالاً خاصاً، وتنشر السعادة في ربوع الإمارة التي تواصل إنتاج الفرح». ورش فنية أشارت بن كلي إلى أن المميز في هذا المهرجان أن الفنانين المشاركين ينتمون إلى بيئات وثقافات مختلفة، ما أسهم في تجسيد السعادة بمعانٍ وتعبيرات فنية بلغات عالمية، بحسب نظرتهم وفلسفتهم للسعادة في بلدهم. وأكدت إلى أن المهرجان شهد في اليوم الأول زخماً كبيراً من الزوار وهواة التصوير وأشهر نجوم «سوشيال ميديا» العرب والأجانب الذين يقيمون في دبي، والذين تم استقطابهم للترويج للمهرجان عبر منصاتهم، لافتة بأن الأعمال الفنية تتيح الفرصة أمام الزوار والمهتمين للتعرف إلى الفنانين وجهاً لوجه ومحاوراتهم حول فلسفتهم الفنية، كما يتضمن المهرجان العديد من الأنشطة والفعاليات والورش الفنية التي تناسب الصغار والكبار. ومن الأعمال المشاركة لوحة خواندريس فيرا، التي جسد فيها صورة طفل يرسم نفسه في إِشارة إلى أن الخيال هو مصدر مهم للسعادة. وقد وقفت أمامها الطفلة سارة بدر البدر، والتي تعتبر أصغر فارسة في الإمارات، متأملة، فيما قال والدها إنه حرص على اصطحابها معه إلى المهرجان لتنمية ذائقتها وصقل موهبتها، مفيداً أنها فور عودتها إلى المنزل تبدأ بتقليد تلك اللوحات كونها تعشق الرسم إلى جانب ركوب الخيل. وقالت الزائرة المواطنة شيماء صالح «جئت للتسوق، لكنني تفاجأت بوجود المعرض واستمتعت بالتعرف إلى جماليات اللوحات والجداريات التي تبث السعادة بأفكار متنوعة، وقد استوقفتني العديد من اللوحات التي وقفت لتأملها خاصة التي تحمل براءة الطفولة ومعاني السلام والحب والإنسانية». الحرية والتأخي ولامست لوحة للفنانة دانييلا شيمليف جسدت فيها روح التأخي والحرية من خلال تشابك اليدين ومشهد تحليق الفراشات، مشاعر خولة عبده، التي قالت «شدني هذا العالم المبهج بكل دفئه وسحره الفني، ولفتني منذ الوهلة الأولى، فقد وجدت الإبداع الحقيقي الذي يرفع شعار السعادة من خلال الألوان والفرشاة، وجعلني أشعر بفرح غامر». وتصف خلود الرئيسي المعرض بأنه فرصة مثالية لهواة التصوير الذي يشدهم هذا النوع من الفن، وتوافقها الرأي صديقتها شريفة البلوشي، فقد وجدتا أن اللوحات تشكل رافداً ثقافياً ينمي الذائقة البصرية والحسية لدى الزوار، فضلاً عن إمكانية التقاط صور للأعمال الفنية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركتها مع أفراد المجتمع، وهذا يسهم في نشر السعادة، كما يسهم في إثراء تلك المنصات بمنشورات هادفة ربما تشكل ملهماً لفنانين وتقودهم لفتح نافذة تواصل مع هذه الأسماء اللامعة. وقال راشد سعيد إن اللوحات الموجودة ذات قيمة ثقافية رفيعة. وأضاف «أشعر بسعادة كبيرة وأنا أتجول بين اللوحات والجداريات التي أتطلع إلى طرح أسئلة على فنانيها حول تفاصيلها الدقيقة». صانعو البهجة عن جوهر السعادة في أعمالهم، قال الفنان المشارك فانا كابان عن لوحته «البالوان» والتي عبر من خلالها عن السعادة من منظور الأطفال وفرحتهم باللعب بالبالونات وتركها تحلق في السماء، معتبراً بأن مجرد رؤية طفل يمسك بالوناً فإن ذلك يمنح شعوراً بالسعادة. من جهته، اعتبر الفنان تومو، الذي رسم دراجة بجناح طائر، أنها تبث السعادة. وقال «أحب الدراجات منذ الطفولة إنها تشعرني بالحرية والسعادة، لهذا مزجت بين السعادة والطيران من خلال الهواية المحببة لكل الأطفال وهي ركوب الدراجات». وللفنان نيكولاي أرندت فلسفة خاصة عن السعادة حيث قال إن «العائلة هي مصدر السعادة الحقيقي»، وهذا ما جسده في لوحة لعائلة تسير أمام برج العرب بينما يرفع الأطفال طائراتهم الورقية في السماء وقت الغروب. أما الرسام أوديث فقد رسم طائرة خشبية وأبراجاً وسفناً ومراكب ملونة، وقال إنها تجسد مسيرة التنمية التي شهدتها دبي التي وصفها بـ «مدينة السعادة»، معتبرا أن لوحته تمثل رحلة بين الحاضر والماضي. لوحة حملت صورة طفل يحتضن أبراج دبي، عمل فني أنتجه الفنان كاس، رسم فيها طفلاً وثلاث علب وبالونات، واصفا عمله بأنه يحمل رسالة إيجابية مفادها «أنا أحب دبي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©