تطالعنا كل يوم وعلى صفحات شتى الصحف المحلية والعربية نداءات إنسانية لحالات مرضية وحرجة في حاجة للمساعدة والسفر لزراعة أعضاء بشرية، تتوقف عليها أحياناً حياة المريض·
والسؤال الذي أضعه بين أيديكم راجياً نشره في جريدتكم الغراء آملاً أن يأخذ حقه في الرد والدراسة وإبداء الآراء الشرعية والقانونية والاجتماعية والإنسانية، هو:
1 - هل يجوز للشخص (وهو على قيد الحياة) أن يتبرع بعضو أو عدة أعضاء من جسمه أو جزء منها (دون مقابل) في حال وفاته بحادث مفاجئ مثلاً، ما حكم ذلك شرعاً وقانوناً؟
2 - لماذا لا تقوم الدولة بإنشاء هيئات أو جمعيات للتبرع بالأعضاء البشرية أسوة ببعض الدول الخليجية لتلبي الحاجات الإنسانية الطارئة، في حال شرعية التبرع بالأعضاء وجوازها (دون مقابل) تشرف عليها هيئة حكومية تمثل علماء الدين والأطباء الشرعيين ورجال القانون والاجتماع، تتولى هذه الهيئة كافة الأمور المتعلقة بالمتبرعين والمحتاجين للأعضاء البشرية ودراسة كافة الحالات دراسة دقيقة·
أنا واثق من أن الموضوع شائك ومعقد جداً، وليس بهذه البساطة التي أكتب بها، ويلزمه الكثير الكثير من الدراسة والتعمق والبحث، ولكن لا ضير أن أقدم نظرتي الشخصية وتصوري المبدئي، ليكون ذلك مشروعاً يمكن أن يضع حداً لمعاناة الكثيرين الذين يعيشون بين الحياة والموت·
وقد وضعت تصوراً كاملاً لتحقيق ذلك ولا أظن أن المجال يتسع لسرد ذلك الآن، ولكن إذا تبنته هيئة قديرة وذللت كافة العقبات التي قد تعترضه وترصد له كافة الإمكانيات المادية والمعنوية، يكون ذلك من أنجح الإنجازات التي يمكن أن تقدمها الدولة، ولتكون الإمارات قدوة حسنة لبقية الدول في هذا المجال الإنساني·
عدد اليوم
