كنا حقاً بحاجة ماسة إلى مثل هذه الخطبة في صلاة الجمعة الماضية، والتي أوضحت نقاطا مهمة في قالب ديني صحي وصحيح، بما تحمله من نصائح وعظات، فلخطبة الجمعة آثار طيبة خاصة مع اجتماع وتوحد كل المسلمين في هذا اليوم على اختلاف جنسياتهم ومكاناتهم·
ولنركز على استخدام الدراجات النارية، حيث كان الحديث موجهاً للأبناء وأولياء الأمور بضرورة توخي الحذر واتباع إرشادات المرور وعدم إهمال الأبناء وتركهم يفعلون ما يحلو لهم دون توعية أو مراقبة، وتثقيفهم قبل السماح لهم بامتطاء الدراجات النارية تلك، لاحترام الغير أولاً وأخيراً، وعدم ترويع وإزعاج الناس والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة حتى لا يلقوا بأنفسهم الى التهلكة حيث لا يفيد الندم·
ولا أحد يمنع أو يرفض السعادة لأبنائه وإخوانه، ولكننا هنا نقدم النصح والإرشاد لهم لأنهم الثروة الحقيقية للمجتمع، فلا بد أن يحرصوا على أرواحهم كل الحرص وألا يزعجوا غيرهم، فالدراجات النارية بشتى أنواعها وجدت لهدف معين ولم توجد لعمل البلبلة وإزعاج الناس وترويعهم وتخريب الممتلكات، وذلك حدث ويحدث كثيراً، حيث ترى الكثيرين، هداهم الله، يشكلون مجموعات وينطلقون بسرعة فائقة أمام المنازل غير مكترثين بما تصدره دراجاتهم من أصوات مزعجة غير مبالين بوجود السيارات أو مستخدمي الطريق·
ولقد لفت انتباهي القانون الجديد الخاص بترخيص الدراجات البحرية، لما تسببه من إزعاج للغير وللمحافظة بهذا القانون على أرواح الكثير من مرتادي البحر وغيرهم، فحبذا لو شمل هذا القانون أيضاً الدراجات البرية حفاظاً علي الجميع، فالكل يعلم أنه يصعب التمييز بين من يمتطون هذه الدراجات، لأنهم يرتدون زياً متشابهاً أو يستخدمون دراجات تقارب لونها ونوعها مثيلاتها وفي استطاعتهم الهرب من المكان في لمح البصر، بعكس ما لو كانت بها لوحات أو أرقام تميزها، وبذلك سيحفظ كل ذي حق حقه ويساعد على عدم وقوع المزيد من الحوادث والمشكلات، لأن من يستخدم هذه الدراجات يتجه للهرب في حالة وقوع أي مشكلة، ما يدعوه لزيادة السرعة وبتهور، وهذا قد يتسبب في وقوع ما لم يكن بالحسبان، حتى وإن لم يكن هو من فعل المشكلة لأنهم يكونون جماعات، والكل يضطر للهرب خوفاً من العقاب، وإن كان الوقت في المساء سيزيد من الطين بلة·
لا أتحدث هنا عن الجميع، ولكن عن فئة ضربت بعاداتنا وأخلاقنا عرض الحائط ولم تبال بأي كان، فلذلك نتمنى من إدارة المرور تقديم الإرشادات لأولياء الأمور وإصدار قانون يعمم وجود لوحات على مثل هذه الدراجات، فالهم الأول والأخير هو المحافظة على ثروة هذا الوطن الحبيب ومؤسساته·· وليحفظكم الله من كل مكروه·
عدد اليوم
