كرزاي: أفغانستان وباكستان يمكنهما دحر طالبان

بدأ أمس في العاصمة الأفغانية كابول أمس اجتماع مجلس ''لويا جيرجا السلام'' ضم حوالي 600 شخصية من زعماء وشيوخ القبائل الأفغانية والباكستانية لدراسة سبل مكافحة العنف في مناطق الحدود المشتركة· وتلقت الاستعدادات لعقد الاجتماع الذي طال انتظاره ضربة قوية إثر انسحاب الرئيس الباكستاني برويز مشرف، موفدا رئيس وزرائه شوكت عزيز· وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن برويز مشرف أبلغ الرئيس الافغاني بأنه ''لن يستطيع حضور المؤتمر مؤكدا دعمه الكامل لإنجاح مجلس الجيرجا الساعي للسلام''· وحاولت الرئاسة الافغانية التقليل من أضرار انسحاب مشرف المفاجئ، وقال المتحدث باسم الرئاسة الافغانية همايون حميد زادة ''كان سيكون شيئا عظيما لو حضر مشرف، لكننا سنبذل قصارى جهدنا، للخروج بنتائج طيبة لتحقيق السلام والامن لبلدينا''· وافتتح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المجلس بدعوة باكستان وافغانستان الى توحيد قواهما للتغلب على حركة ''طالبان وتنظيم ''القاعدة''· وقال في مستهل الجلسة ''لدي ثقة وايمان بانه اذا ما شبكت افغانستان وباكستان ايديهما معا، فسوف نقضي في يوم واحد على القمع الذي يمارس على بلدينا''· وقال ''اقترحت عقد اجتماع للزعماء الدينيين ووجهاء القبائل وشخصيات نافذة باكستانية وافغانية'' لدرس الوضع، واضاف ''في حال برزت المشكلة في الجانب الافغاني فعلينا إيجاد سبل لتسويتها، اما اذا اتت من الجانب الباكستاني فعلينا إيجاد حلول لها، واذا برزت المشكلة من الجانبين فعلينا إيجاد حلول''· وشدد كرزاي على أن اعمال العنف التي ترتكب في افغانستان وتتبناها حركة ''طالبان'' هي من فعل أعداء أفغانستان والاسلام وليست من فعل أفغان، واعتبر أنه من المعيب لبلاده خطف 16 امرأة ضمن مجموعة الكوريين الجنوبيين الـ21 الذين يحتجزهم عناصر ''طالبان''، وقال ''لم يسبق في تاريخ هذا البلد أن خطفت نساء''· وسعى رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز الذي مثل بلاده في المجلس مرة جديدة لطمأنة كابول، وقال إن مثل هذه الاتهامات تهدف الى ''زرع الشك بين البلدين الشقيقين''، مشددا على ''ترابط مصير شعبي باكستان وأفغانستان ومستقبلهما''· وقال عزيز إن ''باكستان لا تسعى إطلاقا الى استخدام افغانستان لاغراضها الخاصة''· وتغيب عن الاجتماع نحو سبعين مندوبا قبليا ودينيا باكستانيا من مناطق شمال وجنوب وزيرستان ومندوبون عن حزب متطرف مؤيد ''لطالبان''، لجملة اعتبارات ابرزها أن فرص نجاح المجلس معدومة في غياب ممثلين عن ''طالبان''· ويتضمن المجلس الذي يستمر ثلاثة ايام سبع مجموعات عمل مكلفة الاتفاق على وسائل مشتركة للسيطرة على تمرد ''طالبان'' وحلفائهم المتطرفين الذين لا يقتصر تهديدهم على افغانستان بل يطاول باكستان· وترافق انعقاد المجلس مع إجراءات امنية صارمة جعلت حركة السير مستحيلة في العاصمة الافغانية حيث انتشر آلاف الجنود الدوليين والافغان وكثفت الشرطة دورياتها· وحذر محللون ودبلوماسيون من المبالغة في التوقعات قائلين إنها مجرد خطوة اولى لتوحيد التوجه للتصدي لخطر ''طالبان'' و''القاعدة''· وقال دبلوماسي غربي ''أي تحرك في اتجاه الحوار يجب أن يكون موضع ترحيب، وإذا مر الاجتماع دون حدوث خلاف كبير سيكون أمرا طيبا، وإذا أسس لحوار سيكون عندئذ مفيدا كخطوة أولى''· وكان انفجار لقنبلة يدوية الصنع في كابول قد استبق بدء اجتماع اللويا جيرجا، واعلنت وزارة الداخلية الافغانية أن قنبلة يدوية الصنع انفجرت أمس الأول في شرق كابول قبل ساعات من بدء الاجتماع، لكنه لم يسفر عن ضحايا بل ألحق أضرارا طفيفة بسيارة تابعة للشرطة·