الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميسي الشـــاب المعجزة

ميسي الشـــاب المعجزة
10 أغسطس 2007 23:41
ثماني صفحات كاملة أفردتها مجلة أونز الفرنسية في عددها الأخير للحديث عن النجم الأرجنتيني المتألق ليونيل ميسى الذي يعتبره مواطنوه الوريث الشرعي للعبقري دييجو مارادونا أفضل من أنجبته بلاد ''التانجو'' في عالم الساحرة المستديرة كرة القدم، وربما أفضل من أنجبته البشرية في هذه اللعبة الشعبية الأولى في العالم· وتناولت المجلة بالتفصيل - وبالصور أيضاً ـ مسيرة ميسى منذ أن كان طفلاً صغيراً يطلق عليه أشقاؤه وشقيقته لقب ''البرغوث الصغير'' إلى أن أصبح نجماً متألقاً في نادي برشلونة الإسباني ومنتخب بلاده· ولأن والد ميسى ويدعى جورج كان لاعب كرة سابقاً ـ وإن كان مشواره الكروي فقيراً ـ فقد حمل همه منذ نعومة أظافره وواجه معه مشكلات عديدة بسبب قصر قامته، ففي العاشرة من عمره كان ميسي لا يتجاوز طوله 1,11 متر وكان وقتها يلعب لفريق نيويلز أولد بويز الأرجنتيني، وأجرى له الأساتذة المتخصصون في الهرمونات فحصاً شاملاً ودقيقاً وكانت النتيجة: مشاكل في الهرمونات وعظامه لا تنمو بشكل طبيعي ولو استمر على هذا النحو فلن يزيد طوله بعد سن المراهقة على المتر ونصف متر· وطار حلم الأب في أن يصبح ابنه الصغير لاعباً محترفاً على أعلى مستوى وكان ضرورياً أن يخضع ميسي لعلاج مكثف وغالي الثمن (700 يورو شهرياً'' بما يفوق طاقة والده المالية، ولكن الأب لم ييأس وطرق كل الأبواب، وأبدى رئيس ناديه استعداده لمساعدته ولكن وعوده ذهبت أدراج الرياح وفكر الوالد طويلا ثم قرر أن يذهب به إلى إسبانيا لاستكمال علاجه وحيث المرتبات أعلى هناك عن الأرجنتين وكانت لميسي شقيقة لوالده هناك وتقيم في مدينة ليريد الاسبانية فاستضافته طول فترة علاجه· وفي هذه الآونة كان خوان جاسبار رئيس برشلونة وقتها ومعه كارلوس ريكساتش المدير الفني للنادي الإسباني في رحلة عمل في بوينوس ايرس عاصمة الأرجنتين وسمعوا عن حكاية الصبي المعجزة ومشاكله الصحية ورغبته في اللعب في أوروبا أو بمعنى أدق رغبة والده في ذلك· ومرت أيام العلاج ثقيلة في أسبانيا، وفي سبتمبر 2000 كان ميسي قد بلغ الثالثة عشر من عمره بينما لم يكن طوله يزيد على 1,43 متر وذهبت وقتها للاختبار في نادي برشلونة وطوال فترة الاختبارات كان والده يشجعه بحماس ويقول له: لو سجلت ثلاث أهداف فسوف اشتري لك حقيبة رياضية، ولو سجلت خمسة أهداف فستحصل على فانلة· وجاء موعد الاختبار الأخير في الشهر التالي أمام كارلوس ديكساتش المدير الفني لكي يقول رأيه فيه وكانت النتيجة نجاحا بامتياز ووقع عقداً مع الصغير ليو ميسي على منديل ورق على مائدة في أحد الكافتيريات· أيام صعبة وكانت الأيام الأولى لميسي في مركز تدريب البارسا صعبة ولم يلعب مباريات كثيرة، وفي فبراير عام 2001 أقام ناديه السابق فيولز أولد بويز دعوى قضائية ضد برشلونة ولكنه خسرها وإن كانت قد تسببت في تأخير لعب ميسى لثلاثة أشهر أخرى· وكان ميسي يعالج بالحقن يومياً منذ شهر مارس عام ،2000 وأتى هذا العلاج بنتيجة حيث زاد طول ميسي بمقدار 23 سم ليصل إلى 1,69 متر عام ·2005 البداية الحقيقية واعتباراً من سبتمبر 2001 استطاع ميسي أن يسجل 37 هدفاً في 30 مباراة مع الناشئين و21 هدفا في 14 مباراة مع فريق الشباب وشهد عام 2003 أول ظهور له مع المحترفين في استاد دراجون أمام فريق بورتو البرتغالي وكان عمره وقتها 16 عاماً، ولكن لأن مدربيه كانوا يجدون صعوبة في الثقة فيه فقد اضطر ميسي إلى الانتظار حتى 16 أكتوبر 2004 لكي يشهد بدايته الحقيقية في الليجا أمام فريق اسبانيول، وكان ميسي أصغر لاعب في برشلونة يسجل هدفاً في بطولة الدوري إذا كان عمره 17 سنة وعشرة أشهر وسبعة أيام عندما سجل في مرمى فريق الباسيت في أول مايو ·2005 وفي هذه الآونة تألق ميسي خلال بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في هولندا وفازت بها الأرجنتين واختير الفتى الأرجنتيني المعجزة كأحسن لاعب وأحسن هداف أيضا في البطولة· وفي هذا التوقيت أيضا وقع فريق برشلونة عقد احتراف مع نجمنا مدته تسع سنوات بمكافأة قدرها مليون يورو مع راتب سنوي قدره مليون يورو أخرى، وانشغل نادي برشلونة بمنحه الجنسية الإسبانية، وحصل عليها فعلاً في 26 سبتمبر ،2005 إلى جانب جنسيته الأرجنتينية، وكانت البداية الحقيقية لمشواره الكروي كلاعب محترف وصقلت موهبته وظهر ذلك واضحا في مراوغاته المجدية والفعالة وانطلاقاته وفاعليته وطريقته في استلام الكرة وتمريرها إلى جانب ما يتمتع به من هدوء وكل ذلك منه ـ حسبما ذكرت مجلة أونز ـ أحد نجوم البارسا ومعبود الجماهير في إقليم كاتالونيا الإسباني· ولا تنسى جماهير الأرجنتين لميسي أنه في عام 2003 رفض طلب اتحاد الكرة الإسباني بأن يرتدي فانلة منتخب إسبانيا وفضل عليها ارتداء فانلة منتخب التانجو الأرجنتيني الذي لعب معه أولى مبارياته في 17 أغسطس 2005 ضد منتخب المجر، ولأن عشاق منتخب التانجو أصيبوا بخيبة أمل في نجومهم الكبار ريكيلمي وايمار وجالاردو وغيرهم، فقد وضعوا ثقتهم في هذا الصبي العبقري ووجدوا فيه فعلا الوريث الحقيقي لعبقرية مارادونا· ويقول الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني السابق لريال مدريد عن ميسي: أنه يفعل أشياء بالكرة لم نعد نراها منذ اعتزال مارادونا، أما المدرب الأرجنتيني ماركوس انجيل فيقول: أي لاعب يمكنه أن يسجل ثلاثة أهداف خلال مشواره الكروي ولكن كم عدد اللاعبين الذين بمقدورهم تسجيل 3 أهداف في مرمى ريال مدريد؟ لقد فعل ميسي ذلك· وجماهير بوينوس ايرس على اقتناع كامل بأن هذا ''البرغوث الصغير'' قادر على أن ينتزع لمنتخب الأرجنتين كأس العالم القادمة عام 2010 بجنوب أفريقيا وما على ميسي إلا أن يثبت أنه قادر على ذلك حقاً· عجيبة من العجائب ونشرت المجلة بعض الأرقام والاحصائيات الخاصة بما حقق ميسي من إنجازات رغم أنه أكمل بالكاد عامه العشرين في 24 يونيو الماضي فقد حقق بطولة الدوري الإسباني مرتين مع برشلونة عامي 2005 و2006 على التوالي كما أحرز مع نفس الفريق بطولة دوري الأبطال الأوروبي عام ،2006 كما أنه سجل هذا الموسم 14 هدفاً في 26 مباراة فقط لعبها في الدوري الإسباني حيث كان قد ابتعد أكثر من أربعة أشهر بسبب الإصابة في قدمه اليسرى· كما أفردت المجلة صفحة كاملة للحديث عن مهارات وقدرات وامكانيات ''البرغوث الصغير'' من خلال رأي مواطنه المدرب انجيل ماركوس الذي سبق له اللعب لمنتخب التانجو اذ يقول: تصرفات ميسي بالكرة تشبه إلى حد كبير ما كان يفعله مارادونا، فالكرة ملتصقة دائما بقدمه وتحكمه الكامل في الكرة عجيبة من العجائب، وثقته في امكاناته الفنية تجعله يجتاز بسهولة دفاعات المنافسين، وقوته الكبرى تتمثل في قدرته الفائقة على تغيير ايقاع سرعته أو تغيير اتجاه جسده· ويضيف ماركوس قائلاً: ميسي قادر دائما على صنع الفارق في أية لحظة وغالبا ما يفضل الاتجاه بالكرة نحو العمل وليس على الأجناب وكل شيء عنده شديد الفاعلية حتى المراوغة، واختتم ماركوس كلامه بقوله: الشيء الوحيد الذي يعول عليه كثيرا هو المتعة والسعادة التي يشعر بهما وهو على أرض الملعب، ويبقى شيء واحد فقط غير معروف وهو كيف ستتطور حياته؟ وهل سيتعرف على فتيات كثيرات؟ وهل سيصبح لديه أصدقاء جدد؟ اعتقادي أن حياته بعيدا عن الملعب قد تتغير خلال السنوات المقبلة، وعلى المقربين منه أن يحموه من أي انحراف· ورغم هذا الثناء والمديح الذي يحظى به ميسي إلا أن بعض الخبراء يرون أنه لا يفعل شيئا في اللقاءات المصيرية والمهمة أو عندما يتعرض لضغط دفاعي قوي أو لخشونة وعنف، ولكي يرد ميسي على هذا الاتهام عليه أن يثبت مع بداية دوري الموسم الجديد يوم 26 أغسطس الحالي أنه قادر فعلاً على صنع الفارق تحت أي ضغط وفي أي ظروف مهما كانت قوة منافس برشلونة في الدوري الاسباني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©