الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لماذا لا يحترف الحكام ؟

لماذا لا يحترف الحكام ؟
11 أغسطس 2007 00:09
لماذا لا يحترف الحكام أيضاً ؟!·· هذا هو السؤال الذي تحول إلى ما يشبه ''النار تحت الرماد''·· فإذا كانت الخطى قد تسارعت كثيراً في الآونة الأخيرة بهدف اقتحام عالم الاحتراف من باب ''اللاعبين''، فإن أبواباً أخرى يجب اقتحامها بالتوازي حتى تكتمل المنظومة ولا تصير ''عرجاء'' تمشي بساق واحدة!! وإذا ما وصل اللاعبون إلى درجة احتراف حقيقية انعكست على مستوى الفرق وانتقلت إلى المنتخبات وتطورت كرة القدم الإماراتية، فإن ذلك كله يمكن أن يُفسد بصافرة حكم تحرم فريقاً من بطولة أو تصعد بفريق إلى عالم الأضواء وتهبط بآخر إلى قاع الظل!· إذاً لا بد أن يسير القطار على قضيبين: اللاعب والحكم؛ لأن كلاً منهما يكمل الآخر، وبغير ذلك يكون الاحتراف منقوصاً، ويصبح تحكيم الهواة أشبه بالنار التي تتأجج تحت الرماد تمهيداً لحريق يأتي على الأخضر واليابس، أو يكون بمثابة قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي لحظة· وقد طرحنا القضية في هذا التحقيق بداية بالحكام أنفسهم، حيث عرضوا وجهات نظرهم في شروط الاحتراف، والمناخ الملائم والقوانين اللازمة لتطبيقه تطبيقاً حقيقياً فعّالاً وليس كإطار مجوف فيه الشكل دون المضمون·· عرض الحكام في هذه الحلقة الشروط المالية والوظيفية ثم جانباً من الشروط الإدارية كاستقلال لجنة الحكام والمشاركة في دورات متقدمة وغيرها من الوسائل التي تثمر حكماً محترفاً حقيقياً· المرزوقي: استقلال اللجنة أهم الشروط يتفق صالح المرزوقي مساعد الحكم الدولي مع كل ما أثاره علي حمد وعيسى درويش حول احتراف الحكام والشروط المالية والوظيفية المحيطة بالعملية الاحترافية ويضيف إلى القضية أبعاداً جديدة· يقول بداية: ''أنا مع احتراف الحكام كوننا طرفاً في اللعبة وما دام الكل قد احترف فلا بد أيضاً من أن يحترف الحكام لتصبح جميع العناصر على المستوى نفسه فلا تختل زاوية فتهدم البناء كاملاً، علماً بأن الجميع قد شهدوا بأن التحكيم الإماراتي هو أفضل عناصر الكرة الإماراتية، مع تقديرنا واحترامنا للجميع''· ويضيف صالح المرزوقي أن أول شروط احتراف التحكيم أن تستقل لجنة الحكام عن اتحاد كرة القدم، وأن تحظى باستقلالية تامة، كما طالب علي بوجسيم رئيس اللجنة من قبل، وبذلك تصبح هيئة مستقلة محترفة تدير شؤون الحكام بما يتناسب مع عصر الاحتراف الذي نسير نحوه بخطى متسارعة، أيضاً لا بد أولاً من مساعدة الحكام ودفعهم نحو تغيير حقيقي وجوهري في الفكر؛ لأن هناك فارقاً واسعاً بين ثقافة وفكر الهواة والمحترفين، وبذلك يصبح الحكم مؤهلاً للدخول في مرحلة تالية· وأضاف: ''العنصر الآخر هو الدورات الدراسية والصقل، إذ لا بد من زيادة الجرعة وإتاحة المزيد من الفرص أمام الحكام للمشاركة في دورات بالدول المتقدمة كروياً مثل أوروبا وغيرها·· وهنا أريد تأكيد أن الفارق بيننا وبينهم ليس في طبيعة العنصر البشري، لكن في الأدوات·· فنحن لدينا من يستطيعون أن منافسة أكبر الحكام على مستوى العالم، لكننا لا نملك أدوات صقلهم ووسائل تطويرهم نفسها ومن هنا يأتي الفارق، ولو تداركنا هذا الأمر قدر المستطاع فسوف نجني ثماراً كثيرة''· وتطرق المرزوقي إلى النواحي المالية والوظيفية، فقال ''إن لدينا شرائح ومستويات عدة من الحكام لكل منهم وظيفة تختلف عن الأخرى، ولكل منهم دخل مختلف والجميع ينظرون إلى أعلى مستوى مادي يمكن الوصول إليه ويتطلعون بالطبع إلى الأفضل، وإذا ما أردنا أن ندفع بهؤلاء إلى العالم الاحترافي في صورته الجادة والحقيقية فلا بد أن نفكر في المردود الذي يعود عليهم نتيجة الاحتراف، فإذا - مثلاً - تم تسويق الاحتراف بين الحكام بمردود 15 و20 ألف درهم شهرياً فهذه الأرقام سوف تعيدنا إلى الخلف ولن تدفعنا إلى الأمام وهي لا تناسبنا ولا تناسب رياضيينا في الإمارات·· ومن الناحية الوظيفية، فما دمنا قد دخلنا منظومة الاحتراف فلا بد من اتباع الأساليب الدولية في هذا الشأن، وأن ييتاح للحكم إذا ما أُصيب أو خرج من عالم التحكيم لأي سبب قاهر أن يعود إلى وظيفته، وهذا يعني توفير ضمانات وشروط معروفة مسبقاً ضمن بنود الاحتراف''· علي حمد: الاحتراف يبدأ بإطار قانوني يقول الحكم الدولي علي حمد: ''إن الاحتراف فكرة راقية تماماً، ومن المؤكد أن لها مردوداً كبيراً جداً على الحكم سواء من ناحية الأداء الفني أو من مختلف الزوايا الأخرى، لكن ثقافة الاحتراف لا تزال قاصرة جداً، خاصة فيما يخص حكام كرة القدم!·· ومن هذا المنطلق أقول: ''إن التفكير في تحويل التحكيم من الهواية إلى الاحتراف لا بد أن يبدأ بالبحث عن إطار قانوني مناسب، بحيث تصبح الرؤية واضحة دون لبس أو غموض لتعرف كل الأطراف حقوقها وواجباتها، ولا يكون هناك بعد ذلك مجال لاجتهاد في التفسير·· أعني أنه إذا قلت مثلاً إنني اليوم مستعد للاحتراف، ثم تركت وظيفتي وخلعت كل شيء وراء ظهري وتفرغت تماماً للتحكيم، فما الضمانات التي سوف تتوافر لي ولحياتي الوظيفية عندما أعتزل التحكيم وأعود يوماً إلى الوظيفة·· وإذا عدت بعد كثير أو قليل فهل أعود إلى الدرجة نفسها والمستوى نفسه الذي يكون عليه زملائي في الوظيفة أم أنني سأكون في موقع أدنى؟! إذن لا بد من قانون واضح يصدر عن هيئة عليا في الدولة يضع الشروط المناسبة والتفاصيل الكثيرة التي تحكم عملية احتراف الحكام، بحيث لا يترك القانون ثغرة أو مجالاً للبس، فإذا صدر القانون منقوصاً فربما تعقدت الأمور ووصلت إلى نتائج عكسية لا نريدها·· وعلى سبيل المثال إذا صدر القانون يشير إلى حقوق اللاعبين أو الحكام أو أي من عناصر لعبة كرة القدم في التفرغ من الوظيفة من أجل اللعبة، فما وضع حوافزهم على اختلاف أشكالها ومسمياتها، وما وضع ترقياتهم ؟ وهل سوف تتوقف أم أنها تسير كالمعتاد·· ثم إذا تفرغت للتحكيم اليوم وأنا في مركز قيادي فهل أعود بعدها إلى مركز قيادي أعلى أو على الأقل إلى مركزي نفسه أم أجد نفسي قد عدت إلى الوراء، وإذا ما حدثت إصابة مفاجئة أو أي طارئ أجبرني على الاعتزال فهل أجد مركزي القيادي نفسه شاغراً، وإذا لم أكن في مركز قيادي وقضيت عمري متفرغاً للتحكيم ثم اعتزلت في سن 45 سنة، كما هو القانون في عالم التحكيم فما الضمانات الوظيفية التي أحصل عليها لأعود عودة كريمة إلى الوظيفة بما يتناسب مع هذه السن ومع عطائي في مجال التحكيم؟''· وأخيراً قال علي حمد: ''إن المسألة حتى الآن تحكمها اجتهادات على مستوى الحكومات المحلية كل طبقاً لما يراه ولما تسمح به الظروف، لكن ليس هناك إطار كامل ومقنن ومدروس وإذا ما صارت الأمور واضحة والقوانين التي تحكم عملية احتراف الحكام كاملة غير منقوصة فيها كل الحقوق والواجبات فنحن بالتأكيد سوف نرحب بالاحتراف؛ لأننا جزء من منظومة كرة القدم التي تشهد في هذه الآونة تحولاً سريعاً من الهواية إلى الاحتراف''· الحكم يولد موهوباً بالفطرة لا يختلف عيسى درويش مع غيره من الحكام في التأثير الإيجابي المتوقع على التحكيم الإماراتي إذا ما تم تطبيق نظام مناسب للاحتراف على حكام الكرة· لكن درويش يؤكد في الوقت نفسه أن الاحتراف لن يكون العصا السحرية التي تنقل الحكام من القاع إلى القمة بين عشية وضحاها· ويضيف أن الاحتراف يساعد بعض الشيء لكن الحكم مثل اللاعب إما أن يولد موهوباً أو بغير موهبة·· إنه يأتي من البيت حكماً بطبيعة تكوينه وموهوباً بالفطرة، ونحن نمتلك العديد من المواهب صغيرة السن في مجال التحكيم، وسوف نشهد أجيالاً منهم في ملاعبنا بعد عامين إذ لا ينقصهم سوى بعض الاحتكاك والمشاركة في إدارة مباريات قوية وهنا سوف يبرز الحكم الموهوب وتخرج موهبته الى النور· وأضاف عيسى درويش أن التحكيم موهبة مستقلة عن اللعب، فهناك لاعبون اقتحموا مجال التحكيم ولم ينجحوا، فيما نجح آخرون لم يلعبوا الكرة·· وهناك أيضاً من اللاعبين من يمتلكون موهبة التحكيم مثل سعيد عبد الله الذي وصل إلى الدرجة الدولية، وعلي بوجسيم الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات في صورة من صور الكفاءات النادرة، وبخلاف ذلك فإن معظم اللاعبين الذين تحولوا إلى التحكيم لم يحققوا نجاحات تذكر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©