الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخروج من عباءة الدولار مرهون بإصدار العملة الموحدة

الخروج من عباءة الدولار مرهون بإصدار العملة الموحدة
11 أغسطس 2007 00:23
استبعد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العسومي، أن تتخذ دولة الامارات او دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى، خطوات لفك ارتباط عملاتها بالدولار الاميركي خلال السنوات القليلة القادمة، وقال إن مثل هذه الخطوة قد يتم التفكير فيها وتقييمها في مرحلة قادمة وبعد اصدار العملة الخليجية الموحدة· واكد العسومي أن وضع الدرهم الاماراتي وعملات دول المجلس الاخرى باستثناء الكويت، تختلف عن وضع الدينار الكويتي الذي تم فك ارتباطه بالدولار مؤخرا، وان العملة الكويتية كانت في الاساس مرتبطة بسلة عملات من بينها الدولار، وهو ما سهل على الجهات المعنية بالكويت تنفيذ عملية فك الارتباط، وهو امر لا ينطبق على العملات الخليجية الاخرى المرتبطة بالدولار بشكل اساسي، مشيرا الى أنه من المستبعد أن تقوم دول المنطقة الاخرى بخطوات مماثلة في المستقبل القريب، خصوصا أن الدولار يعتبر المثبت المشترك لعملات هذه الدول، مما يجعل من الصعب قيام دول بفك ارتباطها به بصورة فردية· واضاف: النقطة الاساسية في هذا الجانب هي أن صادرات دول مجلس التعاون الخليجي هي صادرات بترولية بالدرجة الاولى، والبترول مقيم بالدولار كما هو معروف، وبالتالي فإن ذلك يعد سببا أساسيا لربط عملات دول المنطقة بالدولار الاميركي· وحول مدى حاجة دول المنطقة لفك ارتباطها بالدولار في ظل نسب التضخم المرتفعة التي تشهدها وتراجع سعر صرف الدولار مقابل عملات عالمية اخرى ابرزها اليورو الاوروبي، قال محمد العسومي: التضخم ليس مرتبطا بعامل واحد فقط، واود أن أؤكد أن التضخم يعتبر ظاهرة عالمية وليس مقتصرا على دول مجلس التعاون فقط، وهناك مجموعة من العوامل المسببة له من أبرزها ارتفاع اسعار الطاقة على مستوى العالم، وارتفاع اسعار السلع المصنعة التي تستوردها دول الخليج، بالاضافة الى ارتفاع قيم الايجارات بدول المنطقة، ويعد تراجع الدولار واحدا من الاسباب، مشددا على أن معالجة مشكلة التضخم تتطلب معالجة شاملة لمختلف العوامل المسببة وليس لعامل واحد فقط· وتوقع أن تتراجع معدلات التضخم في دول المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة، وقال: ستنخفض معدلات التضخم في ظل التوقعات باستقرار قيم الايجارات بالمنطقة وربما انخفاضها بشكل بسيط، كما أن هناك احتمالا كبيرا بأن يرتفع سعر صرف الدولار مجددا وبالتالي سترتفع معه اسعار العملات الخليجية امام العملات الاوروبية واليابانية، الى جانب عامل آخر وهو أن اتجاه اسعار الطاقة في العالم لا زال غير معروف، واذا سجلت انخفاضا خلال السنوات القادمة فسيؤدي ذلك ايضا الى تراجع معدلات التضخم، وبناء على هذه العوامل فإنني اتوقع أن يسجل التضخم تراجعا خلال السنوات القليلة القادمة· وفيما يتعلق بمدى اهمية قيام دول مجلس التعاون الخليجي بخطوات لربط عملاتها بسلة عملات خلال الفترة المقبلة وعدم الاستمرار في الارتباط بعملة واحدة قال محمد العسومي: اعتقد أن استمرار دول المنطقة في ربط عملاتها بالدولار يعتمد على السياسة النقدية لكل دولة، لكن هذه الدول كانت قد ربطت عملاتها بالدولار الاميركي لأن ذلك سهل عليها الاتفاق على مثبت مشترك لعملاتها، وكان اعتماد سلة عملات سيسبب صعوبة في التوصل الى مثبت مشترك يكون خطوة اولى للوصول الى عملة موحدة، وبالتالي فالارتباط بالدولار كان الخيار الاسهل في هذا الخصوص، مشيرا الى أن التفكير في الارتباط بسلة عملات قد يتم اعادة تقييمه والنظر فيه في مرحلة قادمة وبعد اصدار العملة الخليجية الموحدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©