نتنياهو يقبل دعوة من مبارك لزيارة مصر

قالت صحيفة إسرائيلية أمس، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، سيقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية مطلع شهر يونيو المقبل،وفي الوقت نفسه أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، انه قبل دعوة لزيارة مصر وجهها إليه الرئيس حسني مبارك· ونسبت صحيفة ''هاآرتس'' الاسرائيلية أمس،الى مصدر دبلوماسي قوله: ''تقرر دمج زيارة أوباما للشرق الأوسط في برنامج زيارته المقررة لفرنسا في الفترة نفسها، وذلك لتأكيد التزامه بالعمل على تحقيق حل الدولتين للشعبين، إضافة إلى مناقشة الملف النووي الإيراني''· وفي سياق متصل ، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله: ''لا تعارض إدارة أوباما إدراج حركة ''حماس'' في حكومة وحدة فلسطينية، وذلك خلافا لإدارة الرئيس السابق جورج بوش''· وأضاف المسؤول الأميركي: ''لكن الولايات المتحدة تصر على المعايير التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، ووقف العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة سابقا بين إسرائيل ومنظمة التحرير''· وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان، إن جهود السلام التي يدعمها الغرب مع الفلسطينيين بلغت ''طريقا مسدودا'' وإن إسرائيل تعتزم تقديم أفكار جديدة· وأضاف ليبرمان ''يوجد تراجع هنا وعلينا أن نفهم ونعترف بأننا في طريق مسدود، ونعتزم بالتأكيد تقديم أفكار جديدة''· وقال ليبرمان انه يرفض أي ''تدخل'' خارجي في السياسة الاسرائيلية، وذلك في رد على تصريحات الرئيس الاميركي· وفي القدس أعلن بيان لرئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي،ان رئيسه بنيامين نتانياهو تلقى دعوة لزيارة مصر من الرئيس حسني مبارك خلال محادثة هاتفية· وأوضح البيان ان ''الرئيس مبارك وجه دعوة الى رئيس الوزراء للقاء في مستقبل قريب يعقد في شرم الشيخ'' على البحر الاحمر· وأضاف البيان الذي لم يحدد موعد الزيارة، ان ''رئيس الوزراء رحب بهذه الدعوة، وان هذا اللقاء سيعقد في موعد قريب على ما يبدو''· وأشار البيان الى ان ''رئيس الوزراء شدد خلال المحادثة الهاتفية، على ان السلام بين البلدين يرتدي أهمية كبيرة جدا، وان من مصلحة البلدين تعميق السلام وتوسيعه، لدرء التهديدات التي تلقي بثقلها عليه''· وكان نتنياهو قد قال إنه سيتفاوض مع الفلسطينيين ولكنه سينقل التركيز في المحادثات، من قضايا الأراضي الى الاقتصاد الفلسطيني وتحسين الأمن· وتأتي هذه الدعوة لزيارة مصر بينما يسود التوتر بين البلدين، على أثر تعيين افيجدور ليبرمان الذي أدلى في السابق بتصريحات ضد مصر، وزيرا للخارجية· وفي الثاني من ابريل، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، انه لن يصافح نظيره الاسرائيلي الجديد· وكان ليبرمان تسبب في اندلاع جدال مع مصر بقوله العام الماضي، ان في وسع الرئيس مبارك ان ''يذهب الى الجحيم'' لرفضه القيام بزيارة رسمية الى اسرائيل· وسبق ان دعا ليبرمان قبل بضع سنوات، الى قصف السد العالي في اسوان، لمعاقبة مصر على مواقفها الداعمة للفلسطينيين· وحاول ليبرمان طمأنة القاهرة في تصريحات أدلى بها الاربعاء الماضي، وأكد فيها أن ''مصر شريك مهم وعنصر لنشر الاستقرار في المنطقة''· غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي اعتبر الخميس ان هذه التصريحات لا تعني القاهرة· وفي أول يوم له في منصب وزير الخارجية قال ليبرمان في الأسبوع الماضي، إن إعلان أنابوليس الذي رعته الولايات المتحدة عام 2007 بشأن السلام مع الفلسطينيين وقيام دولتين ''ليس صالحا''· وصرح وزير قريب من نتنياهو،بأنه يعارض تقديم تنازلات الى الفلسطينيين،وجاء ذلك غداة تصريحات للرئيس باراك اوباما مؤيدة لاقامة دولة فلسطينية· وأكد جلعاد اردان وزير البيئة والعضو في حزب ''الليكود'' الذي يتزعمه نتنياهو، ان ''سياسة التنازلات التي اتبعتها الحكومات الاسرائيلية الثلاث الاخيرة، فسرت على انها نقطة ضعف من قبل الفلسطينيين ولم تقربنا من السلام، بل بالعكس ابعدتنا عنه''· وأضاف ان ''رؤساء الحكومات الثلاثة الاخيرين (ايهود باراك وارييل شارون وايهود اولمرت) الذين حاولوا التقدم بفكرة دولة فلسطينية لم يتوصلوا الى شيء''· وتابع ان ''الحكومة الحالية ليست مضطرة للقول انها مستعدة للتنازل مسبقا، خلافا لما فعلته الحكومة السابقة ما أدى الى حربين'' في لبنان عام 2006 وغزة في ديسمبر يناير الماضي· وأكد اردان ان الحكومة ''ستقدم خطة ومقترحات خلال أسابيع، بعد دراسة ما تركته الحكومة السابقة''· وحرص اردان على التأكيد ''لا نسير في طريق المواجهة مع الولايات المتحدة''·وكان اردان قد اكد امس الاول، ان اسرائيل لا تتلقى ''أوامرها من الرئيس اوباما''·