بطولة أبطال العرب وتطلعات نجاحها

قرعة بطولة أبطال العرب للموسم الكروي القادم أُقيمت في دمشق منتصف الأسبوع الماضي بحضور ممثلين عن الأندية العربية المشاركة واتحاداتها الكروية· والمسابقة - في تقديري - ومنذ انطلاقتها الأولى قبل سنوات معدودة أحدثت نقلة نوعية للمسابقات الكروية العربية أندية ومنتخبات، خصوصاً أنها حققت موارد مالية ضخمة من خلال الشركة الراعية لها، تم من خلالها تغطية نفقات سفر وإقامة الفرق وطواقم التحكيم والمراقبة والتنظيم، كما تحصل عليه الأندية المتفوقة في البطولة من جوائز مادية سخية مقارنة حتى مع الجوائز المادية الموزعة على أنديتنا العربية في بطولة أبطال كل من الدوري الآسيوي والأفريقي، وبذلك تكون المسابقة الحالية قد تجاوزت عصر المسابقات الكروية العربية القديمة التي كانت تشكو وباستمرار من اعتذارات متكررة للمشاركة فيها أو من تأجيل وتبديل في مواعيد مبارياتها لأسباب مختلفة· وهكذا·· استقطبت هذه المسابقة العربية المتميزة عاماً إثر عام اهتمام معظم أنديتنا وجماهيرنا الكروية العربية آسيوياً وأفريقيا، حتى أن قلة من الأندية والاتحادات التي كانت تستهويها مقاطعة المسابقات والبطولات العربية وتعمل على إفشالها، قد عادت وأكدت رغبة وجدية في المشاركة بهذه البطولة الناجحة· ولعلي ومن خلال خبرة طويلة لي مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ومسابقاته وبطولاته منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي حتى الآن، أستطيع القول إن نجاح أي مسابقة كروية عربية خصوصاً بطولة أبطال العرب تحديداً يعتمد أولاً على الالتزام بمواعيد ثابتة غير قابلة للتبديل والتعديل، والتقيد التام بمواد لائحة البطولة من قبل جميع الأندية المشاركة واللجنة المنظمة للبطولة دون مراعاة لأحد، إضافة لاختيار أفضل الطواقم التحكيمية العربية لإدارة مبارياتها· كل هذا لا يكفي إذا لم يواكبه الإعلام الرياضي الذي يكثر من الدعم والإشهار·· وأنا على يقين من أن الاتحاد العربي لكرة القدم لا يدعي المثالية في تنظيم هذه البطولة، وهو يتطلع دائماً وفي كل موسم كروي إلى بطولة كروية للأندية العربية خالية من أمراض التعصب والشغب والفوضى تطلعاً باتجاه ترسيخ قيم الالتزام والانضباط والشعور الكامل بالمسؤولية·· والكرة في مرمى مسؤولي الأندية المشاركة ومدربيها ولاعبيها وجماهيرها وإعلامها·