الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عدوى الانخفاض الأميركي تضرب أسواق المال العالمية

عدوى الانخفاض الأميركي تضرب أسواق المال العالمية
11 أغسطس 2007 00:38
انتقلت عدوى هبوط مؤشرات البورصة الأميركية بسرعة كبيرة إلى باقي أسواق العالم خلال تعاملات أمس، واتجهت كافة مؤشرات أسواق المال العالمية إلى الانخفاض متأثرة بأزمة الائتمان في سوق الإسكان الأميركية، إلا أن الأسهم الأوروبية عوضت جزءا من خسائرها الكبيرة أمس لكنها ظلت منخفضة بعد أن قال البنك المركزي الأوروبي انه سيضخ المزيد من السيولة لتهدئة المستثمرين القلقين من اضطرابات سوق الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة، وجاءت خطوة البنك المركزي بعد ان ضخ 94,8 مليار يورو (130,6 مليار دولار) من السيولة النقدية في السوق أمس الأول، وهبط مؤشر يوروفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1,6 بالمئة إلى 1500,79 نقطة بعد أن خسر أكثر من اثنين بالمئة· وتراجعت الأسهم الألمانية بشكل حاد في بداية تعاملات أمس في أعقاب الهبوط الذي منيت به الأسهم في وول ستريت وبورصة طوكيو والأسواق الآسيوية الأخرى ليفقد مؤشر داكس المؤلف من 30 سهما أكثر من اثنين بالمئة من قيمته خلال الدقائق الأولى من افتتاح جلسة التداول، وقال متعاملون إن الأسواق انتابتها حالة من القلق بعد قيام البنك المركزي الأوروبي أمس الأول بضخ حوالي 94,8 مليار يورو (130 مليار دولار) في سوق النقد، وتراجع مؤشر داكس بنسبة 2,11 % خلال دقائق من بداية التعاملات ليصل مستواه إلى 7297 نقطة، في الوقت الذي تراجعت فيه بقية المؤشرات الألمانية الأخرى· انخفض سعر سهم بنك بي ان بي باريبا أكبر بنك فرنسي مدرج في البورصة لليوم الثاني على التوالي أمس بأكثر من ثلاثة بالمئة بعد أن أقلق البنك الأسواق أمس الأول بتجميده بعض صناديق الاستثمار التابعة له بسبب مخاوف تتعلق بالائتمان العقاري عالي المخاطر· وهبط سهم بي ان بي باريبا 3,5 بالمئة إلى 79,68 يورو وكان من أكبر الخاسرين على مؤشر كاك الفرنسي، وأغلق السهم أمس الأول على انخفاض 3,4 بالمئة، وقال البنك أمس الأول انه جمد مؤقتا استثمارات صناديق قيمتها 1,6 مليار يورو (2,2 مليار دولار) بسبب مشكلات الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة· وانخفضت الأسهم الاسترالية 2,6 بالمئة أمس في أعقاب الخسائر الكبيرة التي منيت بها أسواق المال في الولايات المتحدة وأوروبا، وعند الافتتاح انخفض مؤشر سيدني 165 نقطة أي بنسبة 2,6 بالمئة ليصل إلى 6001 نقطة، وطالت الخسارة معظم أسهم الشركات المدرجة في بورصة سيدني· وفي الأسواق الآسيوية انخفض مؤشر نيكي للأسهم اليابانية بأكثر من اثنين بالمئة ليغلق على أدنى مستوى إقفال في خمسة أشهر أمس وسط مخاوف بشأن انتشار أثر مشكلة الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة إلى اسواق الأسهم وسعي المستثمرين لبيع اسهم شركات الشحن واسهم أخرى ارتفعت في الفترة الأخيرة لجني الأرباح· والمؤشر منخفض الآن بنسبة تزيد على ثمانية بالمئة عن ذروته خلال العام التي بلغها في أواخر فبراير الماضي، وأمس الاول ارتفعت قيمة التداول في سوق الأسهم في طوكيو إلى مستوى قياسي إذ قال المتعاملون: إن بعض صناديق التحوط التي تضررت من مشكلات الائتمان العقاري في الولايات المتحدة سوت مراكزها وتوسعت في التعاملات مما زاد أحجام وقيم التداول في البورصة· وأغلق نيكي أمس على انخفاض 406,51 نقطة أي بنسبة 2,37 بالمئة مسجلاً 16764,9 نقطة وهو أدنى مستوى إقفال منذ 16 مارس الماضي، وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2,96 بالمئة إلى 1633,93 نقطة· وهوت الأسهم في بورصة كوريا الجنوبية بأكثر من أربعة بالمئة أمس مع تجدد المخاوف بشأن التأثير العالمي لمشكلة قروض الرهن العقاري الأميركية عالية المخاطر، وتراجع مؤشر كوسبي القياسي بمقدار 80,19 نقطة أو ما يوازي 4,2 % ليغلق على 1828,49 نقطة، وتجاوزت الأسهم الخاسرة نظيرتها الرابحة لتصل إلى 715 سهماً مقابل 97 سهماً، وانخفض مؤشر كوسداك الرئيسي لأسهم التكنولوجيا بمقدار 24,28 سهم ليغلق على 788,41نقطة· وخسرت الأسهم التايلاندية 2,7 بالمئة عقب افتتاحها أمس متأثرة بالخسائر التي منيت بها نظيرتها الأميركية، وانخفض مؤشر الأسهم التايلاندية 21,9 نقطة في أول دقيقة من التعاملات أي بنسبة 2,7 بالمئة مقارنة بأمس الأول ليصل إلى 811,83 نقطة، وسجلت انخفاضات مشابهة في أنحاء قارة آسيا نتيجة انهيار الأسهم الأميركية بسبب المخاوف من أن خسائر الرهن العقاري ستؤدي إلى تقييد الائتمان وتباطؤ في الاقتصاد العالمي· وهوت الأسهم الفلبينية أمس بنسبة 3% وسط المخاوف متأثرة أيضا بأزمة الائتمان في سوق الإسكان الأميركية، وخسر المؤشر الرئيسي للبورصة المؤلف من 29 سهماً ما قيمته 33ر103 مليون دولار، وتجاوز عدد الأسهم الخاسرة الأسهم الرابحة لتبلغ 136 سهماً مقابل 8 أسهم مع عدم حدوث تغير يذكر على 15 سهماً· وقال محللون: إن المستثمرين أحجموا عن الشركات التي تستثمر أموالها في سوق قروض الرهن العقاري الأميركية عالية المخاطر، وتوقع ألفين أروجو أحد الباحثين في شركة ''يوني كابيتال سيكيوريتيز'' للأوراق المالية أن تظل عمليات التداول ''متقلبة'' خلال الأسبوع القادم مع سير البورصة المحلية على نهج سوق وول ستريت، وقال: إن السوق المحلية تتخذ حركتها من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هناك تأثيراً للعدوى لأن العمليات الضخمة التي تجري في البورصة تتم في الأسواق الناشئة مثل الفلبين، لكن محافظ البنك المركزي أماندو تيتانجكو أكد للمواطنين أن البنوك المحلية أقل تعرضا للخطر في أزمة قروض الرهن العقاري الأميركية عالية المخاطر· وأضاف أن تأثير الأزمة على النظام المالي المحلي سوف يكون محدودا، وقال إن البنوك الفلبينية ليست معرضة للخطر بشكل كبير لسندات الدين المرهونة، وإن تأثير مشاكل الائتمان الأميركية على الاقتصاد الفلبيني سوف يكون أساسا في شكل عزوف المستثمرين عن المخاطرة· البنوك المركزية تتحرك لتهدئة الأسواق ضخت البنوك المركزية من طوكيو إلى سيدني نقودا إضافية في القطاع المصرفي أو تعهدت بالقيام بذلك أمس منضمة إلى اتجاه عالمي قادته السلطات النقدية لتهدئة اسواق الائتمان المضطربة، وضخ بنك اليابان المركزي وبنك الاحتياطي الاسترالي أموالاً أكثر من المعتاد لمنع حدوث ارتفاع كبير في أسعار الفائدة قصيرة الأجل وإن كانت قد تدخلت على نطاق أضيق بكثير من البنك المركزي الأوروبي· وضخ المركزي الأوروبي 94,8 مليار يورو أمس الأول، وقال جيمي كوه المحلل في يونايتد اوفرسيزبنك: ''ما تقوم به البنوك المركزية هو جهد منسق لضخ السيولة، والمقلق في الأمر انها تقوم بذلك عندما يحدث خلل ما في النظام''·· وفي الوقت نفسه قال متعاملون إن ماليزيا وإندونيسيا والفلبين تدخلت في الأسواق لدعم عملاتها عن طريق بيع الدولار إذ ادى تصاعد المخاوف بشأن سوق الائتمان إلى الحاق أضرار بالأصول التي تنطوي على مخاطر في المنطقة· وجاءت هذه الخطوات بعد أن تدخل البنك المركزي الأوروبي بضخ مبلغ قياسي في أسواق المال الأوروبية لضمان ان البنوك لديها ما يكفي للإقراض في الاجل القصير، وتدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي على نطاق مماثل تقريبا، وكان ما أثار الأمر ان بنك بي·ان·بي باريبا أكبر بنك فرنسي مدرج في البورصة أعلن تجميد استثمارات قدرها 2,2 مليار دولار في ثلاثة صناديق استثمار تابعة له تضررت بمخاوف الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة· ويخشى المستثمرون ان تتعمق الأضرار الناجمه عن سوق الائتمان العقاري عالي المخاطر عن المتوقع من قبل مما يزيد من الضغوط القائمة بالفعل على أسواق الائتمان على مستوى العالم، وقال مسؤول من بنك اليابان المركزي: إن البنك ضخ الأموال في إطار عملياته المعتادة في أسواق المال أمس بسبب ارتفاع طفيف في أسعار الفائدة الرئيسية مساء أمس الأول· وعرض البنك المركزي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم ضخ تريليون ين (8,45 مليار دولار) من الاموال، وقال متعاملون: إن المبلغ عند الحد الأقصى لتوقعات السوق لكنه لم يكن مفاجئاً بدرجة كبيرة، وضخ بنك الاحتياطي الاسترالي أمس مثلي ما يضخه يوميا في القطاع المصرفي أي 4,95 مليار دولار استرالي (4,19 دولار) في إطار عملياته الصباحية المعتادة· واتخذت هذه الخطوات لتوفير ما يكفي من الأموال لضمان سلاسة العمل في السوق ومنع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من الارتفاع، واعتبر المحللون أن هذه الخطوات تأتي في إطار تفويض البنوك المركزية بضمان حسن سير العمل في الأسواق وانها لا تمثل تحولاً في السياسة النقدية· ·· و المركزي النرويجي يوفر سيولة كافية للبنوك ضخ بنك النرويج المركزي امس 45 مليار كرونة (7,8 مليار دولار) للقطاع المصرفي، واضاف انه سيواصل العمل على ضمان سلاسة عمل القطاع، وقال يان كفيجشتاد كبير الاقتصاديين بالبنك إن العملية جاءت متوافقة مع خطوات اتخذتها بنوك مركزية أخرى''، لكنه اضاف ''انه ليس عملا منسقا اننا فقط نتابع ما يحدث في السوق ونتصرف بناء على ما نراه''· وجاءت تصريحاته في اعقاب عمليات ضخ سيولة كبيرة قامت بها البنوك المركزية في مختلف ارجاء العالم أمس الأول، وقال كفيجشتاد ''بنك النرويج وفر السيولة لسوق المال عبر مزاد معتاد على قروض، وبلغت القيمة الاجمالية 45 مليار كرونة نرويجية، وهذا الاجراء يضمن وجود سيولة كافية في النظام المصرفي النرويجي، وسيعمل بنك النرويج كالمعتاد على ضمان انتظام الاوضاع في سوق المال النرويجية''· وقال ان خطوة أمس تأتي في إطار سياسة البنك المتعلقة بالسيولة وليس السياسة النقدية، وسيعقد البنك اجتماعا لتحديد السياسة النقدية يوم 15 اغسطس الجاري ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية إلى 4,75 بالمئة·
المصدر: عواصم-هونج كونج-أوسلو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©