سرمد الطويل، وكالات (عواصم)
بسطت القوات العراقية سيطرتها الكاملة أمس، على الطريق الرابط بين الموصل وتلعفر الواقعة على بعد نحو 60 كلم من الحدود السورية، وهو آخر شريان رئيسي يستخدمه «داعش» في إمداداته وتحركات مسلحيه، كما انتزعت بوابة الشام التي تشكل المدخل الشمالي الغربي للمدينة، ما جعل الإرهابيين محاصرين في منطقة آخذة في التضاؤل داخل الموصل. وأعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله تحرير شقق المأمون السكنية في الساحل الأيمن، وأن القوات توغلت في حي المنصور، بينما اقتحمت قوات مكافحة الإرهاب أمس منطقة وادي حجر غرب الموصل، حيث قتل 4 إرهابيين بقصف نفذته طائرة من دون طيار «مسيرة» في وادي عكاب غرباً.
وأكدت مصادر محلية أن أغلب أحياء الموصل القديمة أصبحت خالية من وجود دوريات «الدواعش» الآلية التي تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة، وأن عناصر التنظيم الإرهابي هجروا نقاط المرابطة الداخلية للتنظيم الإرهابي منذ 3 أيام، موضحة أن «داعش» يعيش انهياراً كلياً رغم زجه كافة قدراته لحماية ما تبقى من خطوطه الدفاعية في مواجهة القوات الزاحفة. وأسفرت عمليات تمشيط في حي الطيران، عن كشف سجنين كبيرين أحدهما للرجال، ويضم 40 معتقلاً، والآخر للنساء ويضم 20 امرأة بينهن عدد من اليزيديات. وأعلن وزير الهجرة جاسم محمد الجاف فرار 26 ألف نازح من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الساحل الأيمن قبل 10 أيام. وأكدت المصادر الأمنية مقتل 9 «دواعش» بينهم القيادي المدعو «أبو طلحة» إضافة لتوقيف 4 آخرين في صلاح الدين وبغداد وذي غار، بينما أحبطت قوات شعبية مدربة هجوماً شنه التنظيم الإرهابي مستهدفاً حقلي علاس وعجيل النفطيين في سلسلة جبال حمرين غربي كركوك.
والسيطرة على الطريق الرابط بين الموصل وتلعفر تعني قطع آخر طريق رئيسي للخروج من الموصل معقل «داعش» الرئيس والأخير في العراق.
وتبعد تلعفر 50 كيلومتراً عن الموصل، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تشكل حلقة الوصل بين المدينة العراقية والرقة معقل «داعش» الرئيس في سوريا. ونقلت رويترز عن عميد ركن بالفرقة المدرعة التاسعة بالجيش قوله، إن الفرقة أصبحت على بعد كيلومتر واحد من بوابة الشام في الموصل وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة. وتابع العميد «نحن نسيطر الآن على الطريق والآن بوابة الشام في مدى الرؤية الفعلية لقواتنا»، ويبدأ الطريق السريع بين الموصل وتلعفر عند بوابة الشام.
وفي وقت لاحق، أوضح مصدر أمني أن ?قوات ?الشرطة? ?الاتحادية ?بدأت ?باقتحام ?منطقة ?المنصور ?من ?جميع ?المحاور ?وهي ?من أكبر ?المناطق? ?وأخطرها ?بهذا ?المحور من الساحل الأيمن. وأشار إلى أن ?الاستخبارات ?العسكرية ?تمكنت ?من ?اعتقال 7 ? قياديين«?دواعش» ?في? ?منطقة ?الطيران ?جنوبي ?الموصل، ?مبيناً ?أنهم ?من ?أخطر ?قيادات? ?التنظيم الإرهابي?. من جانبه، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت مقتل 11 عنصراً من&rlm? ?«داعش» ?وتدمير ?3 ?ثكنات ?تابعة ?لهم ?عن ?طريق ?الطائرات ?المسيرة ?المحملة ?بالقنابل،? في? ?حي ?الدواسة? ?ب?الساحل ?الأيمن. وقال ?جودت، إن? ?طائرات ?الشرطة ?الاتحادية ?المسيرة ?المزودة? ?بالقنابل ?أصبحت ?سلاحاً ?فعالاً ?في ?مجريات ?معركة ?الموصل ?وتنفذ ?يومياً ?عشرات? ?الطلعات ?المباغتة. ونجحت الفرقة التاسعة في الجيش العراقي في ?قرية ?الريحاني ?بالكامل? ?التي ?تبعد ?20 ?كلم ?غرب ?الموصل? ?بعد ?قتل ?العشرات ?من «ال?دواعش» ?واعتقال ??25 منهم. كما بدأت القوة نفسها، في محاصرة بلدة ?بادوش? ?غرب ?الموصل ?من ?كافة ?المحاور ?استعداداً ?لاقتحامها وتحريرها من قبضة الجماعة الإرهابية.
إلى ذلك، أكد الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب في معركة الموصل أمس، أن القوات الأمنية تواجه مقاومة شرسة في القسم الجنوبي الغربي من الموصل. وقال الفريق الأسدي إن منطقة المأمون ومجمع الشقق، تعتبر مهمة جداً للسيطرة على طريق الموصل- بغداد والأحياء المحيطة به. وأضاف أن «المقاومة عنيفة وشرسة، لأن العصابات الإرهابية تدافع عن الخط الرئيسي بالنسبة إليهم». ولحقت بمنطقة المأمون أضرار كبيرة، حيث دمرت منازل كثيرة فيها، والطرقات مليئة بالحفر بسبب انفجار الألغام بينما تراكم حطام السيارات فوق بعضه البعض.
عدد اليوم
