الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تشدد على ضرورة حشد الطاقات الدولية لمواجهة التطرف

الإمارات تشدد على ضرورة حشد الطاقات الدولية لمواجهة التطرف
2 مارس 2017 01:40
بروكسل (الاتحاد) شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة بندوة دولية بعنوان «مكافحة التطرف العنيف بالفضاء الرقمي، الإنترنت»، في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل أمس الأول، بمشاركة ممثلين من السعودية ومصر والمغرب والكويت وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا والسويد، بالإضافة إلى مشاركة المجلس الأوروبي والجهاز الأوروبي لمكافحة الإرهاب وفريق العمل الدولي لمتابعة مكافحة التطرّف العنيف. وناقشت الندوة الإشكاليات التي تتعلق بالتشريعات الأوروبية ومسألة مكافحة «التطرف العنيف» خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي بين العمل الاستباقي والأمني وبين إشكالية حقوق الأفراد في المعلومات. كما كانت الندوة فرصة لعرض تجارب الدول العربية المشاركة في مكافحتها ظاهرة التطرف العنيف بالفضاء الرقمي. وناشد الدكتور مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز «هداية» في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أنشئ عام (2012) بالتعاون مع بريطانيا بهدف مكافحة التطرف العنيف في ورقته خلال الندوة، الحضور إلى ضرورة المضي في حشد الطاقات الدولية والعمل على تطوير مبادرات وبرامج تكاملية مشتركة من شأنها تفعيل الآليات الدولية لمكافحة التطرف، وأشار إلى مجموعة من البرامج التي تم تطويرها من خلال مركز هداية، ودعا الحضور إلى مراجعة الموقع الخاص بمركز هداية ومتابعة الإصدارات التي من شأنها تشكيل مرجع فكري وعملي لتطوير السبل الكفيلة لمواجهة التطرف. إلى ذلك، ركزت ورقة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد الوزير الأسبق للتعليم في المملكة العربية السعودية على عرض تجارب المملكة في مكافحة الإرهاب، وذكر أن من دوافعه في عرض هذه التجارب بيان أن الإرهاب لا يميز بين المسلم وغير المسلم والمقدس وغير المقدس، وأن الاستهانة بالتطرف الديني أمر خطير، لأنه هو بوابة الخروج عن جماعة المسلمين شعوراً وفكراً وسلوكاً، وأن المملكة تمثل المرجعية الإسلامية بحكم مسؤوليتها عن الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ومكانتها الجغرافية والاقتصادية والسياسية، وأن استهداف المملكة من قبل المتطرفين والإرهابيين هو من أجل إشغالها بنفسها وعزلها عن التأثير في مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي وذكر أن المملكة انطلقت في موقفها من محاربة التطرف والإرهاب من مسؤوليتها في حماية نفسها وشعبها والدين الإسلامي الحنيف من التطرف والإرهاب والانتساب لهما، والإسهام في تحقيق السلم الاجتماعي بين المكونات الاجتماعية في الداخل والخارج، والتعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة التطرف والإرهاب. وفي مداخلة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد في الكويت خليف مثيب الأذينة، أكد على أهمية المشاركة في مثل هذه الندوات لاسيما أن ديننا الإسلامي دين وسطي ويرفض التطرف بكافة أشكاله، مؤكداً أن وزارة الأوقاف تؤكد على الوسطية والاعتدال، وهو يأتي من المفاهيم الرئيسة التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف. ثم تحدث محمد أوزغان مدير الحريات العامة في وزارة الداخلية في المملكة المغربية، حيث أشار إلى انخراط المملكة المغربية في الجهود الدولية والإقليمية وتكثيف تعاونها الأمني مع مختلف الشركاء، وتحدث عن الجهود الأمنية المغربية التي تمكنت من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية وإحباط العديد من المخططات التي كانت تستهدف المملكة المغربية. وتحدث الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر عن ظاهرة التطرف العنيف وأشار إلى أنها ظاهرة قديمة لكنها عادت بشكل شرس مع بداية القرن الحادي والعشرين، وذكر إسهامات دار الإفتاء المصرية لمحاربة التطرف العنيف على شبكة الإنترنت على المستويين المحلي والعالمي. بدوره تحدث يان فيجل من المفوضية الأوروبية عن ضرورة التعاون بين قوى الخير والسلم لمواجهة تيارات العنف والكراهية، كما تطرق إلى طبيعة سياسة الاتحاد الأوروبي في علاقته بالعالم العربي والإسلامي. مشيدا بمخرجات المؤتمر الثالث لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وإعلان مراكش الذي أصبح وثيقة دولية يُشاد بها. وأشار جيل بارنيو من البرلمان الأوروبي إلى أن أولى ضحايا الإرهاب هم المسلمون وأن مواجهة «التطرف العنيف» أصبحت واجبة وضرورية. وأشاد بالمبادرات العربية في مكافحة التطرف والبحث عن خيارات السلم والحوار. كما أشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في محاربة الاٍرهاب ومكافحتها لـ«التطرف العنيف» من خلال إطلاق مبادرات دولية وفي طليعتها مبادرة صواب ومركز هداية. وشدد بارنيو على الدور المنتظر لدولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاقها لمبادرة دولية لتجريم الاٍرهاب الدولي وتحسيس الرأي العام لضرورة وضع تشريعات ومعاهدات دولية ملزمة تعمل على وضع عقوبات ثقيلة على الذين يستغلون فضاء الحريات لتمرير خطاب العنف والكراهية. وذكر دور السعودية في التحالف الدولي ضد الإرهاب وأداءها من خلال العلماء والمؤسسات التربوية في تحصين الشباب من تيارات القتال المؤثرة في المواقع الالكترونية. وتحدث أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي محمد بشاري، حول إشكالية تعريف الإرهاب بين الأعراف الدولية وممارسة الشعوب، وذكر أن الإرهاب لا دين له وأن القوميات العرقية والطوائف الدينية ضحايا له، وأن الدول العربية وفي طليعتها الإمارات والسعودية والمغرب ومصر والكويت، هي ضحايا الجماعات الإرهابية، وهم أساس التحالف الدولي ضد الإرهاب، ودعا إلى التنسيق بين مراكز الدراسات الغربية والعربية حول قضايا التطرف العنيف، وإلى خلق فضاء تعاون بين قوى الخير، وإلى تصحيح صورة الآخر في الكتب والمناهج الدراسية لمكافحة تيارات الكراهية والعنصرية، ووضع برامج وآليات لتجفيف منابع الإرهاب فكرياً ومالياً. ونبه بشاري لخطورة الفضاء الرقمي المستغل من طرف المتطرفين لتجييش الشباب، حيث إن تنظيم داعش الإرهابي يضم من أوروبا وروسيا حوالي 18 ألف إرهابي، انضم 82% منهم إلى صفوف التنظيم عبر الانترنت. وخلصت الندوة إلى أهمية التعاون والتنسيق بين المجموعات الأوروبية والمجموعات العربية ودور المؤتمر الإسلامي الأوروبي في مكافحة التطرف وتحصين الشباب، والتأكيد على دور المثقفين والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني في تصحيح الصورة النمطية الذهنية عن الإسلام والدول الإسلامية وخصوصاً الخليجية منها، وبراءة الأديان السماوية من هذا، إضافة لتشكيل فريق للمتابعة وإطلاق المبادرات التي من شأنها تجريم الإرهاب الإلكتروني والدول الحاضنة له، وتنظيم لقاءات دورية مشتركة من أجل إيجاد سبل معالجة ظاهرة التطرّف والكراهية من أجل تحقيق الأمن الاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©