نصف مليار شخص يعانون من الكوارث الطبيعية

وجه سليمان جاموس الذي يعتبر شخصية رئيسية لتوحيد المتمردين المنقسمين في دارفور الشكر الى الحكومة السودانية التي رفعت تهديدها باعتقاله مما سيسمح له بالقيام بدور في محادثات السلام النهائية بشأن الإقليم· وقال جاموس ''إنه لم يرتكب أي جريمة وبالتالي لم يطلب أبدا الحصول على عفو غير أنه يشكر الرئيس السوداني عمر البشير على القرار الذي اتخذه لتسهيل مغادرته مكانه''، متعهدا بعدم العودة الى دارفور حتى تبدأ محادثات السلام بين الحكومة وحركات المتمردين للقيام فقط بمواصلة العمل الانساني وبناء إجماع من إجل السلام· وجاموس سجين من الناحية الفعلية في مستشفى تابع للامم المتحدة بالقرب من دارفور منذ أكثر من 13 شهرا بعد ان نقلته المنظمة الدولية جوا الى هناك لتلقي العلاج الطبي· وقد هددت الخرطوم التي لم يتم إبلاغها بالأمر باعتقال جاموس إذا غادر المستشفى، إلا أن وزير الدولة السوداني بوزارة الخارجية علي أحمد كرتي قال مؤخرا إنه عندما تبدأ محادثات حقيقية سيفرج عنه بلا شك· ويحاول وسطاء من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي استئناف عملية السلام وقد تمكنوا من الحصول على موافقة العديد من قادة المتمردين والجماعات المتمردة على الانضمام الى برنامج مشترك قبل المحادثات المقرر ان تبدأ خلال ثلاثة أشهر· في وقت اعتبر فيه مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف بإرساء السلام جان ماري غيهينو في مقابلة نشرتها صحيفة ''اويست فرانس'' امس ان نشر قوة مختلطة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور يشكل تحديا غير مسبوق، وشدد على انه تحد ، أولا لانها أول عملية مشتركة مع الاتحاد الافريقي وثانيا لأن دارفور من اكثر المناطق المعزولة في افريقيا· مشيرا الى ان هناك تحديا لوجستيا في نشر آلاف العناصر وتجهيزاتهم بعيدا عن السواحل في منطقة بناها التحتية سيئة وقدراتها محدودة وان الجفاف يجتاح تلك المنطقة من السودان وسيكون تزويدها بالاغذية والماء معقدا جدا· وتساءل غيهينو ''كيف التوصل الى نتيجة جيدة في أراض شاسعة وقليلة السكان المنتشرين في قرى متناثرة وكيف يمكن التأكد من انه لا ترتكب فيها فظاعات؟''، واعتبر كذلك انه سيتعين التعويض عن النقص النسبي في عدد الجنود بالقدرة على التحرك وقوة النيران وانه لا بد من مروحيات هجومية وأخرى للنقل للتحكم من وسائل رد ضرورية· إلا انه رأى ان القيام بتلك المهمة على المدى الطويل يقتضي عددا من العناصر أكبر من الـ26 ألف جندي وشرطي المتوقعين حاليا· إلى ذلك، انطلقت في القاهرة فعاليات حملة ''البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان'' التي تستهدف وقف ورفع المعاناة عن شعب دارفور تحت شعار ''دارفور قبل فوات الأوان''· وتشمل الحملة احتفالات وندوات وجولات توعية وحملات خيرية وورش عمل ودورات تدريبية حول القانون الدولي الإنساني ونشرة شهرية بعنوان ''أصوات من دارفور'' وحملة لجمع 100 ألف توقيع وطباعة ملصقات ومطبوعات وتصميم موقع خاص بهذه الحملة· وبدأ النشاط بمهرجان للتضامن مع شعب دارفور شارك فيه عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والأدباء والكتاب والفنانين من مصر والسودان فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان· ويضم المهرجان معرضا تشكيليا لفنانين من أبناء دارفور وصورا وكتبا تعكس حجم المأساة الإنسانية هناك، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن دارفور·