قصف مخابىء "فتح الإسلام" بقنابل تزن 250 كيلوجراماً

اندلعت اشتباكات عنيفة امس بين الجيش اللبناني ومسلحي ''فتح الاسلام'' في عمق مخيم نهر البارد شمال لبنان· وتمكن الجيش من تحقيق تقدم إضافي داخل المخيم ولا سيما في حي الدامون وحي المهجرين حيث دمر العديد من المخابئ والملاجئ والتحصينات واجبر المسلحين على اخلائها والتراجع الى داخل المربع الامني، كما احرق الجيش العديد من المجاري التي كان يستخدمها المسلحون للتسلل والالتفاف على وحداته المتقدمة· واوضحت مصادر عسكرية أن هناك مسألة هامة يتخوف منها الجيش وهي قضية ''الانتحاريين'' المستعدين للقيام بتفجير انفسهم ويتعاطى معها بجدية وبكثير من الحذر خصوصاً بعد التقدم الذي احرزه باتجاه مواقع وتحصينات ''فتح الاسلام''· واضافت أن الجنود لا يزالون يتواجهون مع المسلحين والمعركة متواصلة حتى النهاية، مشيرة الى ان الجيش للمرة الاولى منذ بداية المعارك في العشرين من مايو القى عبر مروحيات الـ''غازيل'' قنابل تزن 250 كيلوجراما على مخابئ تحت الارض لـ''فتح الاسلام''، واوضحت المصادر ''ليست صواريخ موجهة عن بعد بل قنابل طورها الجيش لاختراق المخابئ تحت الارض''· واحرز الجيش تقدماً بارزاً عند الجهة الجنوبية الغربية وسيطر بالكامل على سوق الخضر في المخيم القديم، كما توغلت وحدات في عمق حي المهجرين لتقلص مساحة الرقعة التي يتواجد فيها المتشددون والتي تضم ''ملجأ ابو عمار'' الى مسافة 50 مترا· لكن شاهد عيان افاد أن البقعة التي يتواجد فيها المتشددون معقدة من ناحية اكتظاظها بالمباني وبداخلها العديد من الازقة والاحياء والملاجئ المدعمة بالاسمنت المسلح· الى ذلك، اكد ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي بعد لقائه امس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على ضرورة تأمين المأوى المؤقت اللائق للاجىء الفلسطيني ريثما يتم اعادة بناء مخيم نهر البارد بعد انتهاء الجيش من القضاء على ''فتح الاسلام''· واوضح أن وكالة ''الاونروا'' هي التي تتولى تأمين قطع ارض حيث ستقام عليها المساكن المؤقتة للنازحين وأن هناك قطعة ارض مطلة على البحر واخرى بالقرب من مخيم البداوي وقطع اخرى صغيرة متوزعة، مشيراً الى أن مدة ايجارها ستكون سنتين وسيكون كل مبنى مؤلفا من ثلاث طبقات· واعتبر المسؤول في حركة ''حماس'' ابو خالد جهاد أن حل ازمة نهر البارد يجب أن يكون سياسياً وقضائياً ويأخذ في الاعتبار حفظ كرامة اللبناني الذي يشكل صمام الامان· في وقت واصلت رابطة علماء فلسطين تحركها لمعالجة الازمة واجرت اتصالات مع قيادة الجيش بهدف إعادة إحياء مبادرتها القاضية بحل جماعة ''فتح الاسلام'' وتسليم من قام بالاعتداء على الجيش·