الأفغان والباكستانيون يتبادلان الاتهامات في لويا جيرجا السلام

احتدمت الأجواء في اليوم الثاني لاجتماعات ''لويا جيرجا السلام'' أمس في كابول بحضور أكثر من 600 من زعماء القبائل ورجال الدين والسياسيين الأفغان والباكستانيين بشأن عمليات التصدي لحركة ''طالبان'' وتنظيم ''القاعدة''· واتفق زعماء وشيوخ القبائل الأفغانية والباكستانية على تمديد الاجتماع ليوم آخر لاستكمال محادثاتهم· فيما قتلت قوات التحالف 10 من عناصر ''طالبان'' في معركة وصفتها بـ''الكبيرة'' جنوب البلاد· واشار النائب الافغاني سردار محمد رحمن اوغولي بالاتهام الى باكستان، وقال متحدثا من على المنبر ''لا يمكن لأحد أن ينكر وجود ارهابيين في المناطق القبلية الباكستانية'' على طول حدود افغانستان· واضاف ''من الواضح كذلك انهم ضيوف غير مرغوب بهم''· وشدد على وجوب المطالبة برحيلهم محذرا من انه ''اذا لم يرحلوا، فان باكستان ستمسك بهم بيد وافغانستان باليد الاخرى ومعا سنرميهم بعيدا''، مثيرا تصفيق الحضور الذي ضم نحو سبعمائة شخص غالبيتهم الكبرى من الرجال· غير ان زعيما قبليا من شمال باكستان هو النائب السابق مالك فاضل محمد كوداخل رد عليه بشدة مؤكدا ان المجلس لن ينجح في تحقيق هدفه الا بمعالجة ''المشكلة الحقيقية'' وهي بنظره ''وجود القوات الاميركية والاطلسية التي زعزعت الاستقرار''· وحمل زعيم حزب اوامي الوطني (يساري باكستاني) محمود خان اشكزاي على موجة العنف التي تشهدها البلاد نتيجة هجمات ''طالبان'' وحلفائهم من تنظيم'' القاعدة'' والرد العسكري الباكستاني وقال ''ثمة حصص محددة لصيد الحيوانات المفترسة، لكن ليس هناك حصصا مماثلة للبشر''· وقاطع الاجتماع حوالى سبعين مندوبا قبليا ودينيا باكستانيا من مناطق شمال وجنوب وزيرستان الحدودية، معتبرين انه لا يمكن ان يحقق المجلس نجاحا في غياب ممثلين عن ''طالبان''· وأعلنت قوات التحالف الدولي أنها قتلت 10 من عناصر ''طالبان'' في معركة كبيرة عنيفة في ولاية هلمند بجنوب البلاد طوال أمس الأول· ووفقاً لبيان قوات التحالف فإن طائراتها اضطرت للتدخل في المعركة بعد 12 ساعة من المعارك، وذلك بعد أن نصب متمردون كميناً لدورية مشتركة لقوات التحالف والجيش الأفغاني من مبان ومواقع محصنة وباستخدام المدافع والقنابل اليدوية وقذائف ''الهاون''· وأضاف بيان التحالف أن قواته ''تمكنت من صد الهجوم بسرعة وانتقلت إلى التلال لطلب الدعم الجوي بعيداً عن المناطق السكنية لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين''· وأوضح التحالف أن ''مصادر في الاستخبارات ترى أن حركة طالبان ربما تقوم حالياً بتعزيز صفوفها في هذه المنطقة من إقليم واشر''· وفي بيان منفصل، اعترفت قوات التحالف بمقتل أحد جنودها واصابة آخر خلال هجوم على دوريتهما في جنوب أفغانستان· وعلى صعيد آخر، أكد قائد المنطقة الغربية في القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن في أفغانستان الجنرال فوستو ماكور أن عدد العمليات الانتحارية زاد بشكل كبير خلال الأشهر الماضية في أفغانستان· وقال ماكور ''خلال الأشهر الستة الأولى من 2007 وقعت 41 عملية انتحارية بسيارات و25 عملية بدون سيارات أي ما مجموعه 66 عملية انتحارية''· وأوضح أن ''ايساف أنشات مؤخراً وحدة خاصة لتحليل الطرق الجديدة التي يستعملها المتمردون ويحملها مقاتلون أجانب معهم خاصة العرب منهم الاكثر تشدداً من طالبان''· في الوقت نفسه، كشفت الولايات المتحدة عن استراتيجية جديدة لوضع حد لإنتاج الأفيون في افغانستان تشمل انفاق ملايين إضافية من الدولارات في إطار جهود مكافحة انتاج المخدرات وإدماجها في العمليات العسكرية التي تستهدف المتمردين· وستنفق واشنطن هذا العام 20 مليون دولار إضافية و30 إلى 40 مليون دولار العام المقبل لوضع حد لعمليات انتاج نبات الأفيون في أفغانستان·