الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عباد الرحمن.. منزّهون عن الشرك والقتل والزنى

1 ابريل 2016 01:02
أحمد محمد (القاهرة) قال ابن عباس، إن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فانزل الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، «سورة الفرقان: الآيات 68 - 70». قسم آخر قال الطاهر ابن عاشور في «التحرير والتنوير»، هذا قسم آخر من صفات عباد الرحمن، وهو قسم التخلي عن المفاسد التي كانت ملازمة لقومهم من المشركين، فتنزهوا عنها بسبب إيمانهم، وذكر تنزههم عن الشرك وقتل النفس والزنى، وهذه القبائح الثلاث كانت غالبة على المشركين. ووصف النفس بـ «التي حرم الله» بيان لحرمتها التي تقررت من عهد آدم فيما حكى الله من محاورة ولد آدم، فتقرر تحريم قتل النفس من أقدم أزمان البشر ولم يجهله أحد من ذرية آدم، وكان قتل النفس متفشياً في العرب بالعداوات والغارات وبالوأد في كثير من القبائل بناتهم، وبالقتل لفرط الغيرة، وقوله «إلا بالحق»، المراد به يومئذ قتل قاتل أحدهم، وهو تهيئة لمشروعية الجهاد عقب نزول هذه السورة، ولم يكن بيد المسلمين يومئذ سلطان لإقامة القصاص والحدود. ومضاعفة العذاب هي أن يعذب على كل جرم مما ذكر عذاباً مناسباً، ولا يكتفى بالعذاب الأكبر عن أكبر الجرائم وهو الشرك، تنبيهاً على أن الشرك لا ينجي صاحبه من تبعة ما يقترفه من الجرائم والمفاسد، وذلك لأن دعوة الإسلام للناس جاءت بالإقلاع عن الشرك وعن المفاسد كلها. عقاب الله وقال الإمام الطبري، يقول تعالى ذكره، والذين لا يعبدون مع الله إلهاً آخر، فيشركون في عبادتهم إياه، ولكنهم يخلصون له العبادة ويفردونه بالطاعة ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، إما بكفر بالله بعد إسلامها، أو زنى بعد إحصانها، أو قتل نفس، فتقتل بها، ولا يزنون، فيأتون ما حرم الله عليهم إتيانه من الفروج، ومن يفعل ذلك ويأتي هذه الأفعال، فدعا مع الله إلهاً آخر، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وزنا، يلقى أثاماً من عقاب الله عقوبة ونكالاً، كما وصفه ربنا جل ثناؤه، وهو أنه يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً. وقد ذكر أن هذه الآيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل قوم من المشركين أرادوا الدخول في الإسلام، ممن كان منه في شركه هذه الذنوب، فخافوا أن لا ينفعهم مع ما سلف منهم من ذلك إسلام، فاستفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآيات، يعلمهم أن الله قابل توبة من تاب منهم. وقال أهل التأويل إن «الأثام» عقاب يعاقب الله به من أتى هذه الكبائر بواد في جهنم يدعى أثاما، قال ابن عمر ومجاهد، وعكرمة، «الأثام» واد في جهنم. ومن يفعل هذه الأفعال التي ذكرها جل ثناؤه يلق أثاما، إلا من تاب، وراجع طاعة الله تبارك وتعالى بتركه ذلك، وإنابته إلى ما يرضاه الله وآمن وصدّق بما جاء به محمد نبي الله وعمل عملاً صالحاً، بما أمره الله من الأعمال، وانتهى عما نهاه الله عنه، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، قال أهل التأويل معناه، فأولئك يبدل الله بقبائح أعمالهم في الشرك، محاسن الأعمال في الإسلام حين يتوبون، فيبدلهم بالشرك إيمانا، وبالزنا عفة وإحصاناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©