أبدت الحكومة المصرية اعتذارها عن كل حالات سوء المعاملة التي تعرض لها صحفيون من قبل القوات الأمنية. وقال وزير المالية الجديد سمير رضوان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية “أريد أن أقدم اعتذاراتي لكل الصحفيين ولكل الأجانب ولكل المصريين الذين كانوا ضحايا سوء معاملة”. وأضاف “استفسرت عن الأمر وقلت إن هذه الحكومة لن تتسامح مع الهجمات على الأجانب والصحفيين الذين نريدهم أن يكونوا إلى جانبنا لإعطاء أفضل صورة للعالم أجمع”.
وأقر رضوان بأن الذين يشاركون في التظاهرات الحاشدة منذ أيام لديهم مطالب عادلة، وقال “انهم يتحدثون عن الوظيفة ويتحدثون عن الفساد ويتحدثون عن الحرية..الواقع هو أن هناك برنامجا سياسياً آخر تداخل مع الوضع مطروحا ومع الأسف شهد الوضع تدهورا كبيرا الأربعاء”.
إلى ذلك، أعلنت محطة التلفزيون الفرنسية الخاصة “قنال +” إطلاق سراح صحفيين فرنسيين اعتقلتهما قوات الأمن يوم الخميس الماضي في القاهرة أثناء قيامهما بإجراء تحقيق وثائقي، وأوضحت انهما بخير وقد عادا إلى مركز عملهما”. في وقت أعلنت قناة “الجزيرة” الفضائية اعتقال مدير مكتبها في القاهرة عبد الفتاح فايد والصحفي أحمد يوسف غداة نهب مكتبها. وكانت السلطات منعت منذ 30 يناير “الجزيرة” من العمل في مصر.
وندد عدد كبير من الصحفيين المصريين أمس بوفاة أول صحفي مصري في التظاهرات الجارية حاليا برصاصة من رجل أمن أثناء وجوده في مقر عمله. وكان الصحفي أحمد محمد محمود توفي متأثرا بإصابته بالرصاص يوم الجمعة الماضي، وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة الأهرام ان محمود (36 سنة) الصحفي بجريدة التعاون لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى القصر العيني بعد دخوله في حالة غيبوبة تامة.
وقالت عبير سعدي عضو مجلس نقابة الصحفيين في تصريحات لعدد من وسائل الإعلام إنه يتم حاليا العمل على الإعداد لجنازة حاشدة للصحفي محمود تنطلق من مقر النقابة باتجاه ميدان التحرير غدا الاثنين لأداء صلاة الجنازة عليه وسط المتظاهرين كنوع من التعبير عن غضب الصحفيين تجاه الأمن. وأضافت أن عشرات الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء تم الاعتداء عليهم من جانب قوات الأمن وآخرين تم تحذيرهم من نزول الشارع للقيام بمهام عملهم، مشيرة إلى أن نقابة الصحفيين أصدرت بيانا شديد اللهجة موجها لرئيس الحكومة أحمد شفيق تطالبه بضرورة توفير الحماية للصحفيين ومراسلي قنوات التلفزيون ووكالات الأنباء العالمية.
وحملت سعدي وزير الإعلام أنس الفقي المسؤولية شخصياً لتصريحه بأن أي شخص تبدو على ملامحه أنه ليس مصرياً ربما يكون جاسوساً، وهو الأمر الذي يعرض سلامة كل المراسلين الأجانب في مصر للخطر، معتبرة أن تصريح الوزير يخالف كل الأعراف الإعلامية وكل مواثيق حقوق الإنسان.
وتظاهر ناشطون من منظمة مراسلون بلا حدود مساء أمس الأول أمام السفارة المصرية في باريس وهم يرددون “هنا يقتلون الخبر!” وذلك للاحتجاج على أعمال العنف التي تعرض لها المراسلون الأجانب في مصر. ونشرت المنظمة “إحصاء بالتجاوزات التي تعرض لها الصحفيون منذ اندلاع أعمال العنف خصوصا في ميدان التحرير بالقاهرة”.
عدد اليوم
