الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوك غير حضاري

20 فبراير 2018 21:51
منذ أيام خرج والدي في رحلة تبضعه المعتادة من أجل أن يشتري للمنزل بعضاً من السمك اللذيذ، وبعد انتهائه من رحلة التجول، ركب سيارته وانطلق للعودة إلى المنزل، ليصدم إحدى السيارات التي يستقلها أحد الأشخاص الموجودين في السوق نفسه بالخطأ، حيث إنه لم ينتبه إلى قرب السيارة بشكل كبير من سيارته، نزل والدي من السيارة، خائفاً من أن تكون السيارة أو الشخص قد أُصيب بأذى، ولكن يا ترى هل اكترث الطرف الثاني بسلامة والدي وسيارته؟ أبداً، بل أطلق العنان لصوته العالي المحمل بكلمات بذيئة يستحي قلمي سردها، حيث لم يسلم والدي من عنفه ومشاجرته ولسانه السليط، وكأنما بين الاثنين ثأر قديم يريد أن يناله الآن، المهم ازدادت وتيرة العنف والشجار من قبل هذا الشخص المتهور، الذي لم يراع آداب الطريق، ولم يحترم أبداً كبر سن والدي والتشاجر معه تحت خيوط الشمس اللهيبة التي رفعت من ضغط والدي المصاب بالضغط، ليشعر بالتعب والإعياء فجأة، ولينهي الشجار بالانسحاب، مع حرصه على دفع الخسارة البسيطة التي تسببها لذلك المصارع، ليعود إلينا تعباً من الشجار المفاجئ الذي صادفه في الطريق! السؤال المهم الذي أود أن أطرحه هنا: لو كان الطرف المتضرر شخصاً متفهماً، وتفهم الوضع، واحترم الرجل الكبير، وتفاهم كلاهما على كل شيء أما كان أفضل حالاً مما ارتكبه ذلك المصارع المتهور؟ بالتأكيد الإجابة تكمن في كلمة: نعم، فالتفاهم والسلم مع الآخرين هو الحل الأمثل في إنهاء الخلافات التي تحدث في كل مكان، ليس هذا فحسب، بل إن كليهما يخرج من دون أي خسارة في المال ولا في الأرواح، الحمد لله أن والدي استطاع أن يتحمل حرارة الجو وحرارة كلام الرجل، وكظم غيظه وفوَّض أمره إلى الله، فلو كان أي شخص آخر في محله لما استطاع تحمل الإهانات، ولتفاقم الأمر إلى حد الشجار، وقد يُؤخذ كلاهما إلى الشرطة، لينالا ما لا يحمد عقباه. قرائي الأعزاء: احرصوا دائماً على التحلي بالأخلاق العالية، والصبر على المكاره، وكظم الغيظ في أوقات المصائب، واحترام من يعبر الطريق، فالناس أجناس، وأصابعكم الخمسة غير متساوية بالتأكيد، فالتزموا أدب الحديث، وأدب التسوق والتبضع في الأسواق، وحافظوا على أن تكونوا من أصحاب الخلق الحميد في كل مكان، لتنالوا بإذن الله الأجر والثواب في الدنيا والآخرة. كلي ثقة بأنكم من الآن ستمضون على نهج القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة. 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©