الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التغير المناخي يقوض حلم النمو الأفريقي

التغير المناخي يقوض حلم النمو الأفريقي
12 أغسطس 2007 00:21
فيضانات وسيول وطوفانات مدمرة في جنوب شرقي آسيا وبريطانيا، وجفاف يقضي على الأخضر واليابس في غربي أفريقيا والصين والفيلبين وأستراليا، ومدّ بحري مفاجئ يضرب غربي السواحل الجزائرية قريباً من مدينة مستغانم، وانهيار المزيد من الصفائح الجليدية القطبية الشمالية يسجّل كل يوم·· هذه الأخبار وأمثالها أصبحت الحديث الأكثر تداولاً على ألسنة البشر وصفحات الجرائد ووسائل الإعلام هذه الأيام· والمتهم الوحيد فيها جميعاً هي ظاهرة التسخن التي يشهدها جوّ الأرض بفعل الاحتباس الحراري الذي يعود لتزايد معدل غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو· وتتحدث آخر التقارير المتعلقة بالنتائج المباشرة للتغيرات المناخية عن جفاف قاتل يضرب الآن المناطق الغربية من القارة الأفريقية· ونشرت صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) حول هذا الموضوع تقريراً قالت فيه إن دولة غانا الفقيرة التي بدأ اقتصادها يتعافى قليلاً من ضغوط سنوات عجاف، أصبح نموّها الاقتصادي الآن تحت رحمة ظاهرة لا يمكن التحكم فيها بالوسائل والخطط السياسية أوالاقتصادية وتتعلق بالتغير المناخي الذي يعود لتسخّن جو الأرض· ولقد طالت فترة انحباس الأمطار عن البلدان والمناطق الغربية لأفريقيا للدرجة التي أدت إلى انخفاض منسوب المياه المخزونة وراء سد أكوسومبو في غانا إلى مستوى قياسي لم يسجل نظير له منذ تم بناؤه قبل 41 عاماً· وهو يعدّ منذ بضع عشرات السنين المصدر الأساسي للمياه وتوليد الطاقة الكهربائية، مما دعا الحكومة إلى وضع مخطط عاجل لترشيد استخدام الطاقة والمياه هناك، وأوعزت للشركات العالمية العاملة هناك بضرورة الاعتماد على أساليبها الخاصة لتوليد الطاقة الكهربائية من المحركات التي تعمل بحرق زيت الديزل· وقال محللون اقتصاديون إن هذا النقص الكبير في مصادر المياه والطاقة يمكن أن يؤدي لاقتطاع أكثر من نقطتين مئويتين من معدل النمو الذي ستحققه تلك البلدان هذا العام· ونقل التقرير عن اسماعيل جانساه، نائب المدير التنفيذي لهيئة استغلال نهر فولطا، وهي الجهة المسؤولة عن تشغيل سدّ أكوسومبو والخزان المائي التابع له، قوله: ''لا شك أبداً في أننا أصبحنا من ضحايا التغير المناخي الذي يضرب العالم، وكل التنبؤات تفيد بأن بلادنا ستصبح أكثر جفافاً بمرور الزمن''· ولا يزال الكثير من العلماء يشكّون في أن يكون التغير المناخي هو المسؤول الحقيقي عن الجفاف الذي يضرب الآن مناطق متباعدة من العالم كأستراليا والجزائر ومالي وغانا والمناطق الجنوبية الغربية من أميركا· ويقدّر البنك الدولي أن يكون تسخّن الأرض هو السبب المباشر والرئيسي وراء تراجع معدل سقوط الأمطار على حوض نهر النيجر بنحو 15 بالمئة منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي· وأشار الخبراء إلى أن ظواهر مشابهة لهذه تتكرر الآن في غانا وبينين وبوركينا فاسو وساحل العاج ومالي والتوجو· ويمكن أن يعد الجفاف الذي تشهده غانا الآن مثالاً عن مدى خطورة تأثير التغيرات المناخية على النمو الاقتصادي وحيث انخفض مستوى سطح المياه في سدّ أكوسومبو إلى ما دون 235 قدماً (77,5 متر) تحت خط المنسوب الأعظمي مما اضطر المهندسين إلى إغلاق أربعة من أصل ستة توربينات لتوليد التيار الكهربائي لأن ارتفاع المياه لم يعد كافياً لإدارتها· وأصبحت التجهيزات الاحتياطية المتخصصة بتصريف فائض المياه التي تسقطها الأمطار في المواسم الرطبة غير ذات فائدة على الإطلاق· ويمكن للمرء أن يقدر أهمية هذا السدّ من مجرد الاطلاع على إحصائيات تشير إلى أنه كان في الثمانينات المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في دولة غانا كلها· وعلى الرغم من أن القارة الأفريقية كانت كثيراً ما تشهد سنوات الجفاف المتبوعة بسنوات الأمطار الغزيرة، إلا أن الخبراء يرون أن الأمور لم تعد كما كانت، وأن حلم عودة الأمطار للسقوط بالمعدلات القياسية السابقة أصبح مجرّد حلم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©