الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض التشكيلي زياني·· انشغالات فكرية بثراء تقني

معرض التشكيلي زياني·· انشغالات فكرية بثراء تقني
8 ابريل 2009 03:20
افتتح الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان مساء أمس الأول معرض الفنان التشكيلي الجزائري حسين زياني الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمقرها بالمجمع الثقافي، ويستمر حتى 17 أبريل الجاري· وقام الشيخ محمد بن نهيان بجولة في المعرض يرافقه عبد الله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعدد من المسؤولين· ويضم المعرض 17 لوحة فنية يغلب عليها التصوير الواقعي مع اتكاء على اللمسات التجريدية في الخلفيات، وهو أسلوب يعكس خصوصية واضحة يتميز بها الزياني الذي نهل من الثقافتين العربية والأوروبية ليطور مفهومه الخاص تجاه مقولات العمل الفني وما ينبغي أن يوصله للمتلقي· فمعظم لوحاته، رغم واقعيتها، ثرية بالدلالات والرموز التي لا تتوافر فيها عادة الواقعية البسيطة أو الواقعية الفوتوغرافية - التسجيلية إن شئنا الدقة، بل تجنح إلى إضافة ألوان وظلال إن على المستوى الفكري أو على مستوى التكنيك نفسه تأخذها إلى حقل دلالي جديد لتتموقع في أشكال مفاهيمية يلعب الرمز فيها دوراً حيوياً ومختلفاً عن دوره التقليدي، كما في لوحة الجياد الخمسة على سبيل المثال· وعن ذلك تقول الناقدة الفرنسية كلارا بوزنيكوف ''انصبت جهود الفنان حسين الزياني على خلق تباين بين النظرتين الأولى والخلفية، جاعلا من الأخيرة غارقة في غبار مضيء يشبه السراب· لذلك، فقد أثمرت أعماله عن قوة وطاقة لا مثيل لهما''· وتأتي الخيول ثيمة فنية أساسية يشتغل عليها الفنان ليقدم اقترحات جمالية متنوعة، مجسداً وضعياتها المختلفة خاصة أثناء الجري والسباق والصيد، مستحضراً ما تحمله في أحشائها من تأويلات مكرسة في الذاكرة الفردية والجمعية عن هذه الكائنات التي ''في أعناقها الخير'' والتي تتسم بالكرم والعنفوان وتحيل إلى مشاعر الفخار والغلبة والنصر· فالخيول الموجودة في لوحات الزياني فضلاً عن جمالها التشكيلي وجمال حركاتها هي المعادل الموضوعي لما يريد الفنان أن يعكسه عن ثقافة شرقية تتميز بالغنى والثراء الحياتي· وعلى ضفاف عنايته بالخيول ذهب الفنان إلى بعض المشاهد الطبيعية التي شكلت طفولته وربما أراد من خلالها أن يقارن بين جيلين؛ جيل نشأ وكل همّه تأمين متطلبات الحياة اليومية وجيل بات يذهب إلى المدرسة ليقرأ ويتعلم وينتج المعرفة· وربما نفهم أهمية ما تقوله هاتان اللوحتان اللتان تصوران الفارق بين أطفال الأمس وأطفال اليوم حين نتذكر أن هذا الفنان عرف المعاناة في طفولته وبنى نفسه بشكل عصامي ليصبح فناناً عالمياً شهيراً كما هي حاله الآن· يقول الكتيب الخاص به: ''جرّبَ حسين زياني كل الأساليب التشكيلية: البورتريهات، المشاهد الحية، المناظر الطبيعية، الرسوم التاريخية، الفانتازيا (العجائبية)، مشاهد البذخ، الى جانب البساطة الشديدة في تصوير الحياة في الصحراء الكبرى· وشيئا فشيئا ومع مرور السنين، سعى الى مزيد من الاعتدال والبساطة مدركا أن المبالغة في نقل التفاصيل والملامح والأشكال قد يعيق النظرة العامة الى اللوحة ويُضعف بنيتها''· من هنا، ربما، يأتي الثراء الذي تعكسه أعماله، الثراء الفني الذي يتجسد بشكل خاص في لوحات الخيول التي لا تكرر ذاتها وتعكس قدراته على استخدام اللون والبنية التشكيلية والأبعاد المختلفة لكنه ينسحب أيضاً على مشاهد الحياة اليومية التي نجدها في لوحاته الأخرى· بقيت الإشارة إلى أن حسين زياني ولد في الجزائز عام 1953 وعاش وعمل في فرنسا، وهو عضو في عدد من الجمعيات الفنية التشكيلية وحاصل على عشرات الجوائز الدولية وشهادات التقدير·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©