السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية.. هل تعود «السداسية»؟!

4 فبراير 2015 22:30
انخرطت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على نحو نشط في نقاشات حول احتمال العودة مجدداً إلى مباحثات نزع السلاح النووي، لينفتح المجال بذلك أمام إمكانية البدء في جولة جديدة من العمل الدبلوماسي، في الوقت الذي تتبنى فيه واشنطن سياسة متشددة تجاه بيونج يانج. وحسب مصادر متنوعة مطلعة على سير المحادثات فقد تداول مبعوثو البلدين في الفترة الأخيرة في فكرة المباحثات، ولكنهم لم يتفقوا على الجوانب اللوجستية الراجعة في جزء منها إلى استمرار سياسة الحجر الطبي، التي أقرتها كوريا الشمالية تحسباً لوباء «إيبولا». وعن هذه المباحثات قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية رفض الإفصاح عن اسمه: «نريد أن نختبر ما إذا كانوا مهتمين فعلًا باستئناف المفاوضات، وكنا واضحين بأننا نريد منهم اتخاذ بعض الخطوات أولًا». وهذه الخطوات تشمل تعليق العمل في المنشآت النووية، والتعهد بعدم إجراء أية تجارب جديدة. ولكن بعد سنوات من الوعود الكورية المهدورة لم يعد المسؤولون الأميركيون يثقون في جدية بيونج يانج وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، حيث ردت كوريا الشمالية بقوة يوم الأحد الماضي على تحميلها هي، بدل واشنطن، مسؤولية فشل المباحثات السابقة وانهيار المفاوضات النووية. وكانت العلاقات الأميركية الكورية قد تدهورت خلال الشهر الماضي إثر اتهام واشنطن لبيونج يانج بالوقوف وراء عملية الاختراق التي تعرضت لها شركة «سوني» السينمائية لإنتاج هذه الأخيرة فيلم «المقابلة» الذي يصور خطة لاغتيال الزعيم الكوري كيم يونج أون. ولم يتأخر الرد الأميركي الذي سارع إلى فرض عقوبات جديدة تهدف إلى تقييد المعاملات المالية الخاصة بكوريا الشمالية، مع مطالبة الكونجرس بفرض مزيد من العقوبات. غير أن التطور اللافت كان عندما أبدت كوريا الشمالية استعدادها لتعليق التجارب النووية إذا ألغت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورتهما العسكرية المشتركة، وهو العرض الذي رفضته واشنطن معتبرة أنه «تهديد مبطن»، وفاجأ المدافعين عن الانخراط مع بيونج يانج، معتبرين أن رد الإدارة كان متسرعاً. وبرغم عدم استجابة البيت الأبيض لمطالب كوريا الشمالية تشير المصادر إلى وجود نقاش متواصل بين مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية حول فكرة استئناف المفاوضات السداسية الهادفة إلى إقناع النظام الكوري الشمالي بالتخلي عن تطلعاته النووية. وفي هذا السياق، التقت خلال الشهر الماضي مجموعة من المسؤولين الأميركيين السابقين، بمن فيهم ستيفن بوزورث وجوزيف ديتراني اللذان انخرطا في مفاوضات سابقة مع كوريا الشمالية بـ«ري يونج هو»، المسؤول في وزارة خارجية كوريا الشمالية، حيث خصص اللقاء، حسب مصدر مطلع، لجس النبض. وقد انتهى اللقاء الذي أجري في سنغافورة بالاتفاق على عقد اجتماع بين المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية، «سونج كيم»، مع نظيره الكوري الشمالي على أن تحتضن العاصمة الصينية بكين هذا الاجتماع، فيما اقترحت كوريا الشمالية عقد اجتماع مع مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية ببيونج يانج، وهو ما تحفظ عليه الأميركيون. بيد أن المكان الذي يفترض أن يستضيف الاجتماع ليس هو العقبة الوحيدة، إذ برزت أيضاً مسألة الحجر الصحي الذي تفرضه كوريا الشمالية على زوارها، أو مسؤوليها العائدين من الخارج للتحقق من عدم إصابتهم بفيروس «إيبولا»، علماً بأن الحجز يستمر لواحد وعشرين يوماً يلزم فيها الشخص بيته إلى حين تأكد الجهات الطبية من خلوه بشكل كامل من المرض. وفي جميع الأحوال يظل الخلاف قائماً بين الطرفين ليمتد من مكان عقد الاجتماع بين مبعوثي البلدين إلى القضايا الجوهرية المتعلقة بسلاح كوريا الشمالية النووي، وهو ما أشار إليه ديفيد ستروب، المفاوض الأميركي مع كوريا الشمالية، قائلًا: «يريد الكوريون إعطاء الانطباع بأن الأميركيين هم من لا يتحلون بالعقلانية هذه المرة، ولكن المسألة ليست في مجرد جلوس الطرفين والحديث إلى بعضهما بعضاً، بل في مضمون هذا الحديث، وماذا يريدان أن يحققا؟» ويضيف «ستروب» موضحاً: «كان الكوريون الشماليون واضحين في موقفهم من أنهم دولة نووية وأنهم ينوون البقاء كذلك إلى الأبد». وكانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد انخرطتا في مفاوضات مباشرة ومتعددة الأطراف حول البرنامج النووي لبيونج يانج على مدى أكثر من عقدين، واستطاعا خلال تلك الفترة تحقيق بعض النجاح مثل اتفاق تطبيع العلاقات في 1994 والصفقة الموقعة في 2005 مع الأطراف الدولية الستة التي تعهدت كوريا الشمالية فيها بعدم السعي إلى حيازة أسلحة نووية، ولكن تلك الإنجازات تعرضت لانتكاسات عديدة ولم تقوَ على اجتياز اختبار الزمن. آنا فيفيلد - طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©