الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لا» لمنع التعليم المختلط

5 فبراير 2013 00:13
شيخ عزيز الرحمن الهند بعد حادثة اغتصاب طالبة الطب الهندية في حافلة بنيودلهي خلال الشهر الماضي، أشار بعض رجال الدين المسلمين إلى ضرورة إنهاء التعليم المختلط باعتباره وسيلة للتقليل من جرائم الاغتصاب. لكن الاقتراح لم يجد صدى في الهند، حتى بين المسلمين الذين رفضوه بشده. فمباشرة عقب جريمة الاغتصاب الأليمة التي أودت بحياة الضحية تشكلت لجنة حكومية من أطراف مختلفة لتلقي اقتراحات بشأن تحسين وضعية النساء الأمنية في الهند، واستقبلت اللجنة إحدى عشرة لائحة من المقترحات التي تضم اقتراحاً من الجماعة الإسلامية في الهند، وهي إحدى أكبر منظمات المسلمين في الهند، ينصح بإلغاء النظام التعليمي المختلط بين الجنسين، وهو فقط واحد من الاقتراحات الأخرى التي تقدمت بها الجماعة مثل حظر الجنس خارج الزواج وإنزال عقوبة الإعدام على المغتصب. ففي بيان أصدره الأمين العام للجماعة، جاء «يتعين إلغاء التعليم المختلط كما يتعين إقامة منشآت تعليمية مناسبة خاصة للنساء على جميع المستويات التعليمية». لكن هذا الاقتراح لم يجد ترحيباً في أوساط أولياء الأمور المسلمين وجمهور الطالبات، فضلا عن النساء العاملات الذين رفضوا جميعهم فكرة فصل الذكور عن الإناث في الفصول الدراسية، قائلين إن مثل هذه الخطوة سيكون لها دور سلبي على تطور المسلمين ضمن المجتمع الهندي. هذه المعارضة لفصل الذكور عن النساء تشير أيضاً إلى رغبة المسلمين في تحسين مكانتهم التعليمية التي تشير الإحصاءات أنها ما زالت متأخرة بالمقارنة مع الآخرين، لا سيما فيما يتعلق بتعليم الفتيات. فحسب نائب مدير جامعة «كالوكتا عالية»، يحتل المسلمون في الهند مرتبة متأخرة في مجال التعليم، وهو الأمر الذي عطل مسيرة تطوير قدراتهم، لكنه يضيف أن «التوجه اليوم في مختلف أنحاء الهند أن يرسل عدد أكبر من المسلمين أبناءهم إلى المدرسة والجامعات، وعلى نحو أكبر تتوجه الفتيات المسلمات بأعداد متزايدة إلى متابعة دراساتهن العليا، وهن مصممات على تحسين وضعهن السوسيو اقتصادي في المجتمع الهندي»، لذا يتابع: أنه «إذا أوقفنا اليوم تمدرس الفتيات بدعوى فصلهن عن الذكور فإنهن سيحرمن من الدراسات العليا وسيكون ذلك كارثياً على المسلمين»؛ ووفقاً للبيانات التي توفرها الجامعة الوطنية للإدارة والتخطيط التربوي المتخصصة في مجال الأبحاث وتطوير التعليم بالهند تصاعدت نسبة تسجيل المسلمين في المدارس الابتدائية بين عامي 2007 و2011 بحوالي 25 في المئة. وبالنسبة للأطفال في الفصلين السادس والثامن بحوالي 50 في المئة، غير أن هذا الرأي المدافع عن التعليم المختلط لما يوفره من فرص للمسلمين تعارضه الجماعة الإسلامية بالهند التي تعتبر من المنظمات الإسلامية السنية المهمة في البلد، حيث يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1948 مباشرة بعد التقسيم، ويتجاوز عدد أفرادها 300 ألف شخص، وعن اقتراحها بإلغاء التعليم المختلط يقول المتحدث باسم الجماعة، بأن الإسلام يدافع عن تعليم النساء والرجال، لكنه يدعو أيضاً إلى منع اختلاط النساء مع أي أحد ليس من أقربائهن. والمشكلة بالنسبة للمدافعين عن التعليم المنفصل أنه غير موجود في الهند على مستوى التعليم العالي، إذ لا توجد جامعات خاصة لجنس دون الآخر، خلافاً لمراحل التعليم الأخرى التي توفر هذه الإمكانية، وهو ما يؤكده، تنوير فضل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة «مليا الإسلامية» بنيودلهي قائلا ً «علينا ألا نقيد النساء بالحث على ذهابهن إلى جامعات منفصلة لأن ذلك سيؤثر على اندماجهن الصحي في المجتمع». ويذكر أن لجنة حكومية أنشئت لتقييم أوضاع الهنود المسلمين أفادت في عام 2006 أن المسلمين في الهند هم أكثر فقراً وأقل تعليماً، كما أنهم يعانون من نسبة بطالة مرتفعة مقارنة بباقي الشرائح ، وبرغم أن المسلمين في الهند يشكلون 15 في المئة من إجمالي السكان، إلا أن فقط 4 في المئة من خريجي الجامعات، هم من المسلمين. وقد اقترح الخبراء في اللجنة الحكومية مشاركة أكبر للمسلمين في التعليم كإجراء ضروري لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ومنذ نشر اللجنة لتقريرها وقادة المسلمين يحثون أتباع الديانة على إرسال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس، غير أن معارضة نظام الفصل التعليمي لا تقتصر على الخبراء، بل تمتد أيضاً إلى الطلبة المسلمين مثل «ياسمينة فاطمة» التي تدرس الطب بجامعة بانجالـور، موضحة أنهـا لا تعرف أحداً من أصدقائها المسلمين ممن يعارض نظام التعليم المختلط، قائلة «إذا قررت الفتيات الذهاب فقط إلى مدارس غير مختلطة فإنهن سيحرمن من استكمال الدراسة في بعض التخصصات، وشخصياً ما كان لي أن أدرس الطب بإحدى الجامعات المهمة بالهند لو أني دخلت مدارس لا تقبل الاختلاط بين الجنسين». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©