مزوحيات مع إيقاف التنفيذ

درست في إحدى الكليات، وتخرجت بعد سنوات، لم أكن طماعاً بل أردت أن أرتقي في عملي بالخطوات، تقدمت بأوراقي لإحدى الوزارات، قالوا: لا تستعجل أمامك طابور من العاطلين والعاطلات، مرت سنوات، ثم تبعتها سنوات، والعاطلون صار بعضهم في عداد الأموات، أنجبت زوجتي الأولاد والبنات، وبعد سنوات، درست ابنتي حتى تخرجت من إحدى الكليات، فانضمت بذلك إلى زميلاتها العاطلات، مرت سنوات وابنتي تطلق الضيق والآهات، ثم جاء الفرج عندما انضمت إلى قطار المتزوجات· أنجبت ابنتي ثلاث بنات، مرت سنوات، فأرادت أن تدرس ابنتها الكبرى في إحدى الكليات، اعترضت وحلفت بأني لا أريد لحفيدتي أن تكون من ضمن الخريجات، انظروا إلى الدوائر والوزارات، الوساطة والمحسوبية هي ضمان التعيينات، هل يعقل أن أتخرج وأبقى بلا عمل كل هذه السنوات؟، أفتوني يا أهل الفتوى، هل هذه فزورة أم إحدى الكذبات؟ فكرت في أن أكتب مسج ينشر عبر القنوات، تتناقله الصحف والمجلات، فحشدت لذلك المعاجم وما تعلمته من لهجات، احترت كثيراً حتى هلت من عيني الدمعات، كلما كتبت شيئاً خانتني العبارات، هل اكتب شعراً أم أساير التفاهات، هل أكتب نثراً أم أكتفي بنشر الايميلات، لم أعرف ماذا أفعل وسط زحام المسجات، لا بد أن أساير في مسجي كل المستجدات، لا بد أن أحطم قلوب البنات، لا بد أن أضرب بمسجي باقي المسجات· كل الشكر لتلك القنوات، التي تبنت الشباب والبنات، فأصبح شباب العرب أفضل شباب العالم في فن المسجات، وكل التحية (لبعض) البنات المتفوقات في فك الشيفرات· فكرت في أن أكون (ستاراً) يصوت له جميع البلهاء، تتحدث عنه قنوات الفضاء، تتصل به كل وكالات الأنباء، سأكون بكل فخر أشهر من العلماء، وسيذيع صيتي أكثر من الرؤساء، وعندما أفوز سيستقبلني جمع غفير من الأغنياء، يعيشون ويحيون مثل البؤساء· بقلم - المزوحي Emarat55@hotmail.com