الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمان أول

12 أغسطس 2007 01:32
من البداية لو قارنا اليوم بالأمس لوجدنا الفرق شاسعاً جداً، بغض النظر عن التطور الهائل الذي ألحق الضرر ببعض العلاقات الاجتماعية والتعامل الفردي مع الآخرين والأخلاق التي انحط مستواها إلى انعطافات بدلت حياتنا إلى الأسوأ· فمن لا يتمنى أن يعود إلى ''زمان أول''··؟ بكل بساطته وعفوية الناس فيه وأحلامهم البسيطة وطقوسهم الجميلة، فالحب كان بتدفقه أعظم وأعم في تلك الأزقة والمنازل المتراصة والقلوب الطيبة والحياة الهانئة، كان الناس يعيشون في تلك الأيام الألفة والتعاون والاحتواءات اللطيفة بشذى البخور والعود الأصلي ولمسة النسائم المخملية·· أغلبهم رحل من (شياب) و(عياييز) وترك لنا بصمة لا تمحى أثرها ولا تزول من ذاكرتنا· وفي ظل الظروف الراهنة والحياة المتعبة والتفكير في كيفية سداد الديون وتراكم الهموم والصعوبات التي ترافق الأسر في معيشتهم وتربية أبنائهم والغلاء للأسعار والايجارات الغالية واكتساح الفضائيات لحياتنا·· و·· و·· الخ·· لا زالت هذه القضية تؤرق أفكار الأسر العربية، فالجهد الكبير والمبذول بين رب الأسرة ومجتمعه في تكوين حياة رغدة ومعيشة صالحة لأبنائه يزيد من هموم الجسد والفكر في كل الأحوال· فأجيال اليوم تختلف كلياً في طريقة التفكير والاعتماد على النفس والمسؤولية الملقاة على عاتقهم مقارنة بالأجيال السابقة والتي أشعر أنها عاشت بالنصف الأخير لـ ''زمان أول''· ولا شك أن الأسرة تلعب الدور الرئيسي للتكاتف والتعاطف روحانياً وجسدياً، لهذا لا بد أن تقف ضد كل ما يعرقل استقرارها وخصوصيتها·· القضية ليست أيضاً مقارنة بين اليوم والأمس، إنما يتوجب أن نفكر بما هو مخفي من أفكار ولا بد أن يعاد النظر في بعض العراقيل التي تسببت في ردم بعض العلاقات الإنسانية ودمار الحياة البسيطة حياة من ''زمان أول''··! موزة عوض العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©