الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد القادر بقشي يرصد التناص في الخطاب النقدي والبلاغي

عبد القادر بقشي يرصد التناص في الخطاب النقدي والبلاغي
12 أغسطس 2007 01:44
صدر مؤخرا للدكتور عبد القادر بقشي كتاب ''التناص في الخطاب النقدي والبلاغي: دراسة نظرية وتطبيقية'' وكما هو واضح من عنوان الكتاب فإن الباحث يحدد للقارئ منذ البداية مجال اشتغال الدراسة ومنهجيتها· وقد قدّم للكتاب الدكتور محمد العمري الذي بيَّن أن مفهوم التناص جاء بمثابة ثورة على هيمنة التحليل البنيوي اللساني الذي دعمته النظرية الشكلانية الحديثة لكن نظرية التناص تظل تراعي طبيعة النصوص التخييلية إذ يمكن أن يكون التناص هو المدخل الأساس لقراءة نصوص تتطلب قراءتها استحضار نصوص أو متون سابقة، في حين أن غياب الترابط المباشر بين النصوص يجعل المدخل النصي اللساني هو المدخل للقراءة والدراسة التناصية تأتي تاليا بحيث تغني فضاء النص· ويحدد أهمية الكتاب في كونه يستكشف التناص كمدخل شعري لا يلغي المداخل الأخرى وإن كان يتفاعل معها ويغنيها، خاصة وأن الكتاب تشعب في البحث في أبعاد التناص الأدبي والفلسفي مما أدى إلى جعله جنسا للقراءة· بناء النصوص وتتمثل قيمة الدراسة في أنها تساهم في الحوار الذي يشهده الواقع النقدي الحديث حول طريقة بناء النصوص الإبداعية وتلقيها في آن، لأن هذا النص لم يعد مجرد إبداع ذاتي أو بنية فنية مستقلة· ولعل هذه القيمة الاعتبارية التي أعطيت للنص الأدبي قد قادت إلى ولادة مفهوم التناص الذي ساهم في تجديد التفكير النظري حول كثير من الأشكال التناصية التي لم يعتن بها في الممارسة الأدبية، لاسيما على مستوى العلاقة بين ظواهر وقضايا أدبية قديمة تنتمي إلى هذا المفهوم، وبين المفهوم النقدي للتناص· ويؤكد الدارس أن الغاية من هذا الكتاب تتمثل في المساهمة في تطوير مفهوم التناص عبر توسيع مجالات اشتغاله على نحو يتجاوز الجنس الروائي إلى باقي الأجناس الأدبية الأخرى· وهنا يطرح سؤالا منهجيا أساسيا يتعلق بتطبيق النظرية الحديثة على نصوص تنتمي إلى سياق أدبي غريب عنها هو الشعر العربي القديم خاصة أن لكل نص مدخله الخاص الذي ينسجم مع مكوناته الأسلوبية وسياقه الفني الذاتي· لذلك جاء توزيع فصول الكتاب إلى شقين متكاملين سعى في الشق الأول إلى التعريف بنظرية التناص ومكوناتها وآليات عملها النقدية والبلاغية عمل الباحث فيه على عقد الحوار بين مفاهيم الشعرية العربية القديمة ونظرية التناص الحديثة· أما في الشق الثاني الذي تضمن دراسة نظرية وتناصية لظاهرة المعارضة الشعرية من خلال دراسة عدد نماذج شعرية بغية استجلاء طبيعة العلاقة التناصية فيها· التحويل والتأويل ويكشف الدارس عما قام به جيرار جينت من مراجعة شاملة لمفهوم التناص من خلال الكشف عن علاقة النص الظاهرة أو الضمنية مع النصوص الأخرى ثم يؤكد الدارس أن المسألة ليست في معرفة ما هو الذي نعنيه من خلال مفهوم التناص، وإنما لأي شيء يمكن استخدامه فالتناص وإن كان يراهن على في اشتغاله النقدي على إعادة بناء النص اعتمادا على النصوص السابقة أو اللاحقة التي تفاعل معها فإن وظيفته تكمن في عمله النقدي وآلياته التي تساعد الدارس في التمييز بين النصوص المتفاعلة والمتجاورة عبر وظيفتي التحويل والتأويل · وتعد كريستيفا أول من أخذ بمبدأ التحويل بوصفه آلية من الآليات النقدية الأساسية التي يقوم عليها التناص وبذلك فهي لم تهتم بالكشف عن المصادر والأصول التي تفاعل معها النص بل سعت من خلاله إلى معرفة الكيفيات التي بها تم تحويل تلك النصوص في النص الجديد باعتبار أن كل نص هو امتصاص وتحويل ونفي وإثبات لنصوص أخرى· وانتقل الدارس إلى دراسة مفهوم التحويل عند لوران جيني وجينيت كاشفا عن تأثر القراءات النقدية العربية الحديثة لمفهوم التناص بتلك الطروحات واستعانتها بها نظريا وتطبيقيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©