السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوادر خلاف بين شافيز ودا سيلفا!

بوادر خلاف بين شافيز ودا سيلفا!
12 أغسطس 2007 01:59
اتجه الرئيس البرازيلي ''لولا دا سيلفا'' شمالاً، بينما اتجه نظيره الفنزويلي ''هوجو شافيز'' جنوباً· وتأتي الطاقة في مقدمة جدول أعمال كليهما· فقد بدأ الأول جولة إقليمية تستغرق خمسة أيام، يزور خلالها كلاً من المكسيك وبلدان أميركا الوسطى، في مسعى منه للترويج لمصادر الطاقة البديلة، لاسيما غاز الإيثانول· أما شافيز فيقوم بدوره بجولة إقليمية شبيهة في قارة أميركا الجنوبية تمتد لأربعة أيام، يتعهد خلالها بإبرام صفقات جديدة لشراء مزيد من حقول الغاز والسندات المالية· فهل يعقل أن يكون هذا التزامن بين الزيارتين مصادفة؟ ربما، لكن الزيارتين تؤكدان، ولو من الناحية الرمزية على أقل تقدير، تطلعات كل من الزعيمين لقيادة أميركا اللاتينية ودفع سياساتها بطاقة الوقود· وهذا ما أكده ''مايكل شيفتر''، نائب رئيس السياسات في ''منبر الحوار الأميركي'' في واشنطن بقوله: ''إن هناك كثيراً من الرقص والتحركات الإقليمية الملاحظة من قبل الزعيمين الفنزويلي والبرازيلي· ولدى كليهما ما يروج له من مساع لاستبدال طاقة النفط بطاقة البيوديزل، رغم أن شافيز كان الأكثر سبقاً فيها''· ويختلف المحللون والمراقبون حول ما يقال من صدع بين هذين الزعيمين اللذين تربطهما علاقات صداقة وتنافس مع بعضهما البعض في الوقت ذاته· ومهما يكن فالعامل الرئيسي المشترك والموحد بينهما، هو السعي لتلبية حاجة دول المنطقة الأفقر في مجال الطاقة بالذات· وعليه فليس مستغرباً أن تسيطر أجندة الطاقة والاتفاقيات الإقليمية المبرمة بشأنها، على جولة ''لولا دا سيلفا'' الحالية· ففي بداية الأسبوع الحالي، غادر الرئيس البرازيلي إلى المكسيك -مع العلم أن البرازيل والمكسيك تمثلان أكبر اقتصادين مستهلكين للطاقة في المنطقة بأسرها- حيث أبرم اتفاقاً مع نظيره المكسيكي ''فيليب كالديرون'' يعملان بموجبه على تطوير مشروعات التنقيب عن الغاز والنفط، إلى جانب تعاونهما على تطوير مصادر الطاقة البديلة، لاسيما طاقة البيوديزل· يشار إلى أن البرازيل تتطلع الآن لأن تصبح إحدى الدول القائدة عالمياً في مجال الطاقة البديلة، بفضل ما لها من إنتاجية عالية في مجال غاز الإيثانول المستخرج من محصول قصب السكر· ومن المكسيك غادر ''دا سيلفا'' إلى كل من هندوراس ونيكاراجوا وبنما، حيث أعلن عن خطط وبرامج لها صلة بمصادر الطاقة البيولوجية· وضمن الزيارة نفسها، يتوقع أن يفتتح ''دا سيلفا'' مصنعاً لاستخلاص غاز الإيثانول في جامايكا· وبالقدر ذاته سيطرت أجندة وصفقات الطاقة على جولة هوجو شافيز الإقليمية· ففي الأرجنتين، اشترى شافيز سندات مالية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، بينما وعد بشراء كمية أخرى منها بالقيمة ذاتها بحلول نهاية العام الجاري، كما تعهد بالاستثمار في استئناف مشروعات الغاز المسال والطبيعي هناك· أما جمهوريات الأروجواي والإكوادور وبوليفيا التي توقف فيها أثناء الزيارة نفسها، فقد تعهد بالتوقيع على سلسلة من صفقات واتفاقات الطاقة مع كل واحدة منها· غير أن الاختلاف بين زيارتي الرئيسين، هو أن جولة الرئيس البرازيلي قد اقتصرت أجندتها على خدمة الأهداف الداخلية المحلية لكل دولة من الدول التي توجه إليها، بينما اتسمت زيارة شافيز بأنها كانت بمثابة تعهد جديد من جانبه بإحداث تحول سياسي كامل في المنطقة بأسرها، خاصة عن طريق الترويج لسياسات ومواقف معادية للنفوذ الأميركي· وقد وصف ''لاري برينس''، مدير ''مجلس شؤون القارة الجنوبية'' في واشنطن، وهو مؤسسة ذات نزعة يسارية معروفة، الرئيس البرازيلي بأن له نوايا طيبة وغير مشكوك فيها، إلا أنه يفتقر إلى الرؤية، على عكس الزعيم الفنزويلي شافيز الذي ليس له شيء آخر سوى رؤيته· ومضى ''برينس'' مستطرداً في توضيح هذا التمييز، بقوله: إن دا سيلفا من نمط الزعماء الإقليميين الذين يميلون إلى أداء العمل اليومي الروتيني على أكمل وجه، دون أن تكون لهم رغبة تذكر في إجراء إصلاحات جوهرية أو ذات طبيعة راديكالية في المنطقة· أما بالنسبة لشافيز، فإن كل يوم يمر عليه في منصبه الرئاسي، هو يوم يجب فيه إجراء تغييرات إقليمية راديكالية وفق أجندته وسياسته المعادية للنفوذ الأميركي في المنطقة· ورغم أن كلا الزعيمين يتفقان على هدف واحد، هو توحيد دول المنطقة على أساس إقليمي، لاسيما في مجال الطاقة على أقل تقدير، إلا أن الخلافات نشبت بينهما مؤخراً· فما إن زار الرئيس بوش البرازيل في شهر مارس الماضي، وأظهر حماساً للتعاون المشترك مع البرازيل في تطوير مشروعات غاز الإيثانول، حتى أعلن كل من شافيز وحليفه الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، معارضتهما لتلك الخطوة، قائلين: إن التوسع في مشروعات غاز الإيثانول سيرفع أسعار المواد الغذائية، ويلحق ضرراً بالغاً بفقراء القارة· ومن مظاهر الخلافات الواضحة بين الزعيمين، تعثر محاولات فنزويلا للانضمام إلى معاهدة ''ميركسور'' التجارية الخاصة بدول جنوب أميركا· فبينما أعلنت كل من الأرجنتين والأروجواي موافقتهما على انضمام فنزويلا للمعاهدة المذكورة، وهي الموافقة التي أكدها مجدداً الرئيس الأرجنتيني ''نستور كيرشنر'' خلال زيارة شافيز الأخيرة لبلاده، إلا أنه لا يزال على المشرعين في البرازيل الإعلان عن تأييدهم لهذه الخطوة· وهناك من تساءل من هؤلاء المشرعين حول مدى التزام شافيز بالنهج الديمقراطي في بلاده، خاصة إثر رفضه إعادة ترخيص محطة ''راديو كراكاس تليفيشون''· وفي نظر الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين، فقد بدت جولة شافيز الأخيرة هذه، كما لو كان الهدف منها هو تذكير دول القارة الجنوبية بأنه لا يزال يحتفظ بالكثير من السلطة والنفوذ عليها· ولما كان شافيز قد أبدى ضيقاً واضحاً من موقف البرازيل والأراجواي بصفة خاصة، وانتقادهما لرفضه تجديد رخصة المحطة الإذاعية التلفزيونية المشار إليها، فقد كان لسان حاله يقول خلال زيارته هذه: إن على دول المنطقة أن تشكره على سخاء عطائه المالي والاقتصادي لها، على حد قول السيد شيفتر· محررة الشؤون الخارجية بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©