الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"التربية" تعلن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم

"التربية" تعلن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم
12 أغسطس 2007 03:36
أكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم أن الوزارة بصدد توفير تعليم غير تقليدي في مدارس الدولة، وأنها تعول على كل مبدع ومبتكر بالميدان التربوي في تطوير العملية التعليمية، مستلهما همم الميدان التربوي نحو العمل بروح الفريق الواحد واستشعار كل موظف بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وما يصاحبها من واجب والتزام إزاء مسيرة التطوير المنشودة· جاء ذلك خلال إعلان الوزارة رسميا عن إطلاق الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم العام تحت شعار ''التعليم للحياة''· وشدد معالي وزير التربية على أن الخطة الاستراتيجية للتربية ليست جامدة ولم يكن إعدادها حكرا على فئة دون الأخرى، وتنفيذها واجب وطني· وقال الوزير إن التربية عازمة - ومن خلال خطتها الاستراتيجية- على إعداد وتأهيل أبناء الدولة وتمكينهم من كل أسباب التقدم ومهارات العلوم الحديثة وأدوات مواصلة إنجازات الدولة في شتى الميادين وسبل الحفاظ على المكتسبات التي حققتها، مؤكدا أن تنفيذ الخطة الاستراتيجية واجب وطني، و كل ما تحمله من أهداف وغايات وقيم يمثل مسؤولية وطنية تجاه أجيال· ونوه إلى أن التطوير يمتد بنظامه الشامل إلى إقرار نظام ''الاعتماد الأكاديمي'' لكل مدرسة، وستتم في إطاره عمليات مراجعة دورية ودقيقة للغاية لعناصر المنظومة التعليمية كافة بما فيها مستوى المخرجات ومستوى أداء الإدارة المدرسية، وذلك بهدف تحقيق الجودة في التعليم· وحث معاليه العاملين في الميدان التربوي والمهتمين والمتخصصين ومؤسسات المجتمع على المشاركة في صناعة أجيال الغد والمساهمة في رفد الخطة بما يرونه في مصلحة الوطن من رؤى وأفكار واقتراحات، لافتاً إلى أن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم ليست جامدة، وإعدادها ليس حكراً على فئة دون الأخرى طالما أن هناك من يستشعر المسؤولية، ويؤمن بأنه قد حان الوقت لأن يواكب التعليم العام قطار التقدم السريع في الدولة· تحديات وطموحات وأوضح الوزير أن ثمة تحديات كثيرة وكبيرة تواجه مسيرة تطوير التعليم، غير أن هذه التحديات تنكسر وتتفتت أمام رؤية قيادات الدولة لمستقبل التعليم، والتزام الحكومة بالتوصل إلى نظام تعليمي ناجح يتناسب ومكانة دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، وأمام الرغبة السياسية القوية في الارتقاء بمستوى مخرجات التعليم العام في ضوء معايير عالمية، وكل ذلك يمثل فرص كبيرة للنجاح في المرحلة المقبلة، والتي يعزز من الاستفادة منها وجود مجالس تعليم وهيئات تربوية، إلى جانب خبرات مواطنة متميزة ومتفانية تحمل من الولاء والانتماء ما يمكنها من تحقيق النهضة التعليمية الشاملة· وأعرب معالي الدكتور حنيف حسن عن فخره لأن استراتيجية وزارة التربية لم تأت من فراغ، بل جاءت في إطار السياق الطبيعي لسياسة الدولة، وأنها إحدى ثمار استراتيجية الحكومة التي انطلقت في منتصف إبريل الماضي بمباركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- ، والتي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- ، لذلك فإن أهدافها مستوحاة من استراتيجية الحكومة الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين، والمحافظة على الهوية الوطنية، وترسيخ الولاء للوطن وقياداته، والوصول بالعنصر البشري إلى أفضل المستويات العالمية في العلم والمعرفة من خلال الارتكاز على الثوابت الوطنية والتراث الأصيل لدولة الإمارات· مراحل الإنجاز وأفاد الوزير أنه، وخلال المراحل المتعددة لإنجاز الاستراتيجية وتقديمها في صورتها النهائية، كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمثابة ميثاق العمل الذي تحرك في ضوئه فريق إعداد الخطة، كما أننا استلهمنا من سموه روح العمل الجاد الذي لا يعرف المستحيل، ولا يتوقف للحظة، وهكذا وضحت رؤية الوزارة في إيجاد منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية العالمية، وتعد الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر، والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، في وقت ارتكزت رسالتنا على تولي الوزارة مهام التخطيط والتنفيذ والمتابعة والإشراف التي تؤدي إلى نظام تعليمي ناجح يجمع الطلبة والمدارس وأولياء الأمور في منظومة متآلفة تحقق أعلى مستويات الأداء التربوي، و على نحو يعمق روح المسؤولية على كافة المستويات، وينمي الالتزام بخدمة المجتمع لدى الجميع· وتابع: من هنا ارتأت الوزارة أن تكون لديها قيم أساسية تصدرتها الاستراتيجية هي الانتماء الوطني، والقيم المهنية، والقيم الدينية، والشفافية والنزاهة، والعمل بروح الفريق، والمسؤولية والمساءلة، والجودة والتميز، والتعلم المستمر· وأكد معاليه أن الوزارة وضعت ضمن أولويات عملها الانطلاق من نبض الميدان التربوي بكل فئاته، وأن فرق العمل المكونة من أفضل الخبرات التربوية المشهود لها بالكفاءة والتميز سعت إلى قياس اتجاهات وأراء ومقترحات وملاحظات كافة عناصر المنظومة التعليمية، كما حددت أوجه نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه التطوير والطموحات، وذلك بمنهج ارتكز على الشفافية والمصداقية والواقع الذي يعيشه نظامنا التعليمي· أهداف وأدوار وقال معالي الدكتور حنيف حسن أنه و من توجيهات القيادة الرشيدة للدولة ورؤيتها الثاقبة، ومن ضرورة تسليح الطلبة بالمعرفة والعلوم الحديثة، ومن قلب الميدان التربوي، خرجت فرق العمل بسبعة أهداف رئيسية، وجاء تنظيم الوزارة كهدف أول استراتيجي تسعى ''التربية'' إلى تحقيقه وصولا إلى جهاز تربوي فعال ونشط يضم خبراء وكفاءات وطنية عالية، ويعتمد على سياسات وممارسات لا مركزية في صنع القرار، وتحديد واضح للعلاقة مع الهيئات التربوية ومجالس التعليم والمناطق التعليمية، بما يكفل أن تكون المدارس هي الأساس في عملية التطوير التربوي· وأوضح أن الهدف الثاني لاستراتيجية ''التربية'' يعكس مدى الاهتمام الشديد بالمناهج، حيث تسعى الوزارة في خطتها إلى توفير مناهج حديثة يصاحبها أساليب وأدوات تقويم مستندة لمعايير أكاديمية عالمية، بما يسهم في إيجاد بيئة تربوية تجعل الطالب محوراً للعملية التعليمية· بنية تحتية وشدد الوزير على إيمان الوزارة بضرورة الارتقاء بمستوى وصورة المدرسة الإماراتية وجعلها ترصد هدفاً ثالثاً يتعلق بتوفير بنية تحتية تعتمد على التقنيات الحديثة في جميع مراحل التعليم وتوظيفها في العملية التعليمية، بما يسمح للمدارس باستخدامها في الإدارة وإنجاز الأعمال، في إشارة إلى المشروع العملاق الذي يحمل اسم ''مدارس الغد'' والذي سينطلق مطلع العام الدراسي المقبل 2007- 2008 بنحو 50 مدرسة من مختلف المراحل الدراسية كمرحلة أولى· وأوضح أنه وفي إطار الهدف نفسه فإن الوزارة ملتزمة بالعمل على الارتقاء بمستوى المدرسة، بما يوفر للطالب يوماً دراسياً حافلاً وثرياً ويشجع على ممارسة الأنشطة اللاصفية والرياضية والثقافية على نحو يحقق النمو المتوازن لشخصيته· أدوار مجتمعية وفيما يتعلق بالهدف السابع أكد وزير التربية أن الخطة الاستراتيجية اعتمدت نهجاً جديداً للتخلص من حالة الانفصال القائمة بين البيت والمدرسة، ومن أجل تحقيق دور فعال أكبر لأولياء الأمور في العملية التعليمية، حيث تسعى في هدفها السابع إلى تطوير الأنظمة التي تمكن أولياء الأمور من المشاركة في متابعة تطور أداء أبنائهم الأكاديمي، بجانب تزويد مؤسسات المجتمع والمهتمين والمتخصصين بمعلومات كاملة حول مسيرة التعليم وأداء النظام التعليمي بمبدأ أساسي يقوم على الشفافية، ويعتمد على ما تؤسس له الوزارة من أن التعليم شأن مجتمعي، ولا يقف الأمر عند هذا الحد - والكلام لمعالي وزير التربية - حيث تحمل الخطة العديد من الأفكار العملية التي تحقق الهدف ومنها: تشكيل مجلس عام لأولياء الأمور مع حلول العام الدراسي المقبل 2007 - ،2008 بجانب تفعيل النظم واللوائح الخاصة بمجالس أولياء الأمور في المدارس· نظام تعليمي متطور قال وزير التربية والتعليم إن الوزارة تسعى بكل ما تملك من قدرات وخبرات وإمكانيات إلى الوفاء بما حملته الخطة الاستراتيجية التي تمثل توجيهات القيادة الرشيدة، وبما يحقق نظاماً تعليمياً متطوراً وفق أفضل مقاييس الجودة الشاملة، نظاماً متوافقاً مع أهداف الحكومة الاتحادية، وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وشراكة حقيقية فاعلة مع المؤسسات المجتمعية المختلفة بما يصب في النهاية داخل مصلحة الوطن ومتطلبات التنمية واحتياجات الدولة، وبما يؤمن لنا توفر مخرجات تعليمية قادرة على مواجهة التحديات والحفاظ على المكتسبات وتمثيل الدولة في المحافل العلمية بما يتناسب وصورتها المشرقة· تطوير نظم القياس والتقويم شدد الدكتور حنيف حسن على الاهتمام البالغ لوزارة التربية، بتطوير نظم القياس والتقويم، موضحاً أن ثمة إجراءات مستمرة لتوفير نظام امتحانات متميز يقيس مهارات التفكير والتحليل والاستنتاج لدى الطالب، بعيداً عن النظام البالي للتقويم القائم على الحفظ والتلقين والاسترجاع، وصولاً إلى مقاييس ترتكز على معايير ومواصفات عالمية لمستوى طالب التعليم العام، ومنها إلى طالب يكون محيطاً بتراثه العربي والإسلامي، إلى جانب امتلاكه لمهارات التفكير الناقد، وتمتعه بأدوات إجادة اللغات وفي مقدمتها لغته الأم، وأساليب التعامل مع التقنيات الحديثة، في إشارة من جانبه إلى الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المعلم في حياة الطالب، والاهتمام الشديد للوزارة بإعداد وتأهيل المعلم للقيام بدوره على أكمل وجه من خلال تنمية مهاراته وتطوير أساليب التدريس لديه، وتوفير كل السبل التي تؤهله للخروج من الشكل التقليدي للتعليم· الموارد البشرية أوضح معالي الوزير أن الهدف الرابع يرتكز على تطوير سياسات وأنظمة الموارد البشرية بما يسهم في تحسين وتطوير الأداء النوعي للهيئات التربوية العاملة في التعليم العام من الإداريين والمعلمين· ومن خلال الهدف الخامس تسعى ''التربية'' إلى تطوير وتحسين المباني والمرافق المدرسية وتزويدها بالتجهيزات والوسائل التعليمية بما يتلاءم مع المعايير الحديثة، وبما يمكن المدارس من طرح وتنفيذ المناهج والأنشطة المطورة· وقال معالي وزير التربية إن الوزارة لم تكتف في خطتها بتطوير أنظمة الموارد البشرية كهدف أساسي فقط، حيث تنطلق الخطة نحو هدفها السادس الذي يرمي إلى الارتقاء بأنظمة وبرامج التطوير المهني لجميع العاملين في النظام التعليمي، بالشكل الذي يمكنهم من تنفيذ الخطة وتحقيق الأهداف العامة لمسيرة التعليم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©