الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طريق للنجاح

19 مارس 2008 21:59
يحفل المجتمع بالعديد من النماذج الناجحة والطموحة التي يشار لها بالبنان·· وقد يتساءل بعضنا: كيف حقق هذا الشخص النجاح الباهر، ولماذا لم يتسن لي فعل ذلك؟ وما الذي يميزه عن غيره؟ وما الذي يملكه ولا أملكه أنا؟ كلها تساؤلات قد تدور في أذهاننا وتجعلنا نبتعد عن السبب الرئيسي لما وصل إليه هذا الشخص·· ألا وهو العزم والإصرار على إكمال الطريق بعد تعثر مسيره عدة مرات· لكي ندرك معنى النجاح لابد من معرفة معنى الفشل، وهو لمن لا يعرفه: عدم وضع هدف ثم العمل على تحقيقه مهما كانت العوائق· فكما أن النجاح أمر نختاره ثم نسعى لتحقيقه، فإن الفشل يمكن أن يكون كذلك· وعندما نرى الأشخاص الذين يفتقدون الأهداف والحوافز التي تدفعهم للنجاح فإننا نرى أشخاصاً يعيشون بدون غرض ولا يستمتعون بحياتهم، بل إنهم يشعرون أنها مليئة بالفشل· سئل أحد المخترعين الكبار بعد أن جرب 100 طريقة ولم ينجح: هل تشعر بالفشل؟ أجابهم قائلاً: لا، لكني تعلمت 100 طريق لا تؤدي إلى النجاح· هذا المخترع، لإصراره على النجاح، توصل إليه أخيراً، وما كان يمكنه ذلك لولا أنه قطع الطريق إلى الهدف فكان من الصعب ألا ينجح في المرات التالية· نخطئ عندما نستخدم كلمة (حاولت) لتبرير فشلنا· وعندما يكون هناك هدف محدد فإننا إما ننجح أو نفشل في تحقيقه، وليس هناك نقطة في الوسط· ولكن غياب النجاح السريع لا يعني الفشل، بل معلومات تفيد في ضبط المسار وتعديل خطط تحقيق الهدف، ولذلك فإن كلمة حاولت قد تجعل الإنسان يتوقف بدلاً من استمرار السعي لتحقيق النجاح· وعندما يريد شخص أن يصعد جبلاً مثلا، فإن عدد مرات سقوطه لا يدل على قدرته على الوصول إلى القمة، ولكن عدد المرات التي ينهض فيها بعد السقوط هو ما يدل على قدرته على ذلك· ويفشل هذا الشخص عندما يقول: حاولت ولم أنجح فهذا يعني أنه توقف عن النهوض والسعي لتحقيق هدفه، أو أنه يبرر فشله وعجزه· وكلا الأمرين لا يفيد·· لذا أتمنى من الإنسان ألا ييأس من محاولاته الفاشلة في صنع شيء·· فقد تؤهله إحدى الخطوات الفاشلة إلى اختراع أمر لم يكن بالحسبان أو قد تنبهه إلى شيء كان يفتقده منذ زمن طويل·· وبالتالي سيستفيد من فشله بقدر حاجته للنجاح· سعيد النقبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©