الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفلة مُدلَّلة·· وهذه الأسباب

19 مارس 2008 22:02
هل الطفل اللحوح يمكن أن نصفه بأنه طفل مُدلل·· وكيف يمكن إيجاد الحل المناسب لسلوكياته؟ تساؤلات عديدة تدور في ذهني·· فطفلتي تصر على شيء معين وتحاول التمركز حول ذاتها وعلى مصلحتها الخاصة وكذلك عندما تتعامل معها شقيقتها·· وعندما شاهدت إحدى الصديقات حيرتي من هذه المشكلة قالت إن هذا السلوك يكون طبيعيا في بداية المرحلة العمرية ولكنه يتناقص بعد بلوغ سن السادسة، لأن هناك مؤشرات تدل على وجود مشكلة ما لتمركز هذا الطفل حول ذاته، فالطفل المدلل هو الذي يحصل على الاهتمام الزائد والذي يمكن أن يؤدى الى تفاعل غير منتج، والمتمثل في انخفاض إنتاجيته، وهذا يعتبر أحد مؤشرات الدلال والدلع، فهؤلاء المدللون الذين يحصلون على ما يريدون دون أن يبذلوا أي مجهود حقيقي هم أطفال لا يملكون ما يكفى من القيم الأخلاقية مع ضعف الانتماء للجماعة، وبالتالي لا يدركون مشاركتهم على شكل ''نحن'' بل على شكل ما أريده ''أنا'' فقط· فالدلال هو أحد الأسباب كما أن الأسرة تلعب الدور الأساسي في هذا الموضوع وهي المؤسس الأول لتربية النشء·· فالدور يكون سلبيا بتوفير الدلال أو الحماية الزائدة، وفي تلبية جميع الرغبات وتوفير المتطلبات كنوع عن التعويض، قد حرموا هم أنفسهم منه، أو كردة فعل لطفولتهم المحرومة، أو لأسباب الخوف والاقتراب من الآخرين كسبب آخر، فيفضل أن يطلب ويجاب له هذا المطلب مما يمنعه من التفاعل مع الآخرين· ولذلك عند وصول الطفل لمرحلة من النضج يجب أن يتعلم ضبط رغباته وانفعالاته وذلك من خلال عقد الاتفاقات لصالح الطرفين، ولكن يعيق هذا النضج إصابة الطفل بنوع من التخلف العقلي أو بعض الاضطرابات اللغوية، فالتجاهل هو الحل الوحيد من خلال جعل هذا الطفل يشعر بالكفاءة والاطمئنان وتوفير التقبل والحب والاهتمام، لأن معظم الأطفال يستمدون سلوكهم من آبائهم وأصدقائهم·· والابتعاد قدر الإمكان عن النقد الجارح والتعصب والتنافس والمقارنة ما بين الأخوة والأصدقاء·· والتجاهل في بعض الأحيان لهذا السلوك وعدم تلبية طلباته باستمرار حسب الحاجة له·· ونعلم الأبناء كيفية الاهتمام بالآخرين ونكون نحن القدوة لهم من خلال نقل مشاعرنا وأحاسيسنا تجاه الغير·· وأن نعلمهم الحب والعطاء منذ الصغر ومشاركة الناس مشاعرهم، وتعليمهم التعاطف مع الأصغر سنا، وذلك عن طريق توفير حيوان أليف في البيت وأن يقوم الطفل على رعايته والاهتمام به لخلق نوع من الألفة والتعود على تخفيف الأنانية·· وأيضا سرد بعض القصص تتناول هذا السلوك بطريقة غير مباشرة ليكتشفها الطفل ويعدل من سلوكه·· والعمل على حرمانه من بعض الألعاب أو مشاهدة التلفزيون إذا تمادى في سلوكه غير المرغوب فيه·· وقمت بالفعل بتنفيذ ما ذكرته صديقتي، وأصبحت طفلتي حنونة مع أختها حتى أنها تمنحها الألعاب، وتغضب إذا تعرضت أختها للضرب من أي طفل آخر··· جميلة مبارك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©