اليخوت العملاقة مقياس الثروة الجديد

بدأت طلبات ''السوبر يخت'' تنهال على الشركات من النخبة الثرية، مثلما ذكر الموقع الإلكتروني "theyachtreport.com"بالإشارة إلى اليخت الجديد للملياردير الروسي ''رومان أبراموفيتش'' الذي أطلق عليه اسم "Eclipse" أي الكسوف· ويبلغ طول اليخت 531,5 قدم، وسعر يقدر بنحو 300 مليون دولار أميركي، وبذلك يعد أكبر يخت في العالم، ومن المتوقع أن يتم تسليمه في أواخر العالم الحالي، ويذكر أن ثروة ''أبراموفيتش'' جاءت من استثمار حقول النفط والتي قدرتها مجلة ''فوربس'' بـ18,2 مليار دولار· وكانت بداية ظهور اليخوت الفاخرة في القرن العشرين، ولكنها شهدت زيادة كبيرة في أعدادها خلال العقديين الماضيين، كما ازدادت شعبيتها، وكذلك أحجامها، كما أن عدد أصحاب المليارات قد ارتفع أيضاً، وأصبح ''السوبر يخت'' وسيلة جديدة ليميز بها الأغنياء أنفسهم عن شريحة الأغنياء فقط· وحتى يصنف اليخت ضمن ''اليخوت الفاخرة'' يشترط أن يكون طوله أكثر مـن 23 متراً (82 قدماً) في حين يعتبر البعض أن الحد الأدنى للطول يجب أن يكون أعلى من هذا بكثير· وعلى الرغم من مخاوف الركود الاقتصادي العالمي، إلا أن التدفقات المالية الضخمة على بعض مناطق العالم كفيلة بإزالة مثل تلك المخاوف عن مصنعي اليخوت· ويقول ''جوناثان بيكت'' المدير التنفيذي لـ ''شركة بورجيس لليخوت الفاخرة'' أن العديد من أصحاب تلك اليخوت لا ينتمون إلى طبقة الملوك والأمراء، بل هم من الأثرياء الجدد الذين جمعوا أموالاً طائلة من مختلف مشاريعهم التجارية والصناعية، مثل الملياردير أبراموفيتش، الذي كون ثروته من دخوله للأسواق الناشئة وبعدها اتجه للعالمية، وحول هذا الجانب يقول ''بيكت'': '' إن هناك كميات هائلة من الأموال التي تتولد في كل لحظة في الأسواق الناشئة كروسيا وأوكرانيا والهند، مما أسفر عنه ظهور كم من الأثرياء الجدد ذوي الشهية المفتوحة للدخول في مختلف القطاعات والمشاريع وامتلاك كل ما هو مميز، بغض النظر عن سعره''· وفيما يتعلق بتجهيزات ''السوبر يخت'' يبين ''ويم كورزفيلت'' مدير إحدى شركات صناعة اليخوت الفاخرة في هولندا، أن ما كان مطلوب من تجهيزات ونوعية أثاث منذ عشرين عاماً يختلف كلية عما هو اليوم، حيث يذكر أن وجود صالة رياضية في يخت في ذلك الزمن الماضي يعد أمراً غير عادي بل غير مقبول، وهو عكس ما نراه اليوم حيث يعد ''السوبر يخت'' أشبه بالقصر العائم بما يضمه من غرف خاصة مزودة بحمامات جاكوزي وأسرة دوارة، وأحدث أنظمة الملاحة والاتصال عبر الأقمار الفضائية، مع زوارق سريعة، وحتى طائرات هليوكوبتر· كل هذه التجهيزات الحديثة والأثاث الفاخر على هذه اليخوت الفاخرة لا يحدها سوى حجم الرصيد المصرفي لصاحب اليخت· ويشير ''بيكت'' إلى أن ارتفاع عدد اليخوت وحجمها جعل من الصعوبة بمكان إيجاد طاقم فني متكامل مؤهل لقيادتها وإداراتها· وفيما يتعلق بالأسعار يذكر أنه خلال السنتين الأخيرتين فقط قد ارتفعت الأسعار بين 10 و20%، وقدر تكلفة اليخت الذي يصل طوله إلى 328 قدم حالياً بنحو 230 مليون دولار، ويرتفع السعر كثيراً ليخت طوله 500 قدم إلى 650 مليون دولار، وفي العادة ما يستغرق بناؤها من سنتين إلى أربع سنوات، ويذكر وسطاء ومسؤولون في مصانع إنتاج مثل هذه اليخوت أن تكلفة تشغيلها وصيانتها مرتفعة للغاية وتصل إلى 15% من سعرها· ومن جهة أخرى يقول السيد ''شارب'' الذي يعمل في أحد مصانع اليخوت في فرنسا: ''عندما بدأت العمل في صناعة اليخوت في السبعينيات من القرن الماضي، فإن اليخت الذي يصل طوله 60 قدما كان يعتبر طويلاً بما فيه الكفاية، ويذكر أنه في معرض موناكو لليخوت توج اليخت الذي وصل طوله 150 قدما بملك اليخوت في ذلك الحين''· وذكر مسؤولون في معرض موناكو لليخوت أنه في العام 2007 وصل عدد اليخوت قيد البناء في العالم والتي يزيد طولها عن 24 مترا إلى 800 يخت، ويتوقع أن يتضاعف عددها في العام ·2010 عن نيويورك تايمز