اكتشاف معسكر لتدريب القاعدة غرب العراق

قتل سبعة أشخاص وأصيب 23 آخرون بانفجار قنبلة قرب مرقد الإمام الكاظم في حي الكاظمية لليوم الثاني على التوالي· وعثرت الشرطة العراقية في محافظة الأنبار على معسكر لتدريب عناصر تنظيم ''القاعدة'' تطلق عليه ''أفغانستان العراق'' في قلب الصحراء الغربية للمحافظة، وذلك بعد فرضها إغلاقاً كاملاً على مدينة الفلوجة وحظر تجوال، وكشف ضابط عراقي رفيع المستوى أن السلطات العراقية ستعيد مراجعة ملفات المعتقلين الذين أطلق سراحهم من السجون الأميركية بعد تفجيرات اليومين الأخيرين التي قال إنها منسقة وقامت بها جهة واحدة· فقد انفجرت قنبلة مزروعة بالطريق في حي الكاظمية شمال غرب بغداد أمس، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 23 آخرين· ووقع الانفجار بعد يوم واحد من انفجار قنبلة في نفس الحي الذي يوجد به مرقد الإمام موسى الكاظم، ويحمل هجوم أمس بصمة مقاتلي ''القاعدة''· وتحلّ اليوم الذكرى السادسة لسقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية وإسقاط تمثال صدام في ساحة الفردوس· ومن المتوقع أن تنضم حشود الى محتجين مناهضين للوجود العسكري الاميركي في العراق· وفي السياق الأمني فرضت الشرطة العراقية إغلاقاً كاملاً على مدينة الفلوجة أمس، وحظرت حركة المرور والمشاة في إطار بحثها عن مجموعة من تنظيم ''القاعدة''· وأغلقت المدارس، وطلب من المتاجر إغلاق أبوابها، كما فرض حظر تجول منذ الفجر بعد وقوع انفجارات استهدفت الشرطة في المدينة بمحافظة الأنبار الغربية· وقال العقيد محمود العيساوي من شرطة الفلوجة إن الشرطة لديها معلومات تفيد بأن هذه المجموعة نفذت سلسلة تفجيرات· وتابع أن الشرطة تريد اقتلاع هذه العناصر من جذورها لتفادي وقوع تفجيرات في المستقبل وإرساء الأمن والاستقرار في المدينة· وقالت الشرطة إن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن المهاجمين يعتزمون تصعيد أعمال العنف· وقال لواء الشرطة عبد العزيز سيف إن أشخاصاً ينتمون إلى ''القاعدة'' تسللوا من محافظة ديالى والموصل وهدفهم تنفيذ أعمال إرهابية داخل الفلوجة· وتابع أن فرقة من الشرطة الخاصة من الرمادي المدينة الكبيرة الثانية في الأنبار وصلت إلى الفلوجة لتعزيز الشرطة هناك· وحول حظر التجول الفلوجة إلى مدينة أشباح، وفتحت القليل من المتاجر أبوابها، وطلبت الشرطة ممن ترصدهم من المارة العودة لديارهم· وقال شهود إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء لإبعاد من كانوا يقاومون· من جهته أعلن الرائد عبد الستار الحلبوسي المتحدث باسم شرطة محافظة الأنبار العثور على معسكر لتدريب عناصر ''القاعدة'' في المحافظة تطلق عليه تسمية ''أفغانستان العراق''، في قلب الصحراء الغربية، وضعت فوق الأوتاد المنصوبة على مدخله ''جماجم بشرية''· وأوضح أن ''اعترافات عدد من عناصر ''القاعدة'' اعتقلوا في اليوم نفسه قادتنا الى المعسكر الذي كان مقراً رئيسياً للتنظيم ومكاناً للتدريب خلال عام 2005 حتى نهاية عام ·2007 وأضاف أن ''المعسكر الواقع بين واد محاط بتلال في منطقة حديثة يمتد على مساحة كيلومتر مربع ويبعد نحو 300 كلم الى الغرب من الرمادي''· وأكد أن ''الزرقاوي كان مسؤولاً عن جميع النشاطات في المعسكر''· وأشار الحلبوسي الى ''كهوف في التلال المحيطة بالمعسكر كانت تستخدم مكاناً لتصنيع العبوات الناسفة ومستودعات لحفظ منشورات التنظيم الإرهابي''· وشدد على أن ''المعتقلين وعددهم خمسة تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً، هم من الأنبار وقد تلقوا تدريبات في المعسكر''· ووفقاً للاعترافات يتولى عرب تدريب عناصر التنظيم على صنع وزرع العبوات الناسفة وإطلاق النار بأسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة، بالإضافة الى مدافع هاون· وبحسب هؤلاء كانت كل دورة تتضمن 150 عنصراً· وختم الحلبوسي مؤكداً ''العثور على مقابر جماعية لضحايا عدة بينهم عناصر أمنية في منطقة قريبة من المعسكر''· من جهة ثانية كشف ضابط عراقي رفيع المستوى أن السلطات العراقية ستعيد مراجعة ملفات المعتقلين الذين أطلق سراحهم من السجون الأميركية بعد تفجيرات اليومين الأخيرين· وقال اللواء الركن قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد أن ''العمليات الأخيرة جاءت لإثبات الوجود''، مضيفاً ''سوف نتعامل بحزم، ومداهماتنا لأوكار الإرهابيين مستمرة، والآن تتم مراجعة ملفات الأشخاص الذين أطلق سراحهم من المعتقلات الأميركية، ولن نخشى العودة إلى المربع الأول''· وأوضح أن ''جميع الهجمات التي نفذت بسبع سيارات مفخخة خلال اليومين الأخيرين كانت هجمات منسقة وقامت بها جهة واحدة''· وأضاف أن التحقيقات كشفت أن ''كميات المتفجرات التي استخدمت في السيارات المفخخة كانت بنفس الحجم وهي عبارة عن قذائف الهاون والمدفعية، ووسيلة التفجير كانت بواسطة مؤقت محلي الصنع''· وأشار إلى أن ''السيارات السبع كانت مسروقة ووضعت المتفجرات في صناديقها الخلفية''