الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاتحاد الأوروبي يحذر سويسرا من تأزم العلاقات بعد استفتاء حول الهجرة

الاتحاد الأوروبي يحذر سويسرا من تأزم العلاقات بعد استفتاء حول الهجرة
11 فبراير 2014 23:02
بروكسل (د ب أ) - حذر سياسيون بارزون بالاتحاد الأوروبي سويسرا من أن التكتل سوف يحتاج إلى اعادة النظر بشأن علاقاته معها، وذلك على خلفية الاستفتاء الذي أيد فيه السويسريون الحد من الهجرة إلى بلادهم. وصوتت أغلبية ضئيلة من الناخبين في سويسرا الدولة غير العضو بالاتحاد الأوروبي أمس الأول لمصلحة إدخال حصص للأجانب، وهو ما لا يتماشى مع الاتفاقيات السويسرية الأوروبية القائمة بشأن حرية التنقل. وقالت بيا أهرينكيلدي، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن “حرية تنقل الناس مقدسة بالنسبة للاتحاد الأوروبي...لا يمكننا أن نقبل مثل هذه القيود دون أن تترتب عليها تبعات بالنسبة لبقية اتفاقاتنا مع سويسرا”. وفي بروكسل أعلنت المفوضية الأوروبية أن المحادثات المقرر إجراؤها حول انضمام سويسرا إلى سوق الطاقة بالاتحاد الأوروبي قد توقفت الآن. وقالت أهرنكيلدي إنه ليس من المتوقع إجراء مفاوضات في الوقت الحالي “في ضوء الموقف الجديد، حيث إن الطريق إلى الأمام يحتاج إلى تحليل نظرا للإطار الأوسع نطاقا للعلاقات بالثنائية بين الجانبين”. وفي حين دعت إلى إعادة النظر في العلاقات السويسرية الأوروبية، شدد وزير الشؤون الأوربية تييرى روبانتان ووزراء خارجية آخرين على أن الاتحاد الأوروبي لن يتخذ إجراءات متعجلة وانه أمام الحكومة السويسرية الآن ثلاث سنوات لتنفيذ إرادة مواطنيها. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين في بروكسل حيث ناقش القضية مع نظرائه ال 27 في الاتحاد الأوروبي: “علينا تقويم العواقب من دون انفعال”. نظام الحصص قال مصدر في الاتحاد الأوروبي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الشيء الوحيد الذي لا يمكن النظر فيه هو إعادة التفاوض بشأن أحكام حرية الحركة للأخذ في الاعتبار نتائج الاستفتاء في سويسرا. وأضاف “إدخال نظام الحصص في اتفاقيتنا مع سويسرا أمر مستبعد تماما”. وأشار إلى أن وصول سويسرا إلى البرامج البحثية والتعليمية في الاتحاد الأوروبي مهدد، لأن هذا مرتبط برفع برن للقيود المفروضة على هجرة المواطنين من أحدث عضو في الاتحاد الأوروبي كرواتيا - وهي خطوة من المتوقع أن يتم تأجيلها حاليا. وأوضح وزراء خارجية الاتحاد أن الاتفاق السويسري الأوروبي بشأن الهجرة مرتبط عن كثب بالمنافع التي تحصل عليها سويسرا من اتفاقياتها الأخرى بشأن التجارة ومجالات أخرى. وقال وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل:” نظرا لأنه ليس ممكنا الحصول على المنافع فقط، فان سويسرا بالتأكيد تعرض الحزمة الكلية لاتفاقياتها مع الاتحاد الأوروبي للخطر”. وقال نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير: ”أعتقد أن سويسرا أضرت بنفسها”، مضيفا أن العلاقات العادلة مع الاتحاد الأوروبي، تعني أيضا الاستعداد لتحمل الأعباء أو العيوب التي من الممكن أن تنجم عن هذه العلاقة بنفس قدر الاستفادة من مميزاتها الكثيرة. ويقدر الاتحاد الأوروبي أن هناك نحو مليون من مواطني الاتحاد الأوروبي يعيشون ويعملون في سويسرا، في حين يوجد نحو 430 ألف مواطن سويسري يعيشون في التكتل البالغ عدد أعضائه 28 بلدا. ورفض المصدر الأوروبي التكهن بما يمكن أن يحدث إذا اختارت الحكومة السويسرية في نهاية المطاف تنفيذ مسالة الحصص وانتهاك اتفاقاتها مع التكتل، قائلا إن ذلك ببساطة “من شأنه أن يجعل الحياة أكثر تعقيدا” للجميع. ودخل ما يصل إلى 80 ألف مهاجر إلى البلد الغني سنويا على مدار العقد الماضي. ويأتي ثلثا المهاجرين من الاتحاد الأوروبي. السيادة الوطنية من جهة أخرى، رحب النائب الأوروبي نايجل فراج، وهو رئيس حزب الاستقلال البريطاني المناهض للهجرة وللاتحاد الأوروبي، بنتيجة الاستفتاء السويسري. وقال “إنها أنباء رائعة بالنسبة لمحبي السيادة الوطنية والحرية بأنحاء أوروبا.. إن سويسرا الحكيمة والقوية وقفت في وجه التنمر والتهديدات من جانب البيروقراطيين غير المنتخبين في بروكسل”. وقال وزير الشؤون الاقتصادية يوهان شنايدر آمان، إن هدف الحكومة يتمثل في وجوب إيجاد وسيلة لتنفيذ إرادة الشعب وفي نفس الوقت العمل على حماية الاقتصاد وتوفير مناخ استثماري إيجابي. وقال لشبكة الإذاعة والتلفزيون الوطنية: “إنه لمن المصلحة الحيوية للبلاد إزالة هذه الشكوك حتى يكون هناك استثمارات في بلادنا وحتى تبقى الشركات هنا وحتى تعود الشركات”. جدوى الوحدة من جهته، طالب وزير المالية الألماني، فولفجانج شويبله الأوساط السياسية في الاتحاد الأوروبي بأن تنأى بنفسها بوضوح عن الشعبويين والمتشككين في جدوى الوحدة الأوروبية. وقال شويبله في تصريحات لصحيفة “شتوتجارتر تسايتونج” الألمانية الصادرة أمس: “يتعين علينا أن نوضح خلال معركة انتخابات البرلمان الأوروبي كيف يستفيد المواطنون بشدة من حرية الانتقال”. تجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى زيادة في شعبية الأحزاب اليمينية الشعبوية في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة نهاية مايو المقبل. وأعرب شويبله عن أسفه إزاء قرار غالبية السويسريين بالحد من الهجرة إلى بلدهم، مضيفا أنه يتعين على الساسة أخذ موضوع الهجرة على محمل الجد، موضحا أن هذا الموضوع قادر على التأثير في توجهات المواطنين الانتخابية في الاتحاد الأوروبي، وليس فقط في سويسرا. وأكد شويبله أن حرية الانتقال أحد خطوات التقدم المحورية التي أحرزها الاتحاد الأوروبي، وقال: “كما أنها تعتبر أيضا مصدرا للرخاء والنمو الاقتصادي.الانفتاح يفيدنا، ويتعين علينا توضيح ذلك باستمرار”. برنامج الأبحاث من جهته، أعلن الرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر أمس في بيرن أن العلماء وطلبة الجامعة السويسريين يمكن أن يكونوا أول من يعاني من جراء التوتر مع الاتحاد الأوروبي الناجم عن نتيجة الاستفتاء الذي تم تنظيمه في سويسرا، وتقضي بالحد من الهجرة إليها. وكانت سويسرا تجري مفاوضات مع بروكسل حول مشاركتها في برنامج الأبحاث أفق 2020 التابع للاتحاد الأوروبي، وبرنامج التبادل الطلابي إيراسموس، وقال الرئيس السويسري إن كلا المشروعين أصبحا الآن محل تساؤل. وأوضح كارلو سوماروجا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السويسري إنه يمكن أن تثار مشكلات حول هذه المفاوضات بمجرد أن ترفض سويسرا التوقيع على اتفاقية مطروحة لمد حرية التنقل إلى دولة كرواتيا العضو الجديد بالاتحاد الأوروبي. ويقول نص الاستفتاء الذي صاغه حزب الشعب السويسري الذي يقف في أقصى اليمين إن الحكومة لم يعد مسموح لها إبرام معاهدات دولية تتناقض مع حصص الهجرة المعتزم تحديدها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©