الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيمبابوي··· وأفق المصالحة مع الخارج

زيمبابوي··· وأفق المصالحة مع الخارج
9 ابريل 2009 02:57
أعلن وزراء من زيمبابوي مؤخراً في مؤتمر خاص دام ثلاثة أيام وعقد في أحد الفنادق الفخمة بشلالات فيكتوريا أنهم منحوا أنفسهم مهلة 100 يوم لإنهاء العزلة الدولية المفروضة على بلدهم عبر تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وبلدان الكومنولث البيضاء· وفي هذا الإطار قال جوردون مويو، وزير الدولة في مكتب رئيس الوزراء مورجان تسفانجيراي: ''إن إعادة الانخراط مع المجتمع الدولي الأوسع، بما في ذلك الولايات المتحدة والمؤسسات متعددة الأطراف، ستكون إحدى أولويات الحكومة خلال المئة يوم المقبلة''· ويقوم جزء من المبادرة، التي تروم إعادة إحياء الاقتصاد كذلك، على منح حرية أكبر لوسائل الإعلام، وتحسين ظروف السجون، وإمكانية اعتماد دستور جديد· وفي المقابل، تسعى حكومة الوحدة الوطنية المؤلفة من حزب الرئيس روبرت موجابي ''زانو - بي· إف'' وحزب تسفانجيراي''حركة التغيير الديمقراطي'' للحصول على 8,5 مليار دولار من المانحين الدوليين من أجل تنفيذ برنامج الإنعاش العاجل على المدى القصير· غير أن المحللين الذين جرى استجوابهم من أجل هذا التقرير شككوا في قدرة المخطط لوحده على دفع المانحين الغربيين، الذين يريدون أدلة على تغير حقيقي داخل ذلك البلد المدمر، لتقديم مساعدات بشكل فوري له· وفي هذا السياق يقول جون أكوكباري، أستاذ الدراسات السياسية بجامعة كيب تاون: ''إن مورجان تسفانجيراي وروبرت موجابي كلاهما يدرك أنه في حاجة إلى المال الأجنبي من أجل قلب الوضع الاقتصادي في البلاد، وإن الطريقة الوحيدة التي يستطيعان أن يفعلا بها ذلك هي إظهار الوحدة والتعاون''· وحسب أكوكباري، فإن إحدى الحاجات الرئيسية في زيمبابوي اليوم هي تعزيز حكم القانون في بلد تتواصل فيه عمليات غزو مزارع البيض من قبل من يسمون قدماء المحاربين الذين يلقون التشجيع من موجابي شخصياً· ونتيجة لذلك، لم يتبق اليوم سوى نحو 100 مزرعة تجارية مملوكة للبيض في عموم البلاد، مقارنة مع 4500 مزرعة حين بدأ الرئيس عمليات مصادرة الأراضي في عام ·2000 وكان تسفانجيراي قد حذر قبل أسبوعين من أنه سيتخذ ''إجراءات صارمة'' ضد عمليات الغزو في المستقبل، غير أن أصحاب المزارع يقولون إن عمليات الغزو مستمرة ولا يلقى منفذوها أي عقاب· وتعليقاً على هذا الأمر يقول أكوكباري: ''للأسف، أظهر موجابي أنه شخص متقلب، ذلك أنه يطلق التصريحات التي تبدو مثل التنازلات من جهة، ولكنه ينتقد الغرب ويشجع على غزو المزارع من جهة أخرى''، معتبراً أن على موجابي أولا أن يسعى وراء دعم منظمة تنمية بلدان جنوب أفريقيا، وبعد ذلك يحاول التقرب من الغرب، وعن ذلك يقول: ''إذا استطاعوا إقناع بريطانيا، فإنني أعتقد أن الآخرين سيتبعونها· ولكننا لا نتحدث هنا عن أسابيع، بل عن أشهر، قبل اتخاذ مثل هذا القرار''· واليوم، مازالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفرضان على الأفراد والشركات المتورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان في زيمبابوي عقوبات كالحرمان من التأشيرة وتجميد الودائع، إضافة إلى فرض حظر على بيع الأسلحة والمعدات التي يمكن استعمالها من أجل القمع الداخلي· وقبل وقف العقوبات ورفع الحظر على المساعدات، تقول الولايات المتحدة وأوروبا إنهما تريدان أولا التحقق من أن موجابي جاد فعلا بشأن اقتسام السلطة مع تسفانجيراي ضمن حكومة الوحدة الوطنية التي جرى تنصيبها في فبراير· ويشار إلى أن تسفانجيراي غادر المحادثات يوم السبت بعد تلقيه خبر غرق حفيده الصغير، وذلك بعد أقل من شهر على وفاة زوجته سوزان في حادثة سير نجا هو منها بأعجوبة· بيد أن تشيريل هيندريكس، الباحثة بمعهد الدراسات الأمنية في بريتوريا بجنوب أفريقيا، ترى أن المؤشرات بشأن مستقبل زيمبابوي القريب لا تبشر بالخير على ما يبدو، إذ تقول: ''إن الغرب لا يريد تغيير موقفه إلا في حال تمكنت الحكومة الجديدة من توفير الاستقرار· والحال أنه في ظل غياب الموارد، فمن الصعب أن يتمكنوا من ذلك؛ وبالتالي، فإنهم في مشكلة حقيقية''، مضيفة ''إن قرار الحكومة تقويم الاقتصاد بالدولار جاء ببعض الاستقرار على ما يبدو، ولكنهم مازالوا في حاجة إلى العملة الأجنبية من أجل دفع أجور الموظفين الحكوميين''· وعلاوة على ذلك، تضيف هيندريكس، فإن الغرب ينتظر من الحكومة، التي مازال الساسة الكبار في حزب ''زانو بي· إف·'' هم الذين يحددون أجندتها، إعادة تفعيل احترام حقوق الإنسان، وإعادة تنظيم القطاع الأمني، ومواجهة الفساد، والتعاطي مع العنف المستمر· وتقدر هيندريكس أن أمام حكومة الوحدة الوطنية سنة للتعاطي مع هذه المشاكل قبل اندلاع صراع أهلي آخر أو أعمال شغب ممكنة· وخلال المؤتمر المذكور، اعتبر وزير العدل باتريك تشيناماسا، وهو عضو في حزب موجابي، أنه يمكن تليين القوانين المتعلقة بوسائل الإعلام إذ قال: ''كان هناك اتفاق لمراجعة السياسة الإعلامية من أجل خلق جو من التعددية حيث يمكن سماع الأصوات المختلفة؛ فنحن نريد رؤية وسائل إعلام متنوعة ومختلفة''· ويذكر أن موجابي أدخل في 2002 قوانين صارمة على الإعلام ضايقت المراسلين الأجانب والصحف المملوكة للقطاع الخاص، وبخاصة صحيفة ''ديلي نيوز''· ويقول أكوكباري من جامعة كيب تاون: ''إنه ليس أمراً مفاجئاً أن تكون البلدان متشككة··· وأنا شخصياً حذر في إطلاق تنبؤات، ولكنني أستطيع أن أقول إنني متفائل إلى حد ما بخصوص المستقبل''· إيان إيفانز - جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©