الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاورات متعثرة لقمة الإنقاذ العراقية

مشاورات متعثرة لقمة الإنقاذ العراقية
14 أغسطس 2007 04:17
شهدت بغداد امس مشاورات ثنائية بين عدد من زعماء الكتل السياسية العراقية تمهيدا لعقد قمة الانقاذ التي دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي والمرجحة اليوم الثلاثاء أو غدا الاربعاء· وقال مصدر مقرب من القيادة الكردية لـ''الاتحاد'' إن الزعيمين الكرديين الرئيس جلال طالباني ورئيس كردستان مسعود بارزاني يعملان بالتعاون مع القيادي البارز في ''الائتلاف الموحد'' نائب الرئيس عادل عبد المهدي على بلورة صيغة مقبولة لانهاء الازمة السياسية الحالية بعد انسحاب وزراء جبهة ''التوافق'' من الحكومة ومقاطعة جلساتها من جانب ''القائمة العراقية'' بزعامة اياد علاوي· في وقت جدد ابرز قياديي ''التوافق'' عدنان الدليمي اتهامه إيران برعاية فرق إعدام شيعية لإبادة السنة، وحذر في خطاب مفتوح الى الدول العربية من أن الصراع العرقي في العراق سيمتد إلى أنحاء العالم العربي· وعلى الرغم من ان جبهة ''التوافق'' تمسكت بموقفها بعدم العودة الى الحكومة الحالية إلا انها في الوقت نفسه ردت بالايجاب على دعوة المالكي الى القمة· وقال المصدر الكردي إن مباحثات طالباني وبارزاني والمهدي تشكل المسعى الاخير لتقريب وجهات النظر بين المالكي وقادة ''التوافق'' لا سيما نائب الرئيس طارق الهاشمي والدليمي، وايضا محاولة تقريب وجهات النظر بين المالكي وعلاوي، على الرغم من ان ايا من الهاشمي أو علاوي لم يشاركا الى الآن في اي مشاورات ثنائية وهو ما يعني ان وجهات النظر لاتزال متباعدة بين الاطراف· وقالت مصادر اخرى لـ''الاتحاد'' إن مسارعة بعض اعضاء ''مجلس انقاذ الانبار'' في طرح انفسهم بدلاء لوزراء ''التوافق'' جاءت بنتائج عكسية لما كان يأمله المالكي، حيث ان قيادات بارزة في ''الائتلاف الموحد'' رفضت التعامل مع ''مجلس انقاذ الانبار'' لا سيما وان حميد الهايس احد زعماء المجلس قدم قائمة للوزراء البدلاء تضم عددا من قادة الجيش العراقي السابق الى جانب المطالبة بوزارات أمنية· وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ إن القمة التي ستجمع طالباني والمالكي وبارزاني والمهدي والهاشمي ستبحث ثلاثة ملفات رئيسية هي تشكيل جبهة المعتدلين وانجاز اصلاح سياسي شامل وإعادة تشكيل الحكومة بطريقة افضل من التشكيلة التي بدأت بها اضافة الى بحث النقاط الخلافية بين الكتل السياسية، واوضح أن جهودا تبذل لاشراك علاوي ايضا في القمة لدوره المهم في العملية السياسية· الى ذلك، جدد الدليمي اتهامه ايران برعاية فرق إعدام شيعية لإبادة السنة، وحذر في خطاب مفتوح من أن الصراع العرقي في العراق سيمتد إلى أنحاء العالم العربي، وقال ''السنة يتعرضون لحملة إبادة منقطعة النظير تقوم بها الميليشيات وفرق الموت بتوجيه وتخطيط ودعم واسناد وسلاح ايراني··هم لا يستثنون احدا فالشيخ الكبير والطفل الصغير والطالب والفلاح والطبيب كلهم مشروع للقتل فلا حرمة لمسجد ولا جامع ولا ضريح ما دام يذكر فيها اسم الله ورسوله ومحبة آل البيت والصحابة··ما عادت المقابر تكفي دفن شهدائنا الذين لايمر يوم الا ويسقط منهم العشرات، وما عادت معتقلات الحكومة والاحتلال تتسع لشبابنا الذي بلغ عددهم اكثر من ثمانين ألف معتقل تهمته الوحيدة بانه عربي سني··انهم يلاقون ابشع صور التعذيب والظلم والتعسف والاضطهاد وخاصة في سجون حكومة المالكي وابشع تلك السجون سجن الكاظمية المسمى سجن العدالة''· وأضاف محذرا الدول العربية '' أنتم أيها العرب نائمون غافلون لم تحركوا ساكنا ولم تكلفوا انفسكم حتى باستنكار ما يجري لاخوانكم على أيدي المليشيات وفرق الموت الايرانية··إن حسبتم ان ما يجري لنا سيقف عند بغداد فحسب فانتم مخطئون··وان حسبتم انها في العراق فحسب فانتم واهمون··فهي والله حرب بدأت ببغداد ولن يقفوا عندها بل ستمتد الى كل بقعة فيها لسان عربي··عليكم ان تتحركوا بقوة وان تستخدموا كل النفوذ والامكانيات والعلاقات لدى المجتمع الدولي للدفاع عن هوية العراق وللحفاظ على بغداد قلعة للعرب وان تواجهوا ايران بقوة··فأنتم هدفها المؤجل وهي تسعى لاحتلال عراقكم وخليجكم وكل بلادكم''· من جهة ثانية، دعا رئيس هيئة ''علماء المسلمين'' حارث الضاري امس الولايات المتحدة الى قطع العلاقات مع المالكي قائلا ''إن حكومته الدمية فشلت وان العملية السياسية المدعومة من اميركا انتهت''، واضاف لـ''رويترز'' ''اعتقد ان الاميركيين اذا بقوا على هذه السياسة يستخدمون نفس الرجالات الذين استخدموهم في السابق ويجربون المجرب الفاشل فان سياستهم في العراق فاشلة بالنتيجة وسيخرجون من العراق فاشلين''· ودعا الضاري الادارة الاميركية الى تصحيح وضعها في العراق ولا تستمر معتمدة على الدمى التي استخدمتها في الفترة السابقة وادت الى فشلها، وقال ''إن واشنطن تسببت في معاناة لا حد لها للشعب العراقي اثناء احتلالها المستمر منذ اربع سنوات ويتعين عليها الان ان ترعى حكومة غير حزبية كما انها بحاجة الى إعادة بناء الجيش على اسس غير طائفية''، واضاف ''اذا انهوا العملية السياسية وفكروا بنوع آخر من الحكم يعتمد على الحكمة والحزم الى جانب القوة لضبط الامن وتصحيح الاوضاع فسيستطيعوا ان يخرجوا من العراق خروجا امنا يضمن لهم ماء الوجه''، وقال ''على الشعب الاميركي ان يعلم ان الخاسر من الحرب هما الشعب العراقي والاميركي''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©