الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عين منكبة وعين ملتبة تهتم بالقصة على حساب مكونات العرض

عين منكبة وعين ملتبة تهتم بالقصة على حساب مكونات العرض
19 مارس 2008 22:36
في العرض الثاني لعروض مهرجان أيام الشارقة المسرحية (داخل المسابقة) قدمت فرقة مسرح جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح بمعهد الشارقة المسرحي مساء أمس الأول عرضها المسرحي بعنوان '' عين منكبة وعين ملتبة'' من تأليف وإخراج الفنان عبدالله زيد، وتمثيل عدد من الوجوه المعروفة في المسرح المحلي أمثال الفنانة فضة في دور ( ريحانة) والفنانة فاطمة حسن في دور( سليمة)، ومخرج العمل عبدالله زيد في دور ( أبو دنوس)، والفنان علي الشالوبي في دور ( كريموه)، وعلي القحطاني في دور (إبودرويش) ، بالإضافة إلى مجموعة من الوجوه والمواهب الجديدة التي تحاول أن تثبت حضورها المسرحي في المواسم المسرحية السابقة والقادمة أمثال الفنان محمد يعروف في دور ( مصبح)، وإبراهيم القحومي وغيرهما من الفنانين الشبان المتحمسين للانخراط في العوالم الثرية للمسرح· يشير المخرج والمؤلف في مدونة العرض إلى أن مسرحية ( عين منكبة وعين ملتبة) تركز على نماذج من البشر الأصحاء والمتفتحين ولكن بقلوب عمياء، فلا يعرفون للنور طريقا، وهناك المرضى والعميان والمعوقون ولكنهم لا يشعرون باللون الأسود المحيط بهم، فقلوبهم صافية كالسماء، لأنهم في الأصل يتكئون على روح حية لا تتوقف عند حدود العمى والإعاقة· ومن هذا المدخل ينسج عبدالله زيد خيوط العرض في مساحة حكائية ترتبط بثيمات الجشع والطمع والنكران، وفي إطار شعبي تدور أحداثه وسط منزل قديم في إحدى المناطق النائية، وتتشكل داخل هذا المنزل الكثير من الصراعات النفسية والأمراض الاجتماعية التي أخذت تتفشى في مجتمعات شعبية بسيطة لم تعتد على هذه الأمراض الدخيلة والغريبة عن الطبيعة الفطرية لأهل المكان· تميز معظم المشاركين في العمل بالحضور المسرحي الملائم لقدراتهم الأدائية ومساحات الدور المخصصة لهم، وكان عبدالله زيد هو الأكثر توهجاً في الأداء والأكثر جذباً لانتباه المشاهد من خلال المرونة الأدائية والتنويع الخارجي ،والتقمص الداخلي الموفق لشخصية الخال العطوف والعاشق لزوجته وأبنائه ،والمصدوم بتصرفات شقيقه المليئة بحس الأنانية والجحود· وعاب على شخصية الخال الثاني ( أبو درويش) التشنج والانفعال الزائد وأصبحت هذه الصفة ملازمة لأدائه معظم فترات العرض، أما الفنانة فضة فقد قدمت ما يناسب الترجمة الأدائية واللفظية لدور الزوجة الهندية (ريحانة)، وينطبق نفس الوصف على الفنانة فاطمة حسن في دور زوجة ( أبودرويش) التي عبرت بقوة عن نفسية الزوجة القاسية والجشعة، وإن كان ذلك من خلال الأداء الخارجي وحده دون الاهتمام بالحس الداخلي الذي يمكن أن ينير هذه المناطق المعقدة من التصرفات الإنسانية المتطرفة، وحاول الفنان محمد يعروف في دور الشاب المعاق أن يقدم أقصى ما لديه فاستطاع أحيانا أن يقفز فوق الأداء الكلاسيكي لمثل هذه الأدوار ولكنه ظل أسيرا معظم فترات العرض للهاجس القصدي في التمثيل، دون إعطاء مساحة للأداء العفوي والسلس المعبر عن هكذا حالات خاصة· وبخصوص الثيمات الاخراجية للعرض تبرز ملاحظة مهمة حول اللهجة الصعبة لبعض شخصيات العمل وخصوصا مع الفنان علي القحطاني الذي لم يستطع الكثير من الحضور التواصل مع حواراته، وكان يفضل التخفيف من هذه اللهجة المرتبطة بمناطق الإمارات النائية من خلال الاستعانة بلغة وسيطة تجمع بين المتداول والخاص معا، حتى لا تضيع الحوارات المهمة وتذهب سدى في فضاء القاعة· عاب على العرض أيضا ازدحامه بشخصيات ثانوية وامتلاء الخشبة أحيانا بمفردات جسدية كثيرة دون مشاركة حقيقية وفاعلة في المشهد، كما أن الفواصل الكوميدية الدخيلة التي رافقت العرض أثرت على الجو الميلودرامي والتأملي المشبع بالحزن والصدمة والإنكسار، وهي عناصر ركزت عليها القصة ولكنها تاهت في كثير من الإحيان وسط ضجيج القفشات والحوارات والمواقف الهزلية المقحمة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©