ارحمونا

الغلاء الفاحش·· ذلك الغول الذي يذهب ضحيته فقط ذوو الدخل المحدود·· يسعون دائماً إلى الحصول على مصادر دخل تساعدهم، فيجدون أمامهم العراقيل الكبيرة من الروتين والقوانين، متحالفة مع الإيجار المرتفع وإجراءات البلدية أو وزارة العمل، وما إن ينتهي الشخص من كل هذا إلا وتترتب عليه مبالغ طائلة جراء اختراع أي بند لتحصيل أي مبالغ إضافية، فكيف يتحقق الاستقرار وكيف ننجح في أي استثمار إن لم يراع كل طرف·· الطرف الآخر؟ يأتي شاب لينشئ أي مشروع فيمل بسرعة من كثرة ما يواجه من صعوبات لا حصر لها، ولا يعلم بمللها إلا من سبق وجربها، وما سمعناه أخيراً من قبل لجنة الإيجارات بخصوص تقليص عدد الدفعات المترتبة على المستأجر إلى دفعتين أو حتى دفعة واحدة قد قصم ظهر البعير، ورغم ذلك لا نجد من الوزارات إلا النفي والكلام المعسول· يا ناس·· رجاء الرحمة·· ارحمونا، فنحن آباء ونعول أطفالاً، فما الحل بالله عليكم؟ إن رواتبنا محدودة وبسيطة وما يطلب منا كثير ومبالغ فيه·· كل يوم نرى الغلاء في سلعة معينة·· ولا نرى أي تحرك من المسؤولين، وكل ما عليهم فقط هو إطلاق التحذيرات، كوزارة الاقتصاد، دون أن تتخذ الإجراء الفعلي الذي يحد من هذه المهزلة·· كل يوم نرى من خلال صفحتكم الشكاوى تتبعها الشكاوى·· ولكن لا نرى أي تحرك من أي أحد من المسؤولين؟ وعندنا ملاحظة أيضاً لوزارة العمل·· لماذا كل هذه المبالغ التي تدفع لجلب الأيدي العاملة؟ رغم أن كل ما نراه من قوانين هي لمصلحة العمال فقط، وكأننا لا تأخذنا الشفقة أو الرحمة بهم، وكأن جميعهم على شاكلة واحدة؟ أين يا ترى حق الكفيل؟ وكيف إذا هرب عامل وعمم عليه الكفيل وبعد مدة قبض على هذا العامل الهارب؟، أو ذهب لإصلاح وضعه، حتى لو بعد عام أو عامين؟ فيطالَب الكفيل بدفع مبالغ كبيرة، وهي كما يقولون حق هذا العامل الهارب؟ لماذا إذاً يعمم على هذا العامل؟ وما الفائدة إذا كان فقط سيحضر كفيله ليدفع ''حقوقه'' ؟ سلطان عبد الله سلطان