لم يكن ظهور اللاعب نايف هزازي لاعب نادي اتحاد جدة والمنتخب السعودي لكرة القدم عادياً، فقد خرج إلى الأضواء بعد سيناريوهات متعددة الإثارة، والمواقف المعقدة التي كانت كفيلة بإنهاء مسيرته الكروية، فمنذ أول مشاركة له مع الأخضر أمام كوريا الجنوبية في تصفيات المونديال تعرض لعرقلة من الحارس الكوري داخل المنطقة وبدلاً من أن تُحتسب ضربة جزاء للمنتخب السعودي كانت المفاجأة بحصول هزازي على البطاقة الصفراء الثانية بداعي التمثيل حسب رؤية الحكم ليخرج هزازي مطروداً، ويخسر المنتخب السعودي في الرياض، وتتفجر الأزمة الشهيرة بين الاتحادين السعودي والآسيوي والتي تشعبت وتحولت إلى صراع ألقى بظلاله على انتخابات عضو آسيا في اللجنة التنفيذية للفيفا.
هزازي شارك في ربع الساعة الأخير في نهائي «خليجي19» بمسقط أمام المنتخب العماني وتعرض لعرقلة واضحة وأيضاً لم يحتسب الحكم ركلة جزاء، إلا أن الحظ ابتسم لهزازي أخيراً حين استفاد من غياب ياسر القحطاني، وشارك مع الأخضر في مباراة إيران بطهران ليسجل هدف التعادل ويساهم في الفوز التاريخي للأخضر الذي أعاده للمنافسة، ولم يقف الحظ عند هذا الحد بل ظل مبتسماً له في المباراة الثانية أمام منتخب الإمارات في الرياض حين تسبب في الهدف الأول للأخضر من ضربة الجزاء ثم سجل الهدف القاتل الذي منح الفوز الأغلى للأخضر في التصفيات.
هذه المواقف لم تحبط من عزيمة هزازي الذي بدأ حديثه لـ»الاتحاد» قائلاً: « الصبر قادني إلى تجاوز كل هذه المواقف الصعبة فقد حرصت على عدم تسرب اليأس إلى نفسي، وعقدت العزم في كل مرة أن أقدم ما يجعلني أتجاوز هذه المواقف، وبالأخص الطرد أمام كوريا الجنوبية، خاصة أن المباراة انتهت لمصلحة الفريق الكوري، وأحسست يومها بالحزن لخسارة الأخضر والظلم للطرد غير المستحق، وحتى بعد خسارتنا لـ»خليجي 19» وضربة الجزاء التي كنت أستحقها لم تقلل من عزيمتي حتى جاءت الفرحة أمام إيران والإمارات».
وكشف هزازي أن 5 أيام في مسيرته الكروية صنعت نجوميته قائلاً:» الفترة من 28 مارس إلى الأول من إبريل، خلال مباراتي الأخضر مع إيران والإمارت واللتين اعتبرهما أفضل مباراتين خضتهما منذ أن لعبت الكرة.
وأكد نايف هزازي أن حظوظ المنتخب السعودي في التأهل إلى المونديال كبيرة جداً خاصة بعد الفوزين الأخيرين أمام إيران والإمارات.
وقال:» نملك حتى الآن عشر نقاط في رصيد المجموعة، وبكل تأكيد الفوز على إيران ومن ثم الإمارات أعاد الأخضر بقوة للمنافسة على بطاقتي التأهل، وبكل تأكيد نحن مطالبين بتقديم قصارى الجهد في المباراتين المقبلتين من أجل التأهل».
وأضاف: « هدفنا رد الدين على الكوريتين بعد الخسارتين اللتين تلقيناها من كوريا الجنوبية على ملعبنا وكوريا الشمالية بملعبها، وقادرون على تحقيق ذلك بعد الروح العالية التي سادت أرجاء المنتخب في الفترة الأخيرة».
بيسيرو ونور
واعترف هزازي على أن مباراة الإمارات الأخيرة كانت أصعب من مباراة إيران، لأن أمام الإمارات كان الأخضر يلعب بين أرضه وجمهوره وكانت الضغوطات كبيرة على اللاعبين، ناهيك أيضاً عن الإرهاق الذي تعرض له معظم اللاعبين بسبب ضيق الوقت بين مباراة إيران والإمارات، مشيراً إلى أن هدف الحسم الذي سجله أمام منتخب الإمارات هو الأغلى له في مشواره حتى الآن.
وتحدث هزازي عن الإضافة القوية التي قدمها المدرب البرتغالي بيسرو للأخضر رغم قصر فترة عمله فقد كان الأسلوب الصارم أثره في إحداث الفارق داخل المعسكر، وهنا لا أقلل أبداً من العمل الذي قام به المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي كان المجني عليه في التصفيات حيث لم تخدمه الظروف.
وأشار إلى أن عودة محمد نور لقيادة المنتخب جاءت في الوقت المناسب لما يملكه نور من خبرة كبيرة وقدرة على القيادة إلى جانب أنه لاعب مؤثر ويحدث الفارق في أي لحظة من المباراة.
وعن مدى تخوفه من عودة النجوم الكبار إلى هجوم الأخضر، قال:» أتشرف بأن أكون احتياطياً لهؤلاء النجوم الذين سبقوني في الدفاع عن ألوان الاخضر وقدموا الكثير ولسنوات طويلة، ولا شك في أن عودتهم تتيح لي فرصة الاستفادة من خبراتهم والتعلم منهم، وثقتي في نفسي لن تهتز إذا ما عادوا فلايزال المستقبل أمامي».
وأكد هزازي بتواضع أنه حالياً يحتل المرتبة الأخير بين مهاجمي المنتخب السعودي، ولكنه في نفس الوقت لديه الثقة بأنه سيصبح المهاجم الأول في المستقبل القريب.
وعن إمكانية اللعب في الدوري الإماراتي، أوضح أنه عاشق للإمارات ويتابع دوري المحترفين باستمرار وأنه يتشرف للعب في الدوري الإماراتي، مؤكداً أن مشجع عيناوي وفي نفس الوقت يستمتع بمشاهدة فريق الوحدة، وقد تابع المباراة الأخيرة التي جمعت الفرقين في نهائي كأس الرابطة، مشيراً إلى أن الحضور الجماهيري الكبير في هذه المباراة منحها الأجواء الصاخبة والرائعة لمباريات الكلاسيكو.
وكشف هزازي أنه لاعب هاوي ضمن صفوف الاتحاد براتب قدره 7 آلاف ريال في الشهر، والسبب في ذلك يعود لارتباطه بوظفية يحصل من خلالها على راتب بقيمة 3 آلاف ريال، وقال:» هذه المسألة جعلتني أشعر بالظلم كثيراً ولولا تدخل الأمير سلطان بن فهد رئيس اتحاد الكرة السعودي لما استطعت الاستقالة من عملي والتي تفتح لي الباب للاحتراف، حيث أنني انتظر أن أتسلم ورقة إنهاء خدماتي مع جهة عملي ومن ثم ستكون لي وقفة مع المسؤولين في نادي الاتحاد من أجل تحديد وضعي كلاعب محترف في النادي وشروطي التي سأطالب بها قبل توقيع العقد».
وحول رؤيته لمستقبله مع الاحتراف أكد هزازي أن الأولية ستكون لنادي الاتحاد، ولكن هذا لا يمنع من أن أوقع عقد احتراف مع من يدفع أكثر، لأنه في لغة الاحتراف لا مجال للعواطف والأمور تقاس بميزان العطاء داخل المستطيل الأخضر.
ويتذكر هزازي أن أول مكافأة حصل عليها من نادي الاتحاد مع فريق الناشئين كانت 200 ريال وكان وقتها يشعر بفرحة كبيرة من هذه المكافأة
عدد اليوم
