الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية مفتاح

15 أغسطس 2007 00:43
من رحم المعاناة يخرج الإبداع، وليس من برج الرفاهية والدلال، هذا ما أثبته التاريخ على الدوام، وما أكدته الفنانة الفلسطينية المبدعة أمية جحا حديثا، التي رسمت بقلمها الصامد وألوان لم تطفئ بريقها رصاصات الإسرائيلي وغازاته المسيلة للدموع، فجسدت الجرح، والألم، والأمل الفلسطيني، واختزلته في فيلم كرتوني للأطفال مدته 35 دقيقة، تحكي من خلاله لأطفال فلسطين والعرب بل والعالم أجمع عن القضية الفلسطينية وحقيقة ما جرى للفلسطينيين عام 1948 من قتل وسلب وتهجير، وكذلك حقيقة دفاع الفلسطينيين عن أرضهم وعرضهم رغم قلة الإمكانات وضعف السلاح والعتاد، لتنفي من خلال أحداث حقيقة دارت على أرض قريتها ''المحرقة'' المهجرة كذب وبطلان ما يقال عن هروب الفلسطينيين من أرضهم· رسامة الكاريكاتور الشهيرة أمية جحا، لم تستوح أحداث فيلمها الكارتوني من شخصيات خيالية كما في ''سبايدرمان'' و''هاري بوتر'' و''أبطال الديجيتال''، وإنما استوحت قصة وسيناريو الفيلم من خلال الواقع الفلسطيني الذي تعيشه ويعيشه الأطفال في الضفة الغربية وغزة، وروايات جدتها عما دار في قريتها عام 1948 وبسالة دفاع الرجال عن قريتهم آنذاك، لتستخدم ''المفتاح'' كبطل حقيقي في الفيلم وتدلل من خلال هذا الرمز على الأمل الفلسطيني بالعودة، ورغم قلة الإمكانات المادية والفنية في فلسطين والحصار الذي يعاني منه الفلسطينيون جميعا، نجحت أمية في إخراج هذا الفيلم إلى النور، ليصبح عما قريب جاهزا للعرض على شاشات الفضائيات، فتحية لأمية وكل من ساهم معها في إنجاح هذا العمل الذي يسهم في تثقيف كثير من أطفال العرب والعالم الذين لا يعلمون شيئا عن القضية الفلسطينية، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن هو كم قناة فضائية، وخاصة القنوات المتخصصة للأطفال، ستقوم بشراء هذا الفيلم الكرتوني وتعرضه في برامجها، لاسيما أن هذا الفيلم ''حكاية مفتاح'' لا يحكي الحكاية الفلسطينية وحدها، وإنما يروي الرواية العربية التي تتكرر كل حين؟ F_tahajo@ hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©