الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمكنة توثق الفكر الحي للغة

أمكنة توثق الفكر الحي للغة
15 أغسطس 2007 00:46
صدر العدد الثامن من مجلة ''أمكنة''، والمسماة بالكتاب نظراً لكونها تتخطى الفكرة السائدة عن المجلات الثقافية المتعارف عليها، من فهرسة واهتمام أدبي منظم، حيث تم ترسيخ المجلة الثقافية ضمن تقسيمات نوعية للأدب المرسخ كقصة وشعر ورواية ونقد، بينما كتاب ''أمكنة'' سعى أول ما سعى لوضع البحث كمبدأ للكتابة، وفتح المكتوب على استدراك الواقع بظاهره، وليس بعمقه النظري والتجريدي، وهذا هو الذي جعل ''أمكنة'' تتبنى فكرة أو محوراً واحداً يدور حوله كل عدد، لتكوين روايات متعددة التعبير والفحص، وأيضاً لتحويل التفكير في الشكل الأدبي إلى مناطق أكثر قدرة على التحرر الذاتي والمجتمعي· وقد تتالت ثيمات الأعداد حول: البطل، الإسكندرية، زوايا المدينة، الصحراء، الحدود، المسارات والتي هي الممرات والطرق الموصولة بين الشعوب والأفكار، الفلاح، وأخيراً الخيال· ولا ترتبط هذه الثيمات بحبسٍ أو تبعية للمسمى المطروح مباشرة، بل تخرج بطرحها إلى كل تأويل يتبعها داخل الذات وخارجها، محسوساً ومعنوياً· وقد بدأ التفكير في المجلة كهاجس عام ،1996 حيث استدعى انشاءها بهذا التوجه باعث ثقافي وآخر نفسي، تمثَّل الثقافي في التفريغ الذي تم للواقع الثقافي المصري، وذلك بالتحولات التي حدثت له منذ السبعينات تحديداً، وانتهاء الفكرة الأدبية الثقافية المرتبطة بالمجتمع ضمن سياق مشاركة في البناء· لقد سعى القائمون على المجلة إلى التفكير في إعادة العلاقه مع الواقع بشكل إشاري على الأقل، خصوصاً تجاه الأنواع الأدبية الراسخة بذهنيتها التأليفية المتكررة، ومن هنا انتحت ''أمكنة'' منحى أنثروبولوجياُ مبسطاً، وأخذت من التفكير والتحليل الدلالي رمزيتها الرؤيوية· صدر العدد الأول عام ،1999 وخلال ثماني سنوات أصدرت ثمانية أعداد فقط، فهي غير دورية، وتأخذ وقتها في التحضير كما يقوم شاعر أو روائي بتجهيز كتاب لإصداره· ويقول ''علاء خالد'' الشاعر وأحد مسؤولي المجلة،: إن الصدمة التي حدثت من الواقع بمؤسساته، بما فيها الثقافية وغيرها، جعلت للواقع هذا طريقة تفكير، ولمؤسساته طريقة تفكير أخرى، وأن تلك الصدمة بالتأكيد كانت كامنة وبتراكم من قبل، حتى ظهرت واضحة في التسعينات، وظهر معها منظومة جديدة، تعرضت لها الثقافة نتيجة بؤس الواقع السياسي والاقتصادي· في العدد الأخير عن ''الخيال''، كما العادة مشاركون من كل مكان في العالم العربي، وأسماء معروفة وأسماء جديدة، وأسماء قد لا يكون لها علاقة احترافية بالكتابة، بسبب طبيعة المجلة التي تسمح بوضع وعي الكتابة ضمن موضوع الحياة أكثر، فالكتابة هنا ليست موضعاً للتأليف بقدر ما هي مجاهرة بالفاعل مع الحياة، ويقع العدد في 420 صفحة، مع استخدام لافت للصورة الفوتوغرافية، واعتماد دائم للغة بقانون متحدثيها، فليس لطرح الفصحى أو العامية أي مبدأ صراعي، بل سعي وراء توثيق الفكر الحي للغة أياً كانت أنساقها، حفاظاً على الروح الكامنة والفاعلة لمسيرة الواقع، وأخيراً لعدم انحراف الذات الجماعية وانحلالها في أي فكرة مقدسة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©