دوار الكتاب في الشارقة: مصحف تحمله يدان

لقبت بعاصمة الثقافة، ولم لا؟ فهي بلد الثقافة التي كتبت اسمها بحروف من نور، لترسم الصورة الحقيقة للمدينة الحديثة بعراقتها وتقاليدها، فالمتاحف التي تضمها تحوي شواهد تدل على حقبة زمنية أثّرت الشارقة العصرية، وجعلت منها منارة لكل راغب في الاستزادة والثقافة من ذلك الزخم الثقافي، أما ميادينها فهي دليل إلى العمل والتعلم والثقافة، نجد بعضها يبرز تفاصيل الفن المعماري وإبداعات الحاضر، بينما تحول البعض الآخر إلى منارة للثقافة وللقراءة. وأبرز الميادين التي تدعو إلى القراءة هو دوار»الكتاب»، أو ميدان الثقافة، كما يسميه البعض، حيث أقامت بلدية الشارقة نصب القرآن الكريم الذي يقع في وسط ميدان المركز الثقافي بالشارقة على مساحة قدرها 20 ألفاً و684 متراً مربعاً. وقد تم تشييد النصب بالخرسانة المسلحة، وبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، ويضم النصب القرآن الكريم مفتوحاً، حيث تم تزيينه بشكل جميل بالفسيفساء الزجاجية والكساء الأخضر، ويبلغ قياس الصفحتين (4.20 × 2.40 متر)، وقـد نقشت على صفحتيه المفتوحتين آيات من الذكر الحكيم. يقع النصب القرآني في قطعة منقسمة مثمنة، تحيط بها المسطحات الخضراء والزهور التجميلية، وحول النصف تقع أحواض في شكل مثمن في ثلاثة مناسيب. وقد تمت تكسية الجدران ببلاط سيراميك، وتشتمل الآيات المنقوشة صفحتين كاملتين من القرآن الكريم، علماً بأنه مواجه لمكتب صاحب السمو حاكم الإمارة، وكل من يقترب من ميدان الكتاب أكثر سوف يشاهد النصب في صورة مصحف حقيقي تحمله يدان. كما أن الواجهة الوسطية للنصب تعطي صورة رائعة للتصميم الإسلامي، إلى جانب الأقواس المكونة من الرخام باللونين الأخضر والأحمر الوردي، بالإضافة إلى ذلك فقد تم تركيب الإنارة للنصب، حيث تم تثبيت ثمانية كشافات تحت النصب، وكشافين خلف المصحف، وآخرين في المقدمة، وآخر على الجوانب بمجموع اثني عشر كشافاً. وتتويجاً للسياسة الرشيدة والجهود المباركة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أضحت الإمارة «عاصمة ثقافية»، ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما على المستويين الخليجي والعربي كذلك، مما أهلها لأن ترشح من قبل المؤتمر العام للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» لنيل لقب عاصمة العرب الثقافية لعام 1998، تقديراً للتوجه الثقافي الذي أولاه صاحب السمو حاكم الشارقة جل اهتمامه ورعايته.