الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات والشفافية القضائية

الإمارات والشفافية القضائية
5 فبراير 2013 19:04
الإمارات والشفافية القضائية يقول محمد خلفان الصوافي: كان قرار النائب العام الإماراتي الأسبوع الماضي، في شأن إحالة 94 متهماً إماراتياً إلى المحكمة الاتحادية العليا في قضية ما يُعرف بالتنظيم السري الذي استهدف نظام الحكم بالدولة، كاشفاً، دلالات عدة، إذ وضع حدّاً للذين استهوتهم مسألة توجيه النقد لدولة الإمارات، خاصة من المتعاطفين مع المتهمين، مستخدمين كل وسائل الإعلام الممكنة ووسائل التواصل الاجتماعي. ما فعله هؤلاء المتهمون حسب ما جاء في تفاصيل تصريح النائب العام في دولة الإمارات، يمثل كارثة من أكثر من منطلق، لأنه لم يكن هناك إماراتي يمكنه أن يصدّق أن هناك مواطنين ينتمون لهذا البلد يريدون قلب نظام الحكم فيه مستعينين بالخارج، أو حتى العمل على زعزعة العلاقة بين الشعب والقيادة، وكأنهم لا يدركون مدى قوتها. رسالة جندي: اخلصوا للوطن استنتج سعيد حمدان أن صورة (الجندي) في مختلف الثقافات ارتبطت بالانضباط والشدة والنبل، ودائماً ما نتخيل معها مجد النجوم ومغزى الأوسمة وقيمتها المعنوية، هي كذلك مرادفة للوطن والتضحية، إنها أيضاً في معاني الولاء للقيادة. لهذا كان مثوى (الجندي المجهول) قبراً يزار، تحرص كثير من الدول أن يكون مقرراً على جدول زيارات رؤساء الدول وكبار ضيوف الشرف، ودائماً ما تكون أكاليل الورد ورسائل الحب حاضرة عند هذا النصب الخالد، تُشعِر الشعب بالحزن وكذلك تغذيه بالكبرياء، يذكّرها هذا المعلم أنها أمة لها تاريخ وعندها أبطال، تتذكر قسوة الحرب وعندها يُذكر الجندي، ويُذكر السلام ونتذكر حكايات التضحية والفداء. يعزف السلام ويرتفع العلم ونناظر وقفة الجندي ويده المضمومة على صدره أو كفه التي تلوح بالسلام أمام جبين يتطلع إلى الأمام تبرز فيه عين لا ترف، ترقب السارية ونغم يخرج من الأعماق يردد نشيد الوطن. لهذا كانت الجندية ولا تزال حلماً وأمنية، تراود الكثيرين، ليس لأنها مجرد وظيفة ومزايا، لكن للمعاني والقيم التي تزرعها في شخصية الإنسان. كان ذلك الذي رحل قبل أيام، أحد الذين عشقوا هذا العالم واختار أن يسير فيه حتى أتعبه المسير، حلم منذ صغره أن يكون جندياً، لهذا عندما أنهى المرحلة الثانوية، وكان ذلك قبل ربع قرن تقريباً اختار أن يكون جندياً، فعل واستمر في طريقه، لاقته صعاب واختلطت عليه دروب، صبر، توجع، تغرب، وفاتت عليه محطات، لكنه ظل يحلم واستمر وفياً لحبه:أن يكون جندياً في خدمة بلاده. تغول السلطة: الحالة السورية يرى خالص جلبي أن منظر المصفقين للأسد بتاريخ 6 يناير 2013 من المحتشدين في «الأوبرا» وهو يلقي خطابه بعد ثورة عشرين شهراً ومصرع ستين ألفاً وهرب ستة ملايين، يحكي ذلك التصفيق آلية الجماهير العمياء بيد نخبة سيئة تسوقها إلى حتفها بظلفها. يقول برتراند راسل: «ربما تكتفي الحيوانات بالوجود والتوالد في حين يتشوق الناس إلى التوسع والتمدد، ولا حدود لهذه الرغبات في هذا الصدد، إلا ضمن إطار ما يحدده لها الخيال من حدود ممكنة». وقليلون هم أولئك الذين يصمدون أمام هذا الإغراء. ولو عرض على أي زعيم غربي حكم أي جمهورية من جمهوريات العالم الثالث، لانفرجت أساريره وزعم أن جذوره البعيدة من ذلك البلد، لأنه يعلم أن الجماهير ستصفق له إلى الأبد. أوطان العرب يرى محمد الحمادي أن من يراقب موقف الشعوب العربية مما يحدث في مصر أو سوريا هذه الأيام، وما حدث في ليبيا وتونس واليمن، يلاحظ أن الشارع العربي –فضلاً عن الحكومات- اتخذ مواقف متباينة من «الربيع العربي»، لدرجة أن البعض أطلق عليه «ثورة»، والبعض الآخر اعتبرها فوضى! يبدو أن الخلفيات المحلية تؤثر على قرارات الإنسان العربي السياسية، فمن يعش في استقرار وأمن في بلده ير فيما يحدث في دول «الربيع» فوضى، ويرى أن على الناس أن لا يخربوا بلادهم، وأن يحافظوا على إبقاء الأوضاع على حالها إلى أن «تعتدل»، أما من يعيشوا في دول فيها من الظلم والقهر والفساد ما فيها، فنجدهم متحمسين لتلك التحركات، ويعتبرونها ثورات ضد الظلم والفساد، ومن أجل الحرية والكرامة ويدعمون تلك «الثورات»، بل وعمل بعضهم على استنساخها في بلدانهم. وفي قضايا أقدم، يبدو التباين واضحاً أيضاً، فعلى سبيل المثال... في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي –أو ما كان يسمى بذلك- هناك تفاوت واضح في مستوى تقبل العلاقة مع إسرائيل على المستوى الرسمي بشكل خاص وإلى حد ما على المستوى الشعبي، فعلى الرغم من أن كل العرب -بلا استثناء- متفقون على أن إسرائيل تحتل أرضاً عربية، وأنها كيان عنصري غريب في المنطقة، إلا أن منطق التعامل معها يختلف... بين دول تعارض أي علاقة معها، وبين دول أصبحت صديقة لها، ودول لديها الاستعداد التام للتعامل معها، وتنتظر مبرراً لذلك، وفي الوقت نفسه أصبحت فئات من الشعب العربي تنظر لإسرائيل على أساس أنها واقع لا يمكن تجاهله، ولابد من التعامل معه. ثورة من نوع آخر استنتج د.بهجت قرني أنه بينما نحن مشغولون - وعن حق - بتطورات «الربيع العربي»، تجري في العالم ثورات لا تقل أهمية وذات تأثير مباشر على منطقتنا وأحوال المعيشة اليومية للكثير منا، وليس في منطقة الخليج وحدها. وموضوعي اليوم هو ثورة الطاقة العالمية. منذ عدة سنوات، يقوم المعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن - «تشاتم هاوس» - بتخصيص أوائل مؤتمراته العالمية للعام لموضوع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يضم المؤتمر عادة البارزين في الموضوع سواء من جانب المسؤولين الحكوميين أو ممثلي الشركات العاملين في الطاقة بالإضافة إلى عدد من الباحثين والمحللين، فمثلاً كان بين المتحدثين هذا العام كل من محمد الهاملي، وزير الطاقة في الإمارات، والشيخ أحمد بن محمد الخليفة وزير المالية والمسؤول عن قطاع البترول والغاز في البحرين، وعبدالله البدري أمين عام منظمة أوبك. رصاص «الدَّعوة»... وطوارئ «الإخوان»! يقول رشيد الخيون: إن قتل سبعة أو عشرة برصاص الجيش الجديد، مِن المتظاهرين أليست فضيحة بحق النِّظام الدِّيمقراطي، وفضيحة للمالكي الذي تعامل مع التَّظاهرات على أساس طائفي؟ فقد عدَّ خروج الملايين ضده، بالمناطق الغربية، على أنها ترفضه طائفياً! وهذا فيه جرأة على الحق، فالمالكي في رئاسة الوزراء منذ 2006، وتعاونت معه شخصيات معروفة مِن تلك المناطق، فما عدا مما حدا، حتى تخرج ضده تظاهرات وترفضه لأنه مِن طائفة أخرى؟! وهم ليسوا مغرمين بصدام حسين، فلو كانوا كذلك لخرجت مثل تلك التظاهرات في لحظة إعدامه الهزيلة جداً. لا يريد نوري المالكي أن يتفهم دوافع التّظاهرات، ويواجهها بشجاعة المعترف بالقصور، إنما بسهولة أحالها إلى المؤامرة، وجمعها ضد رفاقه في الإسلام السِّياسي، قائلاً، في المناسبة نفسها: «الجميع كانوا فرحين بسقوط الدِّيكتاتورية في مصر وليبيا وبعض البلدان العربية، لكن الفوضى التي أصابت هذه البلدان تؤكد وجود مؤامرة كبيرة تحاك ضد الأمة الإسلامية في المنطقة العربية». لكنه، على ما يبدو، لا يمد نظره أبعد مِن أرنبة أنفه، ليرى أن المؤامرة هي التي أتت بالإسلام السِّياسي إلى الحُكم، وأن الاحتلال هو الذي مهدَّ له ليتحول مِن متفرغ حول ضريح الست زينب بدمشق إلى رئيس وزراء العِراق، فلماذا عندما يحتج النَّاس على ممارسته تكون مؤامرة؟ مشروع الصحراء الكبرى! يرى حلمي شعراوي أن المشهد السياسي في الصحراء الكبرى يعج بالفاعلين بسرعة ملفتة، تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي تستقطب الأنظار الآن من مناطق خطيرة مثل سوريا والعراق ومصر والسودان ولبنان والصومال... وفي كل هذا المشهد يكاد يختفي الفاعلون الأساسيون فيه، وهم في تقديري: "العسكريون والمتمردون" في مالي من جهة، والمشروع الأميركي للصحراء الكبرى وثرواتها من جهة أخرى، بل وتكشف مدونات "الأفريكوم"، عنصراً غائباً هو الصين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©