لقاءات عراقية بلا نتائج .. وحسم قمة الإنقاذ اليوم

فشلت محاولات عقد قمة الانقاذ بين قادة الكتل السياسية العراقية امس واقتصرت فقط على اجتماع عدد منهم على مأدبة غداء تم خلاله الاتفاق على ارجاء القمة الى موعد آخر لم يتم تحديده وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم جبهة ''التوافق'' سليم عبد الله الذي رفض الإدلاء بأي تفاصيل اخرى· لكن مصادر سياسية قالت لـ''الاتحاد'' ان هناك محاولات اخيرة لعقد اجتماع سياسي حاسم اليوم يحدد موعدا للقمة حيث اوضح عبد الله ان ''التوافق'' المنسحبة من الحكومة مستعدة لحضور الاجتماع الا انه شكك بإمكانية التوصل الى نتائج ايجابية· في حين قالت ''القائمة العراقية'' التي يتزعمها اياد علاوي انها لم تتلق اي دعوة لحضور اي اجتماع، واتهمت رئيس الوزراء نوري المالكي بمحاولة تهميشها بعد اعلانها مؤخرا مقاطعة الجلسات الحكومية· واعلن الرئيس جلال طالباني من جانبه بعد لقاء مأدبة الغداء الذي جمعه ونائبه عادل عبد المهدي مع المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وعدد من الوزراء والنواب انه سيعمل على عقد اجتماعات رباعية او خماسية مع قـــــادة الكتل والاحزاب اليوم سعيا الى انهاء الازمة الســـــياسية وايجاد الاجواء المناسبة لذلك، وبرر غياب رئيس الحزب الاســـــــلامي طارق الهاشمي احد ابرز قياديي ''التوافق'' عن اللقاء بأنه تعرض الى وعكة صحية، مشيرا الى حضور عضوين من مكتبه السياسي هما اياد السامرائي ونصير العاني· وأبدى طالباني تفاؤله بإمكانية عقد لقاءات ثنائية تمهد الى لقاء يجمع كل قادة الكتل السياسية، وهو الامر الذي اكده ايضا عبد المهدي قائلا ''ان العراق موحد وانه متفائل بالمداولات واللقاءات الثنائية للم الشمل وتوحيد الصفوف''· فيما قال بارزاني ان هناك المزيد من اللقــــــــاءات ســــــعيا الى انهاء الازمة السياسية، وهــــــــو ما اكده ايضا المالكي لكـــــــــن من دون التطرق الى مصير قمة الانقـــــــاذ، وقال ''هناك جملة من المطــــالب التي لا بد من تحقيقها في اقرب وقت ممكن ومنها تلك المتعلـــــــقة بعمل مجلس النواب والنفـــــــط والغاز والمحافظـــــــات''، واضاف ''هناك ايضا مسائل متعلقة بالحكومة كتعيين وزراء جدد بدلا من الوزراء المنسحبين ومسائل اخرى تدخل ضمن الدستور والفقرات المطلـوب تعديلها''· واعرب عدنان الدليمي احد ابرز قياديي ''التوافق'' عن امله في ان تؤدي الحوارات الى التوافق وارساء المسار الصحيح للحكومة العراقية، وقال ''نحن نشد على ايدي كل من يدعو الى المصالحة والاتفاق''· لكن مصادر سياسية قالت من جانبها ان المالكي عمد الى تصعيد غير مباشر مع ''التــــــوافق'' حيث اجرى محادثات مع اعضاء في مجلس ''صحــــــوة الانبار'' لضمهم الى الحكومة بدلاء من وزراء ''التوافق'' وهو الأمر الذي اعتبرته المصادر بمثابة خطوة غير دستورية على اعتبار ان الجبهة وحــــــــدها الممثلة برلمانيا هي التي تقرر اسماء مرشحيها من الســنة في الحكومة· اما الهاشمي الذي شن هجوما حادا على ايران رافضا تدخلها في شؤون العراق الداخلية، فقد اشار الى اجتماع ســــيعقد اليوم الاربعاء بين ممثلي ''الحزب الاسلامي'' وقادة الحزبين الكرديين لحسم مسألة القمة الموسعة، وقال ان انسحاب ''التوافق'' من حكومة المالكي لن يقف حائلا امام استمرار الجبهة في مشروعها السياسي الوطني لإخراج العراق من الازمة التي يعيش فيها· واحتج الهاشمي على انتقادات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقوى السياسية العراقية التي علقت مشاركتها في الحكومة قائلا انها لا تتجاوز القواعد الدبلوماسية فقط إنما تناقض التصريحات الرسمية التي صدرت عن الحكـــــــومة الإيرانية في أكثر من مناســـــبة بأنها تحرص على عدم التدخل في الشأن العراقي وأنها تسعى لتحسين العلاقات الثنائية مع العراق· اما علاوي فرأى ان الحكومة العراقية الحالية لا تملك الوسائل الكفيلة بوقف انتشار الفوضى ودعا الى اقامة نظام غير طائفي، وقال للاذاعة الاميركية ''يو اس ناشيونال بابليك راديو'' ''الوضع برمته قائم على الطائفية ومنع المصالحة··النظام يجب ان يتغير ويجب ان يسود نظام غير طائفي··المالكي جزء من النظام الطائفي الذي يؤثر سلبا على البلاد ولا يمكننا ان نرى تحسنا اذا بقي النظام الطائفي مطبقا فيها''، وحذر ''من ان العراق ينزلق باتجاه مزيد من الفوضى والعنف ولا يمكن ان نرى في نهاية النفق النور الذي يخرج العراق من هذا الوضع··الطائفية ما زالت سائدة والارهاب يضرب البلاد والجيش والشرطة مخترقان من الميليشيات وكل يوم يسقط مائة قتيل ان لم يكن اكثر''· لكن مع ذلك، اعلن النائب في ''القائمة العراقية'' حسام العزاوي دعم الحزب أي حوار وطني مبني على أسس وطنية حقيــــــقية وضمن رؤية سياسية تضمن الاستقرار للخروج من الأزمة الســـــــياسية، وأكد ضرورة أن يتم ذلك دون حرمان أي طــــــــرف من حقوقه· في وقت حضر ثلاثة اعضاء من ''القائمة'' جلسة الحكومة امس رغم قرار المقاطعة هم رائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا ومحمد العريبي وزير الدولة لشؤون العشائر ومحمد علاوي وزير الاتصالات الذي حضر لمدة عشر دقائق فقط لتقديم مذكرة· الى ذلك، اعلن نصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ان بارزاني اقترح تشكيل لجنة من خمسة قياديين تتولى حسم الخلافات بين قادة الكتل السياسية والتوصل الى حلول مرضية للجميع، وقال ان الدعوة وجهت الى علاوي للحضور الاجتماع على الرغم من معارضة جهات لم يسمها· فيما ألمح احمد الشيباني الناطق الرسمي باسم التيار الصدري الى احتمال انسحاب التيار من كتـــــــــلة الائتلاف العراقي الموحد البرلمانية، وقال ''هناك مفاجآت كثيرة في الطريق''