السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان: مطلوب توفير وظائف للخريجين

نهيان: مطلوب توفير وظائف للخريجين
20 مارس 2008 01:28
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي جاهزية مؤسسات التعليم العالي الحكومية الثلاث والمتمثلة في جامعتي الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا لطرح تخصصات المكتبات والتوثيق وفق معايير أكاديمية عالمية تلبي احتياجات سوق العمل، وتفتح أمام الخريجين فرصاً وظيفية كبيرة· واعتبر معالي الشيخ نهيان أن المشكلة الأساسية التي تواجه طرح هذه التخصصات تتمثل في عزوف الخريجين والخريجات من الثانوية العامة عن الالتحاق بتلك التخصصات في المرحلة الجامعية إذ توجد تخصصات أخرى أكثر بريقاً ويجد خريجوها فرصاً وظيفية قبل انتهاء دراستهم الجامعية، أما تخصص المكتبات والتوثيق وعلى الرغم من أهميته العلمية والعملية فإنه لا يزال يعاني من تجاهل مجتمعي لدور خريجيه وخريجاته، وهو ما أثر سلباً على توجهات طلبة الثانوية العامة نحو الالتحاق به· وكشفت دراسة علمية أنجزها مركز الوثائق في أبوظبي حول النقص الذي تعاني منه المؤسسات الحكومية في وظائف أمناء المكتبات ومتخصصي التوثيق والمعلومات والذي تجاوز أكثر من 650 وظيفة يمكن توفيرها للخريجين المواطنين· وأوضح معالي الشيخ نهيان أن جامعة الإمارات سبق لها وأن طرحت هذا التخصص ''المكتبات والتوثيق'' ولكن بعد التخرج فوجئ عدد من الخريجين والخريجات بأنهم لم يجدوا الوظائف المناسبة وهو ما قدم رسالة سلبية لأقرانهم الذين يأتون من المرحلة الثانوية إلى الجامعة وقد دفع ذلك الأمر بهم لاختيار تخصصات أخرى بعيداً عن هذا التخصص وأكد أكاديميون على ان عزوف الطلبة في المرحلة الجامعية عن الالتحاق بتخصصات المكتبات والتوثيق ما زالت تراوح مكانها وتمتد أسباب القضية إلى أبعاد متعددة بل ومتباينة· وبحسب الأكاديميين فإن المشكلة تكمن في تدني المكانة الاجتماعية لخريجي وخريجات هذا التخصص الذي طرحته جامعة الإمارات قبل أكثر من 15 عاماً ثم بدأت أعداد الطلبة الملتحقين به تتناقص إلى أن جمدت الجامعة هذا التخصص· وأكد أكاديميون التقتهم ''الاتحاد'' حول هذه القضية أن غياب فرص عمل حقيقية في مجال التخصص لهؤلاء الخريجين والخريجات دفع كثيراً منهم للعمل في تخصصات أخرى غير التي درسوها في الجامعة، كما أن غياب المفهوم المجتمعي حول دور أمناء المكتبات والمعلومات ومتخصصي التوثيق دفع بطلبة آخرين للعزوف عن هذا التخصص الذي لا يجد تقديراً مجتمعياً أو اهتماماً من قبل المؤسسات في سوق العمل· مكتبات المدارس وقال معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم ''إن الوزارة بحاجة ماسة لخريجي المكتبات وتضم الوزارة أكثر من 750 مدرسة حكومية بالإضافة إلى 900 مدرسة خاصة وهذه المدارس جميعها بحاجة لأمناء وأمينات مكتبات ومتخصصي توثيق بيانات وهؤلاء يندرجون جميعاً تحت مسمى ''الوظائف المساندة'' في مفهوم الموارد البشرية بالوزارة'' وزاد: حتى الآن الوزارة تعاني من نقص في أعداد أمناء المكتبات وأمناء المختبرات والسكرتارية التنفيذية وأمناء السر ويتم بصورة دورية طلب درجات وظيفية جديدة لهم من وزارة المالية· وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن المكتبة تمثل عنصراً أساسياً في الأداء اليومي لأي مؤسسة تعليمية ولا يمكن لمدرسة أن تكون بدون مكتبة كما أنه لا يمكن لمكتبة أن تكون بدون أمين مكتبة متخصص في هذا العلم، ولديه المهارات العلمية والتطبيقية اللازمة التي تمكنه من مساعدة الطالب في الوصول إلى مصادر المعلومات، واختيار المناسب· مجتمع المعرفة وأكد الدكتور عبدالله عبدالكريم الريس مدير عام مركز الوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة أن سوق العمل في حاجة شديدة لمتخصصين ومتخصصات في قطاع المكتبات والتوثيق وتوفير معلومات لصانع القرار، ومجتمع المعرفة الذي نعيشه اليوم لا يمكن تطويره دون وجود هذه الفئة المتخصصة، فالمعلومات في تسارع شديد، ولا بد من إيجاد الشخص المناسب الذي يستطيع أن يربط بعضها البعض ويقدمها إلى صانع القرار قبل اتخاذ قراره بشأن قضية أو مشكلة ما أو خطة مستقبلية· التجاهل المجتمعي واعتبر الريس أن تجاهل المؤسسات المجتمعية لدور أمناء المكتبات ومتخصصي التوثيق والمعلومات يرجع في الأساس إلى عدم تقدير تلك المؤسسات لدور المعلومات اليوم في صنع القرار، ومن وجهة نظره فإن المؤسسة الناجحة اليوم هي تلك التي تأخذ بزمام المعلومات قبل اتخاذ القرارات، وهي التي تقرأ ماضيها بعناية شديدة من خلال التوثيق العلمي لأدائها وانجازاتها العملية، ومن خلال هذه القراءة تستطيع أن ترسم ملامح دورها المستقبلي· ولفت الريس إلى وجود دراسة علمية أنجزها مركز الوثائق حول النقص الذي تعاني منه المؤسسات الحكومية في وظائف أمناء المكتبات ومتخصصي التوثيق والمعلومات والذي تجاوز أكثر من 650 وظيفة يمكن توفيرها للخريجين المواطنين في حال طرح هذه التخصصات في الجامعات، وأشار إلى أن هذه الدراسة تعتبر استطلاعية وإذا تم إنجازها على مستوى المؤسسات الخاصة فإننا سنكون أمام فرص وظيفية تتجاوز الآلاف عندما نتحدث عن وجود أمناء مكتبات ومتخصصين في توثيق المعلومات في المدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، والمستشفيات وغيرها من المؤسسات التي تحرص على تحقيق معدلات جودة عالية في أدائها من خلال الاهتمام بهذا التخصص· دور المعلومات وأشار الدكتور حسام سلطان العلماء عميد المكتبات الجامعية بجامعة الإمارات إلى أن قطاع المكتبات والتوثيق يشهد نهضة حقيقية في العالم المتطور بل إن دراسات السوق التي تقوم بها كبريات الشركات العالمية اليوم تستند إلى معلومات موثقة يقوم بها أمناء مكتبات ومتخصصون في التوثيق ودراسات الحالة وغيرهم ممن لهم علاقة بالتعامل مع المعلومات سواء أكانت إجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو علمية· منح دراسية واقترح العلماء أن يتم تقديم منح دراسية من جهات العمل الراغبة في استقطاب هؤلاء الطلبة بحيث تتضمن هذه المنح دعماً مالياً للطلاب الراغبين في الالتحاق بتخصصات المكتبات والتوثيق في الجامعات· بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات لتوظيف هؤلاء الخريجين بمجرد تخرجهم من الجامعات· وحسب رأي العلماء فإن المسألة لا تحتاج إلى جهود كبيرة وإنما هي في حاجة إلى قرار مدروس يحصر احتياجات المؤسسات الحكومية في المقام الأول من خريجي وخريجات هذه التخصصات ثم يتم من خلال الجهات الحكومية أيضاً تقديم الدعم المالي للطلبة الملتحقين بتلك التخصصات مع الالتزام بتوظيف الخريجين كما يحدث في تخصصات أخرى مثل الطب، والتمريض، وغيرها من التخصصات التي كان سوق العمل يعاني من ندرتها في الفترة السابقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©