الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الاتصالات تستهدف الطلب الكامن في السودا

شركات الاتصالات تستهدف الطلب الكامن في السودا
16 أغسطس 2007 01:56
ارتفعت لافتات صفراء براقة على ضفتي النيل بين عشية وضحاها ثم انتشرت بسرعة على طول الطرق السريعة والشوارع المزدحمة في أسواق العاصمة السودانية التي تعاني من زحام مروري شديد· كانت هذه اللافتات الخطوات الاولى في حملة بدأتها شركة إم·تي·ان من جنوب افريقيا لاعلان وجودها في واحد من اخر أسواق الهاتف المحمول التي لم تمتد إليها يد التطوير بعد في القارة السمراء· وفي السنوات الاخيرة ابتعد المستثمرون الاجانب عن السودان في أعقاب الضجة التي ثارت حول أزمة درافور وما أعقبها من عقوبات أميركية على الخرطوم· ففي ابريل الماضي أعلنت رولزرويس البريطانية انسحابها لتنضم الى طابور الخارجين من السودان ومن بينهم سيمنس الالمانية وايه·بي·بي السويسرية وسي·اتش·سي هليكوبتر الكندية· لكن سوق الاتصالات التي شهدت ازدهارا في الاونة الاخيرة أثبتت أن اغراءاتها لشركات الهاتف المحمول لا تقاوم· فهذه الشركات لا ترى في المساحات الشاسعة لاقليم دارفور الغربي بالسودان منطقة كوراث بقدر ما ترى فيها سوقا بكرا للهاتف المحمول تنتظر من يدخلها· وأكبر شركة في سوق الهاتف المحمول بالسودان هي الاتصالات المتنقلة (إم·تي·سي) الكويتية التي اشترت شركة موبيتل العام الماضي· وقال خالد مهتدي، الرئيس التنفيذي لموبيتل في تصريح لرويترز: ''نتوقع نموا كبيرا خلال ما بين ثلاثة وخمسة أعوام· يوجد طلب كامن في مختلف أنحاء البلاد''· ويضيف: ''وصلت خدمة الهاتف المحمول لأول مرة إلى 25 في المئة من السكان هذا العام· وعندما تدخل الشبكة إلى مناطق جديدة نشهد زحاما على الفور· الطلب هائل على الخدمة''· وأحدث الشركات الكبرى التي دخلت السوق السودانية هي إم·تي·ان الجنوب افريقية، بعد أن اشترت الشركة الام لشركة أريبا للهاتف المحمول في يوليو الماضي من العام الماضي· وفي أواخر الشهر الماضي غيرت الاسم التجاري ''اريبا'' الى ''إم·تي·إن-السودان''، ومنذ ذلك الحين انشغلت بالترويج للاسم الجديد· وتتنافس الشركة الكويتية وإم·تي·ان مع شركة سوداني للهاتف المحمول التابعة لشركة سوداتل الحكومية التي كانت تحتكر قطاع الاتصالات من قبل· ويعتقد محللون ورجال أعمال أن أسماء جديدة ستظهر على لوحات الاعلانات في الأشهر والسنوات المقبلة· وقال المحلل اندراوس صنوبر، من مجموعة المرشدون العرب: ''منذ وصول إم·تي·سي وأريبا أصبحت السوق تشهد منافسة شديدة ويتزايد اغراؤها للمستثمرين الاقليميين والعالميين''· وترتفع حدة المنافسة في ثلاث من أكبر ست دول في افريقيا هي نيجيريا ومصر وجنوب أفريقيا كما أن أسواق الهاتف المحمول فيها أصبحت أسواقا ناضجة نسبيا· كذلك فإن سوق الاتصالات الضخمة غير المستغلة في اثيوبيا مغلقة أمام الشركات الاجنبية لان شركة تابعة للدولة تحتكرها· ولا يتبقى بعد ذلك من الاسواق الكبرى سوى جمهورية الكونجو الديمقراطية والسودان· والحسابات واضحة· فالسودان أكبر دول القارة الافريقية مساحة وسادس أكبرها سكانا إذ يبلغ عدد سكانها نحو 40 مليونا· لكن نسبة السكان الذين يملكون هاتفا محمولا منخفضة بشكل ملحوظ إذ توضح أرقام شركة انفورما تليكوم اند ميديا البريطانية أنها بلغت 11,5 في المئة فقط في الربع الثاني من العام الجاري· ويقول ديفاين كوفيلوتو، المحلل بالشركة، إن هذه الاعداد المنخفضة من المشتركين قد تتجه قريبا للارتفاع بسرعة بفضل عوامل منها الثروة النفطية والاستقرار الاقتصادي النسبي في أعقاب اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005 لانهاء أطول حرب أهلية في افريقيا· ورغم انخفاض الدخل في معظم الدول الافريقية فإن ذلك لم يسهم في إبطاء انتشار الهاتف المحمول في افريقيا التي يوجد فيها واحد من أسرع أسواق الاتصالات نموا في العالم· وقال علي حمد بن جرش الغفلي، الرئيس التنفيذي لشركة كنار للاتصالات: ''أفريقيا تأخرت· وهي الان تلحق ببقية العالم· أصبحت الاتصالات رخيصة جدا· وأصبح حصول الناس من أصحاب الدخول المحدودة جدا على هاتف محمول سهلا''· وكنار للاتصالات كونسورتيوم تقوده شركة اتصالات الاماراتية التي تتفاوض حاليا على الحصول على رخصة للهاتف المحمول في السودان· ويضيف الغفلي قائلا: ''زاد دخل الناس في السودان في الفترة الاخيرة ولذلك زادت سهولة الحصول على هاتف محمول''· وقال وزير الاعلام والاتصالات الزهاوي ابراهيم مالك إن السودان يجري محادثات مع ''كنار'' لكنهما لم يتفقا على ثمن الرخصة· وتوجد فرصة أخرى سانحة في جنوب السودان حيث تعمل به شركتان صغيرتان هما ''جيمتل'' و''ناو''· وكل منهما قد يصبح هدفا لعملية استحواذ· لكن الفرص الكبيرة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة ومنها خطر التعرض للغضب الدولي تجاه أزمة دارفور· فقد كانت شركة سوداتل واحدة من 31 شركة شملتها قائمة سوداء وضعتها واشنطن في مايو الماضي بدعوى ''المساهمة في الصراع في منطقة دارفور''· وتتضح التعقيدات المحتملة التي يواجهها المستثمرون الاجانب في التعاقدات التي أبرمتها شركة الكاتل لوسنت الفرنسية لصناعة معدات الاتصال مع سوداتل· ففي يناير الماضي أرسلت الكاتل مذكرة الى الاميركيين العاملين فيها تحذرهم من أنهم قد يكونون مسؤولين بصفة شخصية عن أي أعمال تنفذ لصالح السودان عن طريق الشركة· كما كانت الشركة هدفا لجماعات تسعى للضغط على المؤسسات الكبرى للتخلي عن الاستثمار في الشركات التي ترى أنها تدعم حكومة السودان· وعلاوة على المشاكل السياسية فإن هناك المخاطر الامنية التي يواجهها العاملون بشركات الاتصالات على الارض· لكن ذلك لم يمنع شركات الهاتف المحمول العاملة في السودان من نشر شبكاتها في اقليم دارفور الذي لا توجد تغطية هاتفية به خارج مدنه الرئيسية رغم أن عدد سكانه ستة ملايين نسمة· وعملت شركة ''موبيتل'' على سبيل المثال في الاونة الاخيرة لتصعيد جهود توسعة شبكتها بعد ان حصلت على موافقة أمنية لدخول 13 منطقة كانت مغلقة أمامها من قبل·
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©