علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (غزة، رام الله) - ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وافق على أن تتضمن الوثيقة التي يعدها حالياً كاتفاق إطار لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فكرة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل في التسوية الدائمة للقضية الفلسطينية.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصدرين أحدهما أميركي لم تحددهما، إن صيغة الوثيقة الأميركية بهذا الخصوص ستنطوي على التبادلية بحيث تعتبر إسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي» وفلسطين «الدولة القومية للشعب الفلسطيني.
وأضافت أنها ستؤكد أيضا أن المفاوضات ستجرى على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي ومراعاة التغييرات في الجغرافيا البشرية التي حدثت على الأرض خلال العقود الماضية. ومن المتوقع أن يتلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نسخة منها خلال زيارته المقررة إلى واشنطن مطلع شهر مارس المقبل.
وقد أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» أمس أن الفلسطينيين لن يعترفوا أبداً بإسرائيل «دولة يهودية» كما توقعت وزيرة العدل الإسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي تسيبي ليفني. وقال لصحفيين في غزة «ما تقوله ليفني كذب وهراء وهي تناقض نفسها، فقبل أيام هددت الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس بدفع الثمن لرفضه الاعتراف بيهودية الدولة والآن تقول إننا سنعترف، هذا لا صحة له أبداً».
إلى ذلك، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لاحتمال الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية.
وأوضحت أن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» ذكر في تقرير بعنوان «تقييم الاستراتيجية الأميركية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية»، أن إسرائيل تسعى إلى تلطيف الأجواء مع الولايات المتحدة بطرح الخطة البديلة «B» بشأن محادثات التسوية التي تتضمن الانسحاب من أغلب مناطق الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن مدير المعهد الكاتب روبرت ساتلوف قوله إن الخطة تعكس الحملة الأميركية بقيادة كيري لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية.
وطالب عضو البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» عن حزب «البيت اليهودي» المتطرف زفلون كالبا بضم الضفة الغربية في إطار «دولة واحدة». وقال في تصريح نشرته «إسرائيل اليوم» إنه يجب منح الفلسطينيين المواطنة الكاملة في إسرائيل، من حيث المساواة والحق في الاستثمار في البنى التحتية والترشح للانتخابات، وبذلك ستبعد إسرائيل عن نفسها التهم بتهميش السكان العرب وممارسة التمييز العنصري ضدهم.
ورفضت عشراوي ادعاء الحكومة الإسرائيلية بأن حركة المقاطعة تحاول «نزع الشرعية» الدولية عن إسرائيل، قائلة «إذا اختارت إسرائيل تعريف نفسها فقط بمشروعها الاحتلالي والاستيطاني والتطهير العرقي، فإنها وحدها تتحمل مسؤولية نزع الشرعية عن نفسها».
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واقتلع مستوطنون 150 شتلة زيتون من أراضي منطقة «ظهر الزياح» التابعة لبلدة الخضر جنوب بيت لحم، قرب البؤرة الاستيطانية «سيدي بوعز» الواقعة بين قرية «عين القسيس» ومستوطنة «دانيال». كما استولى مستوطن على مساحة 8 دونمات مزروعة بأشجار البلوط والزيتون في المنطقة ذاتها في سياق محاولات تهجير أهلها والاستيلاء عليها لأغراض استيطانية.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان في بلدة الخضر، أحمد صلاح، إن ناشطين قاموا فوراً بزراعة 150 شتلة زيتون بدلاً من تلك المقلوعة. وأضاف أن المستوطنين حاولوا منعهم من زراعتها إلا أنهم تصدوا لهم واشتبكوا معهم بالأيدي، وواصلوا الزراعة.
وذكرت مصادر أمنية وحقوقية فلسطينية أن قوات الاحتلال في الضفة اعتقلت الشبان أحمد عدنان خليلية وشلاش ياسر شلاش وأيهم منير فشافشة وحسن خليلية في بلدة جبع جنوب جنين، والأسير المحرر محمد أحمد صلاح من قرية كفردان قضاء جني في معبر الكرامة على الحدود مع الأردن، ومجدي منير عكوبة وعنان رائد عبيد وإسماعيل زكي عوكل في نابلس، والطالب الجامعي الناشط في حركة «حماس» نصر أبوحديد وبلال حمدان الرجوب في الخليل وبلدة دورا جنوب المدينة. كما اعتقلت قوة بحرية إسرائيلية 3 صيادي أسماك في بحر غزة قبالة غزة.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية فجراً غارتين جويتين على قطاع غزة، حيث أطلقت 4 صواريخ على موقع تدريب عسكري تابع لحركة «حماس» قرب مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط غربي القطاع وصاروخاً واحداً على منطقة غير مأهولة قرب بيت لاهيا شمالي القطاع. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارتين استهدفتا منصة لإطلاق الصواريخ تحت سطح الأرض و«موقعاً إرهابياً»، غداة إطلاق صاروخ من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل.
عدد اليوم
