بدرية الكسار (أبوظبي)
لم يكن عدم إتمام التعليم عائقا أمام موزة الحمادي، التي تزوجت في سن الـ 14 عاما وتحملت مسؤولية أسرة، فقد حملت في داخلها تحديا كبيرا لكل عائق يقف أمامها، ونظرا لقوة انتمائها لتراثها اتجهت إلى صناعة البرقع، بالإضافة إلى إبداعها في طهي الأكلات الشعبية المحلية التي تميزت بالبهارات الخاصة.
وبدأ مشروع الحمادي من خلال المشاركة الأولى في مشروع «أسرة منتجة»، في مركز التنمية الاجتماعية بمدينة خورفكان، وتبعتها مشاركة في معرض شبيه أقيم في أبوظبي، لتتوالى المشاركات وصولا إلى ملتقى «السيفه» الرابع، الذي حصلت فيه على تكريم من قبل دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة.
وحول صناعة البراقع، تقول الحمادي «تعلمت فنون الخياطة والتطريز اليدوي من أمي، التي لم تبخل علي بوقتها وتشجيعها حيث دربتني على فنون الخياطة بأنواعها»، مضيفة «ارتديت البرقع عند زواجي، وقمت بتطويره وتزيينه مع المحافظة على شكله الأصلي، إلى جانب أنني كنت أتقن خياطة الأزياء الشعبية الخاصة بالمناسبات التراثية لاسيما التي يرتديها الأطفال في ليلة نصف شعبان والأعياد، وحقائب النقود والحلوى والتي تدعى باللهجة المحلية «الخريطة»، كما صممت أزياء خاصة بمناسبة يوم العلم، وكرمتني وزارة الثقافة وتنمية المجتمع على مشاركتي الإيجابية في فعالياته».
ولم يتوقف طموح الحمادي عند هذا الحد، بل اتجهت إلى حفل تراثي آخر تمثل في الطهي، إلى ذلك، تقول «لم أعتمد على الخياطة فقط، بل توسعت في عملي لإعداد الأكلات الشعبية، كما أعد البهارات، التي أستعملها في الطهي مثل السمن العربي والأسماك المجففة لصناعة «المالح»، و»المهياوة»، والسحناه»، والمخللات بأنواعها. بالإضافة إلى تجهيز القهوة وتحميصها ومزجها بالهيل والزعفران بخلطة سرية». وهي لم تغفل الإسهام في عام الخير، تقول «شاركت في المبادرة من خلال إعداد أطباق وأكلات شعبية، وتوزيعها على العمال والمزارعين في خورفكان».
وحمل حرص الحمادي على عملها مجلس سيدات أبوظبي على دعمها وتكليفها بالقيام بالإشراف على إعداد الطبخ الإماراتي في مجموعة فنادق «شانغريلا»، وهو ما نال إعجاب نزلاء وزوار الفندق، كما إنها شاركت مع جامعة الشارقة فرع خورفكان في بيع الوجبات الشعبية للطالبات وتعريفهن بها، وبكيفية إعدادها. كما شاركت في مؤتمر ومعرض التجارة المنزلية، الذي نظمته إدارة نادي ضباط شرطة دبي ما ساعد في تدريبها على إعداد الوجبات الكبيرة للمناسبات الاجتماعية وحفلات الأعراس.
وتقول الحمادي إنها حصلت على رخصة المشاريع المنزلية بعد فحص المأكولات التي تعدها من قبل مختبر دبي للأغذية حرصاً على الصحة العامة، وكذلك لنشاطها في مجال الخياطة والحياكة والمنزلية، كما حصلت على رخصة رسمية من الدائرة الاقتصادية.
عدد اليوم
