الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاق والعنوسة.. مَن المسؤول؟

16 أغسطس 2007 02:09
ظاهرتا الطلاق والعزوف عن الزواج من أكثر الظواهر السلبية انتشاراً في مجتمعنا المعاصر، والتي ترتب عليها خلل اجتماعي جدير بالدراسة والتحليل لمعرفة أسبابها، ومن وجهة نظري هناك أسباب عديدة منها: ؟ دور الآباء والأمهات: يلعب الآباء دوراً مهماً قبل وبعد زواج الأبناء، ويبدأ دورهم بالتنشئة السليمة للأبناء بعيداً عن مشاكل الآباء والأمهات ما يجعلهم نموذجاً سيئاً للحياة الزوجية التي قد تؤثر سلباً في تكوين شخصية الأبناء وخلق العقد النفسية لهم، وتؤثر مستقبلياً على زواجهم، لذا يجب على الآباء غرس القدرة على اتخاذ القرار في أبنائهم وبناء شخصية قوية للأبناء لكي يستطيع الأبناء مستقبلياً اختيار شريك الحياة وتحمل نتيجة هذا الاختيار، ولا مانع من مساعدة الآباء لأبنائهم في الاختيار ولكن دون فرض ذلك عليهم· كما يجب على الآباء ألا يسارعوا في زواج أبنائهم في سن مبكرة، رغبة في الإحساس بالفرحة أو تلبية لطلب ابنهم بالزواج أو التخلص من مسؤولية أبنائهم·· الخ دون أن يكون لدى الأبناء أي قدرة على تحمل أعباء الحياة الجديدة ومسؤولية الزواج، فيكون نتاج هذا الزواج الشقاء وعدم الاستقرار· ؟ وسائل الإعلام: الإعلام المرئي ينقل في كثير من الأحوال صوراً خيالية غير واقعية للحياة الزوجية، فالزوج شاب وسيم أنيق مترف مغداق للهدايا بمناسبة ومن دون مناسبة، والزوجة جميلة حسناء جذابة ذات قوام رشيق متفرغة للعواطف والحفلات وكأن هذه المرأة لا تعرف حملاً أو رضاعة ولا تربية أبناء· فنوجه نداء للحريصين على أمن واستقرار هذا المجتمع أن ينزلوا الى أرض الواقع بعيداً عن الخيالات الواهمة، وقريبة من الوقائع وحل المشكلات· كما أن الدورات والندوات لها دور هام في نشر الوعي في كيفية اختيار شريك الحياة وبناء حياة زوجية مستقرة، والتي ولا ننكر أنها زادت في الآونة الأخيرة مع تفاقم هذه الظروف· فيجب أن يساعد الإعلام على تغيير بعض الأفكار الرجعية السلبية، فقد تغير الزمان عما كان عليه، وتغيرت الأفكار والمفاهيم، فيجب على الإعلام أن يسهم في نشر الوعي بما يتناسب مع كل جيل وفي نطاق تعاليم ديننا الحنيف· ؟ الحالة الاقتصادية: لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحالة الاقتصادية والماديات والمظاهر لها دور كبير قبل وبعد الزواج، بداية من غلاء المهور والمتطلبات التي تؤدي الى العزوف عن الزواج، الى ما بعد الزواج حيث لا تقف متطلبات بعض النساء عند حد معين، مع عدم مراعاتهن لحال الزوج ما يؤدي الى الطلاق· كما أن تعدد الزوجات يفتح باباً آخر لظهور مشكلات زوجية أكثر قد تؤدي لظهور مشاكل نفسية لدى الأبناء أو الأزواج الى حد الانفصال، وكثيراً من المطلقات والمطلقين يكونون أكثر دقة وحذراً في الاختيار التالي لهم، لكي لا يعيشون تجربة فشل أخرى· إذاً يجب علينا حل المشكلة من جذورها وليس من أغصانها تفادياً لخلق مشكلات جديدة، فالمسؤولية قاسم مشترك بين الأبناء والآباء والأزواج والمجتمع، وحل المشكلة يتمثل في أن يؤدي كل طرف دوره في تحقيق الاستقرار والأمان· د· يارا المراشدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©