الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دخول الاستثمار يضاعف أسعار اللوحات الفنيـة

دخول الاستثمار يضاعف أسعار اللوحات الفنيـة
16 أغسطس 2007 02:26
فجأة، وبدون سابق إنذار، تضاعفت أسعار اللوحات الفنية في دمشق، وارتفعت قيمتها المالية من ثلاثة إلى خمسة أضعاف· يفترض أن تدل هذه الظاهرة على انتعاش الحركة الفنية، في ظل انتعاش حركة ثقافية صاعدة وكثيفة· والمفارقة أن هذا الصعود جاء في ظل ركود الحركة الثقافية في سوريا· وبذلك لا يمكن تفسير ارتفاع لوحات الفنانين السوريين بحركة ثقافية جديدة وناشطة، أو برعاية أولتها المؤسسات الثقافية للفن التشكيلي· والسؤال الذي طرح نفسه على الساحة التشكيلية السورية: ما الذي جعل اللوحة السورية تقفز هذه القفزة الصاروخية؟ يبدو أن الدخول المكثف الاستثماري للمال هو السبب الرئيسي الذي قلب أحوال الفن التشكيلي في سوريا لبعض الفنانين على الأقل، وهذا الصعود يمكن إرجاعه لأسباب مالية، وليس ثقافية· في العام المنصرم افتتح في دمشق كل من جاليري أيام و آرت هاوس اللتين عرضتا لوحات تشكيلية بأسعار كبيرة جداً، مقارنة بالأسعار السابقة، حرّكتا سوق الفن التشكيلي وفرضتا نفسيهما على الساحة التشكيلية السورية وعلى أسعار اللوحة السورية· وقد قام جاليري أيام بسابقة جديدة في الحياة التشكيلية السورية، حيث وقع عقودا احتكارية مع عدد من الفنانين السوريين حيث يتم تسويق أعمالهم لعدة سنوات مع حساب نسبة من سعر اللوحة للجاليري· وقد وقعت أيام عقوداً احتكارية مع حوالي عشرين فناناً سورياً منهم: يوسف عبد لكي، عبد الله مراد، منذر كم نقش، أسعد عرابي، منير شعراني، نصوح زغلولة· وفادي يازجي وصفوان داحول· ومن الفنانين الشباب: وليد المصري، عمران يونس، عبد الكريم مجدل بيك، قيس سليمان، مطيع مراد، مهند عرابي، نهاد الترك، أسامة دياب وسارة أيوب آغا· يدافع البعض عن هذه الظاهرة باعتبارها تمثل تحولاً انعطافياً على مستوى التقدم التقني والفكري وخاصة الاستثماري المحلي والعالمي ـ العولمي· هو الذي أعاد تقويم وتعويم النشاط المتدهور لصالات العرض التجارية ''بدرجاتها المتعددة''، وهي التي أشاعت فوضى التدني الذوقي العام، وجنت أرباحاً سريعة مؤقتة ملبية رغبات الطبقة الاجتماعية الموسرة الجديدة ، خاصة أصحاب الفيلات والدور المهجنة معماريا· هذا ما كتبه الفنان أسعد عرابي للدفاع عن الظاهرة· ويضيف عرابي في دفاعه عن هذه الظاهرة بالقول: إن جاليري أيام تؤسس لقواعد جديدة بالغة الاحتراف في علاقتها مع الفنانين والمقتنين والذواقة، صمّم البناء ـ جاليري أيام ـ ليكون صالة احترافية ذات مواصفات عالمية، وكذلك أسلوب العرض ''السينوغرافي'' ومثاله زهو المطبوعات والاعلانات وبطاقات الدعوة· والأهم حسب عرابي، فقد حُررت عقود متوازنة مع عدد من الفنانين المعروفين وبمستوى جديد من حجم الاستثمار الفني والمشاركات في المزادات العالمية ''بما فيها دورتا مزاد دبي'' مما ثبّت أسعارهم بطريقة لائقة تماماً كما هي أرقى الصالات المحترفة في لندن وباريس ونيويورك، ودفعت بالتالي تجربة هذه الباقة إلى مضاعفة الإنتاج على المستوى الكمي والنوعي، والتفرغ للإنتاج· ولا شك بأن هناك مبالغة في دفاع أسعد عرابي عن أيام بالنقلة التي خلقتها في سوق اللوحة السورية· وفي المقابل هناك وجهة نظر أخرى ترى، أن رفع أسعار اللوحات بطريقة مفتعلة يؤثر بشكل كبير على حقيقة الأسعار· فهذه الصالات خاصة أيام التي تملك قدرات مالية كبيرة، تسعى إلى فرض مقاييسها على سوق اللوحة السورية، وهذه قد لا تكون لاعتبارات قيمتها الفنية· وبذلك تصبح هذه الصالات هي التي تحدد الذوق العام وتفرض شروطها على الفنانين المتعاقد معهم عقود احتكارية· بالإضافة لذلك، لم يُفهم في الأوساط الفنية السورية، لماذا التعاقد مع هذا الفنان التشكيلي، وترك ذلك؟! وهذا ما يعطي هذه الصالات القدرة على تكريس فنانين قد لا تكون سويتهم الفنية هي الأساس في مكانتهم السوقية، وبذلك يصبح السوق التشكيلي محكوما من خارجه وباعتبارات إغراق مالي، على المتعاقد معهم أن يلبي احتياجات السوق· إن حداثة التجربة، تجعل من الصعب الحكم عليها، هل ستكون هذه الصالات إضافة للفن التشكيلي السوري تفتح له أفقاً جديداً، أم أن المال سيفرض شروطه الفنية ويهبط إلى مستوى إنتاج اللوحة على مقاس الزبون، طالما أن العمل التجاري يقوم على أن الزبون على حق دائماً، وبالتالي تصبح هذه الصالات الوسيط لإنتاج ما يطلبه السوق؟! عندما يدخل المال التجاري على الفنون من حقنا أن نضع يدنا على قلوبنا، ليس هذا اتهاماً، بل هو تخوف مشروع· فالمال يوظف من أجل الحصول على المال، وليس لأسباب فنية وجمالية رغم كل ما يقال لتغطية ذلك·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©