البيت تفتح نافذة الكتابة والبياض في أعمال الشعراء العرب

صدر مؤخراً العدد الجديد (العاشر) من فصلية '' البيت '' وهي مجلة تعنى بالشعر ويصدرها بيت الشعر في المغرب· حيث حفل عدداً من القصائد لكل من عبد المنعم رمضان ، محمد بوجبيري ، أحمد هاشم الريسوني ، محمد أحمد بنيس ، عز الدين الماعزي ، وداد بنموسى ، مراد القادري· كما اشتمل على عدد كبير من القصائد لعدد من الشعراء من مختلف أنحاء العالم، حيث ترجم حسن حلمي قصائد لإدغار آلن بو وآرثر رامبو وجورج تراكل وهوبكنز ، وترجم المهدي أخريف قصيدتين لأندريس سانشيس روباينه، كما وترجمت القاصة والمترجمة المغربية رجاء الطالبي قصيدة '' النشيد '' للشاعر العالمي يوجين غييلفيك، أما خالد الريسوني فترجم قصائد لخوسيه رامون ربيول وأخرى لخوسيه مانويل بولاند · وفي باب ''مؤانسات الشعري'' نقرأ : '' السفر الليلي '' لكلارا خانيس بترجمة من إدريس البوشاري ، كما يكتب شربل داغر دراسة تحت عنوان '' ابتداء الشعر من الشاعر ،ابتداء القصيدة من الكتابة '' ويكتب الناقد والباحث المغربي خالد بلقاسم '' عن الكتابة والبياض في جدارية محمود درويش ونصوص محمد بنيس والمهدي أخريف ''· ويرى بلقاسم أن الشاعر الكبير محمود درويش يفتتح جداريته بمشهد بياض لا نهائي يجسده معجمياً تكرار لافت للفظ البياض ، الذي يرسي دلالة ستتشعب وفق النفس الطويل المميز لهذه القصيدة · يقول محمود درويش : سوف أكون ما سأصير في / الفلك الأخير · وكل شيء أبيض ،/البحر المعلق فوق سقف غمامة· /بيضاء · واللاشيء أبيض في/ سماء المطلق البيضاء · كنت ولم /أكن · فأنا وحيد في نواحي هذه /الأبدية البيضاء · جئت قبيل ميعادي/فلم يظهر ملاك واحد ليقول لي :/'' ماذا فعلت ، هناك ، في الدنيا ؟/ ''ولم أسمع هتاف الطيبين ، ولا /أنين الخاطئين ، أنا وحيد في البياض / أنا وحيد· وعند تناول أعمال محمد بنيس يقول بلقاسم :'' يتكشف الفراغ بوصفه بياضاً عند محمد بنيس من موقعين رئيسيين، هما اشتغال المعنى، وافق المستحيل الذي يعلنه الشاعر مصيراً للكتابة كما يمارسها· ليس هذان الموقعان إلا حصيلة تأويل لتصور بنيس· ذلك أن الخطاب الواصف الذي يعتمده في تأمل تجربته لا يصل البياض بالفراغ ، على نحو ظاهر، وإنما يتناول البياض في علاقته بالمكان· كما يرى أن بنيس يبني المعنى بمحوه ليصبح هذا المحو، بوصفه اللامعنى، هوالمعنى ذاته· في هذا المحو ينفتح البياض بوصفه مقاومة للمعنى المتماهي مع الأصل والسلطة بمختلف وجوههما· أساس هذه المقاومة جعل المحو عنصرا بانياً للمعنى يبعده عن الامتلاء أو يواجه امتلاءه الذي تحميه انساق لغوية وثقافية وسياسية· المعنى الممتلئ تكريس لسلطة ولنمط كتابة في آن· لذلك تحتفي الكتابة عند بنيس بالفراغ أي بتدمير السلطة اللغوية والثقافية وغيرهما· من مظاهر هذا الاحتفاء تركيب خاص ينهض إيقاعه، مما ينهض عليه، على التخلي عن علامات الترقيم· تخل يمنع المعنى من الامتلاء ويفتح فيه بياضاً· وهذا ما يصل البياض بالفراغ · البياض، في هذا السياق، منفصل تماما عن اللون· إنه وضعية معنى· وفي العدد أبواب أخرى ومواد أخرى متنوعة· وتصدر مجلة البيت بدعم من وزارة الثقافة المغربية ·