الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدي ولد أدب: لعنة الجغرافيا حاجز أمام انتشار الأدب الموريتاني

أدي ولد أدب: لعنة الجغرافيا حاجز أمام انتشار الأدب الموريتاني
9 ابريل 2009 03:17
أشهر ما توصف به موريتانيا أنها بلد المليون شاعر· فهي صاحبة قصيدة البداوة والصحراء بامتياز في نتاج شعراؤها الإبداعي· وعلى الرغم من أن عمر الشعر في موريتانيا يزيد على عشرة قرون إلا أن ما وصلنا منه على شكل دواوين ونصوص كاملة لا يتجاوز عمره الثلاثة قرون! فما هي أسباب ذلك؟ ولماذا لا نعرف الكثير عن الأدب والشعر الموريتاني؟ يرجع الشاعر الموريتاني أدي ولد أدب أسباب ذلك إلى ''لعنة الجغرافيا''· ويشرح قائلا: ''إن موريتاينا بلد بعيد جدا· كما أنه لا يساهم بنشر نفسه بنفسه، لأن وزارة الثقافة الموريتانية ليست على المستوى الذي يراد لها أن تكون عليه· وكذلك وسائل الإعلام الموريتانية لا تسلط الضوء على الشعراء والأدباء الموريتانيون على الرغم من أن العرب لم يعرفوا موريتانيا إلا من خلال الأدب''· من هنا يرى أدي ولد أدب أنه يقع على عاتق العرب مسؤولية اختراق حاجز المكان لاكتشاف الآفاق الموريتانية ''البكر'' كما وصفها· وإذا حدث ذلك فسيجدون ''بلد استثنائي''· ويضرب أدي ولد أدب المثال التالي: ''عندما كانت الدول الإٍسلامية تعيش عصر ضعف ثقافي كانت موريتانيا في أوج ازدهارها الأدبي، كما أن البداوة الموريتانية في بساطتها لا ترمز إلى الجهل والرجعية بل تمثل الثقافة والحضارة· لهذا نجد أنماطا شعرية متعددة كسرت التابو الاجتماعي منها شعر الغزل''· بيئة شعرية ولقد استطاع الشعراء الموريتانيون في القرون الثلاثة الأخيرة إحياء شكل القصيدة العربية القديمة في بحورها الطويلة مبتعدين عن التجنيس والصناعة اللفظية، فكانوا سباقين إلى التجديد خصوصا أن بيئتهم الصحراوية البدوية جعلتها أقرب إلى فضاء الشعر حسب أدي ولد أدب· ولكن على الرغم من ذلك تأثر جزء من الأدب الموريتاني بالحالة السياسية وتردى بترديها، أما بعضه الآخر انتعش رغم القلق السياسي والاجتماعي والإقتصادي كما يقول أدي ولد أدب· أنماط الشعراء ويقسم الشعراء في موريتانيا إلى قسمين أساسين: القسم الأول ظهروا في مرحلة ما قبل الإٍستقلال الذي يمثل كل التراث الشعري الموريتاني، حيث يجول الشعراء بين الأطلال والصحراء والناقة والقبيلة ملتزمين بموضوع واحد في النص الشعري· أما شعراء مرحلة ما بعد الإٍستقلال حاولوا التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية متأثرين بالشعارات القومية والإسلامية واليسارية· ومنذ السبعينات بدأت تظهر نصوص شعرية تحاول كسر حاجز العمود الشعري والبناء الخيالي الموسيقي، ثم اتجهت القصيدة الموريتانية إلى الشعر الحر· وفي الثمانينات والتسعينات ظهرت نزعات شعرية رمزية في القصيدة الكلاسيكية أكثر من الشعر الحر محاكاة لشعراء المشرق· من هنا يرى أدب ولد أدب ضرورة التفاعل بين أنماط الأدب العربي، ''لكسر الحدود السياسية المفروضة على الدول العربية، باعتبار أن الوجدان العربي واحد وإن اختلفت البيئات والإيديولوجيات والسياسات''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©